أعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر ونظيره البريطاني مايكل فالون، أمس، أن الهجوم لاستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم «داعش» سيبدأ «في الأسابيع المقبلة». فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 22 شخصاً، بينهم 14 طفلاً وسيدة جراء قصف طائرات حربية لتجمع مدارس ومحيطها في قرية حاس بمحافظة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وقال كارتر الذي وصل أمس إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع وزاري للحلف الأطلسي، في مقابلة مع شبكة «إن بي سي» الأميركية، إن الهجوم «سيبدأ في الأسابيع المقبلة». وأضاف «إنها خطتنا منذ وقت طويل، ونحن قادرون على دعم» الهجومين على الموصل العراقية والرقة في الوقت نفسه. كما صرح فالون للصحفيين في بروكسل بأنه يأمل بهجوم على الرقة «خلال الأسابيع المقبلة».

وسبق أن تحدث مسؤولون في التحالف عن عمليات «متزامنة» لاستعادة الموصل والرقة، ولكن من دون أن يعلنوا حتى الآن جدولاً زمنياً بالنسبة إلى المدينة السورية. وقال فالون للصحافيين لدى وصوله إلى مقر الأطلسي في بروكسل «شاهدتم تقدماً ملحوظاً في تطويق الموصل بالعراق، نأمل أن تبدأ عملية مماثلة في الأسابيع المقبلة في اتجاه الرقة».
ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن غارات جوية على بلدة حاس الواقعة بالقرب من بلدة كفرنبل في ريف معرة النعمان بجنوب إدلب، أسفرت عن مقتل 22 مدنياً بينهم 14 طفلاً وسيدة. وأكد أن طائرات حربية قصفت عددا من المواقع في بلدة حاس بينها مدرسة للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، مما أسفر عن مقتل معلم بالإضافة إلى التلاميذ.

ونقل تقرير للتلفزيون السوري الرسمي عن مصدر عسكري قوله، إن عدداً من المسلحين قتلوا جراء استهداف مواقعهم في حاس، لكنه لم يذكر أي مدرسة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 22 مدنياً وأصيب العشرات بجروح في 6 غارات جوية لم يعرف إذا كانت سورية أو روسية، استهدفت مدرسة ومحيطها في قرية حاس في ريف إدلب الجنوبي».

وأوضح أن «أحد الصواريخ سقط على مدخل المدرسة أثناء خروج التلاميذ منها إلى منازلهم بعدما قررت إدارة المدرسة إغلاقها نتيجة الغارات التي استهدفت القرية». ويسيطر «جيش الفتح»، وهو تحالف فصائل متشددة أهمها جبهة «فتح الشام»، على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين.

من ناحية ثانية، سيطرت قوات سورية الديمقراطية المعروفة باسم «قسد» على قرية تل المضيق في ريف حلب الشمالي بعد مواجهات مع مقاتلي «الجيش السوري الحر» أمس. وقال قائد عسكري في «قسد»، إن «القوات سيطرت ظهرا على قرية تل المضيق الذي سيطر عليها مسلحو درع الفرات أمس، بعد طرد مقاتلي تنظيم داعش».

من جانبه، قال مصدر إعلامي من «لواء السلطان مراد» أحد فصائل قوات «درع الفرات» إن «سيطرة قسد على قرية تل المضيق جاء بعد تعرض قوات الجيش السوري الحر لقصف من طائرات النظام الحربية والمروحية مما دفعهم للانسحاب من القرية».
من جهة أخرى، حذرت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد تركيا أمس، من أي تقدم باتجاه مواقعها في شمال وشرق حلب قائلة، إن أي تقدم سيتم التعامل معه «بحزم وقوة». وقال قائد العمليات الميدانية للقوات الموالية لدمشق خلال جولة على جبهات القتال بشمال حلب، إن أي تقدم سيمثل «تجاوزا للخطوط الحمراء».

وأضاف «لن نسمح لأي كان بالتذرع بقتاله لتنظيم داعش للتمادي ومحاولة الاقتراب من دفاعات قوات الحلفاء». ويضم التحالف جماعة «حزب الله» اللبنانية ومقاتلين عراقيين والحرس الثوري الإيراني.

ردت تركيا على هذه التحذيرات، قائلة إنها ستواصل هجومها العسكري في سوريا حتى يخرج تنظيم «داعش» من مدينة الباب. وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة، إن «العملية ستستمر إلى أن تصل إلى مدينة الباب، هناك ضرورة لاستمرار العملية وستستمر».

وذكر الجيش التركي في بيان أن مروحيات تابعة للحكومة السورية قصفت مسلحين موالين لتركيا في شمال سوريا. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عنه أن القصف أسفر عن مقتل اثنين من المقاتلين المدعومين من أنقرة وإصابة 5 آخرين.

وفي السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، إن عمليات الجيش التركي في سوريا تهدف لتأمين السيطرة على بلدتي الباب ومنبج، لكنه لا يعتزم أن يمد هذه العمليات إلى مدينة حلب. وأضاف في خطاب في أنقرة «لنبدأ معركة مشتركة ضد التنظيمات الإرهابية، لكن حلب ملك لأهلها، علينا أن نوضح ذلك».

إلى ذلك، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة أمس، أمام مقر منزل علي كيالي قائد الجبهة الشعبية السورية لتحرير لواء إسكندرون الموالية للنظام، في ضاحية تشرين بمحافظة اللاذقية. وأضافت أن 7 أشخاص أصيبوا يرجح أن يكون بينهم كيالي، مشيرة إلى أن سبب الاشتباك يعود إلى خلافات داخلية في صفوف المجموعة، وقد طوقت قوات الأمن السورية المكان وفضت الاشتباك وسيطرت على الموقف.

الاتحاد