ازدادت معركة الرئاسة الأميركية شراسة أمس، لاسيما لجهة تبادل التهجمات الشخصية العنيفة بشكل غير مسبوق قبل أيام من موعد الاقتراع المنتظر الثلاثاء المقبل. وانتقلت هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديموقراطي التي أضعفتها رسائل البريد الإلكتروني مرة أخرى، إلى الهجوم على منافسها دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، متهمة إياه خصوصاً بأنه أمضى حياته، وهو يحط من قدر النساء، ويوجه إليهن الإهانات، فضلاً عن الاعتداء عليهن»، وأضافت «لقد اثبت انه يفتقر إلى المواصفات اللازمة لكي يكون رئيسا». فيما صعد ترامب هجومه على منافسته وصفها بانها «كاذبة» و»فاسدة»، تجسد «الماضي الأميركي البشع»، وقال وسط استعادة حملته بعضا من الوهج: «نحن المستقبل اللامع والنظيف». كما اتهمت حملته، كلينتون بأنها تضع بشكل مستمر مصالح محفظتها قبل الأميركيين، ورددت تجمعاته الكثيرة صدى الدعوة إلى وضع منافسته «وراء القضبان».

وأدى هذا النوع من الخطاب إلى خروج كلينتون عن أطوارها. فبينما كانت في تجمع في ولاية فلوريدا، رفع أحد المتظاهرين، لافتة تتهم زوجها بيل كلينتون بأنه مغتصب. عندها لم تتمكن كلينتون من إخفاء غضبها، وقالت: «سئمت فعلاً من السلوكيات السلبية والمظلمة والتقسيمية والخطيرة من قبل أشخاص يدعمون ترامب». ومن المتوقع أن تهاجم كلينتون التي توجهت أمس إلى مناطق الجمهوريين في جنوب غرب البلاد (نيفادا وأريزونا) ترامب مجدداً بسبب خططه للتهرب من دفع الضرائب، كما أنها ستحاول تعبئة المجموعة الأميركية اللاتينية التي ستكون أصواتها حاسمة في الانتخابات. ويمكن للمرشحة الديموقراطية الاعتماد مرة أخرى على دعم الرئيس باراك أوباما الذي سيزور راليه (كارولينا الشمالية) دعماً لوزيرته السابقة. أما ترامب، فسيخصص يومه لسلسلة من التجمعات في فلوريدا. إلى ذلك، فجر مكتب التحقيقات الفيدرالي «أف بي آي» مفاجأة جديدة بنشره تحقيقاً قديماً أجراه بشأن مرسوم عفو مثير للجدل أصدره الرئيس الأسبق بيل كلينتون في اليوم الأخير لولايته. والتقرير الواقع في 129 صفحة، والذي أغلق في 2005 يتناول مرسوم عفو عن مارك ريتش، الملياردير الذي توفي في 2013، وكان ملاحقاً في قضايا تهرب ضريبي وتعاملات تجارية مشبوهة واستغلال النفوذ. ويأتي نشر هذا التقرير بعد أيام قليلة من القنبلة المدوية التي فجرها مدير الأف بي آي جيمس كومي بإعلانه عن إعادة فتح التحقيق الفيدرالي في استخدام هيلاري خادماً بريدياً خاصاً بدلاً من الحساب الإلكتروني الحكومي في مراسلاتها حين كانت وزيرة للخارجية. وسارعت حملة المرشحة الديموقراطية إلى التنديد بقرار الأف بي أي نشر هذا التحقيق القديم في هذا التوقيت بالذات، وقال براين فالون المتحدث باسم هيلاري: إن توقيت النشر غريب ما لم يكن قانون حرية الإعلام ينص على مهلة أخيرة انتهت فعلاً مما يوجب نشر هذا التحقيق. وأضاف: «هل سينشر الأف بي آي مستندات بشأن التمييز العنصري الذي اتبعه ترامب في بيع المساكن في السبعينيات؟».

ولا تزال استطلاعات الرأي العام ترجح فوز المرشحة الديموقراطية. وصدر استطلاع للرأي جديد مساء الثلاثاء ضخ حيوية إلى حملة كلينتون، حيث أظهر أنها تحظى بـ48% من الأصوات مقابل 40% لترامب، بين الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم حتى الآن في فلوريدا. وكان متوسط استطلاعات الرأي الأخيرة في هذه الولاية يشير إلى تصدر ترامب بحصوله على 45,5% مقابل 44,5% لكلينتون. أما ترامب، الذي تسلح باستطلاع آخر للرأي أجرته شبكة «ايه بي سي» وصحيفة «واشنطن بوست» منحه 46% من الأصوات على الصعيد الوطني مقابل 45% لهيلاري، فقال لمؤيديه «سنستعيد البيت الأبيض»، وأضاف: «إن هيلاري وزوجها بيل هما الماضي القذر، نحن المستقبل اللامع والنظيف»، فيما ردد آلاف مؤيديه «اسجنوها». وأظهرت نتائج موقع «ريل كلير بوليتكس» أن كلينتون تتقدم بفارق 2,2 نقطة على خصمها (45,3% مقابل 43,1%) على المستوى الوطني. لكن الفجوة بينهما ضاقت في ولايات عدة رئيسة، بما في ذلك كارولينا الشمالية، في حين يحل ترامب أولا في اوهايو واريزونا، وفقاً لمعدل استطلاعات الرأي الأخيرة. من جهة ثانية، كشف استطلاع للرأي أن غالبية الألمان كانوا سيدلون بأصواتهم لصالح هيلاري لو كانوا من مواطني الولايات المتحدة. وأظهر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه أمس أن 73% من الألمان ذكروا أنهم كانوا سيصوتون لصالح كلينتون، بينما ذكر 5% فقط من الذين شملهم الاستطلاع أنهم كانوا سيعطون أصواتهم للمرشح الجمهوري، في حين لم يحدد 22% من الألمان موقفهم تجاه أي من المرشحين. فيما نشرت حركة تدعى «أمنوا أميركا الآن « على الإنترنت مقطعاً مصوراً يتوقع أن تصبح ألمانيا تحت حكم تنظيم «داعش» إذا فازت هيلاري في الانتخابات الرئاسية.

الاتحاد