صعد المرشحان المتنافسان على الرئاسة الأميركية الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون دعواتهما إلى التعبئة، وأكدا لأنصارهما في آخر عطلة نهاية أسبوع قبل الاقتراع المنتظر الثلاثاء، أن الأمر ملح في مواجهة التقارب غير المسبوق في استطلاعات الرأي، والتي أظهر جديدها لموقع صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» تقدماً ملحوظاً لترامب بمعدل 5 نقاط 47,5% مقابل 42,5% لهيلاري.

وواصلت هيلاري حملتها على ترامب من منطلق تصريحاته ضد النساء، داعية الناخبين إلى تصور كيف يمكن أن تكون أميركا يمثلها هذا الرجل، وقالت في رالي بولاية كارولاينا الشمالية «إن أفضل طريقة لرفض التعصب والتفاخر والتحرش وخطب الكراهية والتمييز، هي مشاركة قياسية في تاريخ الولايات المتحدة». فيما جدد ترامب تحذيره من أن الثامن من نوفمبر سيكون الفرصة الأخيرة لتطهير واشنطن وطي صفحة نظام تطغى عليه مجموعات المصالح وتصادم النخب السياسية الاقتصادية، وتعهد بتوقف بلاده عن التدخل في شؤون الدول الأخرى والإطاحة بالأنظمة بحجة بناء ديمقراطية جديدة، وقال «سنتوقف عن بناء الديمقراطيات في الدول الأجنبية، والإطاحة بالأنظمة والتدخل السافر في القضايا التي لا يحق لنا التدخل فيها».

وإذ توجه الرئيس باراك أوباما إلى فلوريدا لجذب الناخبين في هذه الولاية التي يمكن أن تحسم نتيجة الاقتراع الثلاثاء لمصلحة هيلاري قائلا «إن ترامب هو شخص سيفسد ديموقراطيتنا». وهبت ميلانيا ترامب لمساندة زوجها في أول تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا لإقناع الناخبات بالتصويت له بعدما أثارت تصريحاته المثيرة للجدل حول النساء استياءهن، وقالت إن زوجها يحترم النساء، ويوفر لهن نفس الفرص التي يوفرها للرجال، مؤكدة أنها ستكرس نفسها إذا ما أصبحت السيدة الأولى للدفاع عن النساء والأطفال.
وتعكف السلطات الاتحادية وسلطات الولايات على تعزيز الإجراءات الأمنية على الإنترنت ضد أي هجمات إلكترونية محتملة على أنظمة التصويت قبل الانتخابات، لكنها لم تتخذ سوى إجراءات قليلة جديدة للتصدي لأي اضطرابات أو أعمال عنف محتملة. وقال مسؤول في وزارة الأمن الداخلي إنه للتصدي لهذا الخطر الإلكتروني فقد قبلت كل الولايات الأميركية باستثناء ولايتين المساعدة من الوزارة لفحص نظام تسجيل الناخبين ونظام الانتخابات بحثاً عن أي ثغرات.

وطلبت ولاية أوهايو وحدة حماية إلكترونية من الحرس الوطني وهي قوة احتياطية داخل الجيش للمساعدة في حماية أنظمة الولاية. وقال متحدث باسم وزيرة خارجية ولاية أريزونا ميشيل ريجان إنها وفريقها الأمني الإلكتروني سيجتمعون مع مسؤولين من مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الأمن الداخلي، بالإضافة لوكالات على مستوى الولاية لمناقشة التهديدات الأمنية. بينما قال خبراء في مجال أمن الإنترنت ومسؤولون إن احتمالات أن يغير التسلل الإلكتروني نتائج الانتخابات ضئيلة لأسباب منها أن ماكينات الاقتراع لا تكون عادة متصلة بالإنترنت.

إلى ذلك، أعرب غالبية المواطنين في العديد من دول العالم عن اعتقادهم بأن هيلاري كلينتون ستفوز في الانتخابات، بينما أعربت أقلية في كل دولة من الدول التي شملها الاستطلاع عن اعتقادها بأن الرئيس المقبل سيكون ترامب. وبحسب الاستطلاع، الذي أجري في 37 دولة، يتوقع 69% من الألمان فوز كلينتون، مقابل 14% فقط لترامب. وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه معهد «إبسوس» لأبحاث السوق، أن مواطني دول أميركيا اللاتينية يعتقدون أن كلينتون ستفوز في الانتخابات، حيث أعرب عن ذلك أكثر من 80% من المواطنين في المكسيك وكولومبيا وتشيلي.

تحذيرات من هجمات لـ«القاعدة» في فرجينيا وتكساس ونيويورك

حذر مسؤولون في الاستخبارات الأميركية السلطات المحلية في ولايات نيويورك وتكساس وفرجينيا من هجمات محتملة لتنظيم «القاعدة» يوم الاثنين، عشية الانتخابات الرئاسية المقررة في الثامن من نوفمبر. وقالت شبكة «سي بي إس» التلفزيونية، نقلاً عن مصادر لم تنشر أسماءها: «إنه لم يرد ذكر لأماكن محددة، لكن مسؤولي الاستخبارات حذروا قوات مكافحة الإرهاب المشتركة بشأن التهديد المحتمل».

ولم يعقب مكتب التحقيقات الاتحادي على التقرير بشكل محدد، لكنه قال في بيان «لا تزال أجهزة مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي في حالة تأهب وعلى استعداد للتصدي لأي هجمات هنا في الولايات المتحدة»، وأضاف أنه يعمل بشكل مكثف مع أجهزة إنفاذ القانون على المستوى الاتحادي ومستوى الولايات والمستوى المحلي لرصد أي تهديدات محتملة والتصدي لها.

ويلقى احتمال اندلاع اشتباكات عنيفة بظلاله على سباق رئاسي محتدم بالفعل بين الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب إلى جانب المخاوف من خطر هجوم إلكتروني ومن أن روسيا أو أطرافاً أخرى قد تنشر معلومات مضللة على الإنترنت أو ربما تتلاعب بالتصويت. وعلى الرغم من أن السلطات الاتحادية وسلطات الولايات تعكف على تعزيز الإجراءات الأمنية على الإنترنت ضد أي هجمات إلكترونية محتملة على أنظمة التصويت قبل الانتخابات الثلاثاء فإن سلطات أخرى تتخذ إجراءات إضافية للتصدي لأي اضطرابات أو أعمال عنف محتملة. بينما قالت السلطات المحلية في ولايات أوهايو وبنسلفانيا وأريزونا وويسكونسن: «إنها لن تزيد وجود أفراد إنفاذ القانون أو الموارد خلال الانتخابات عن مستويات عام 2012».

الاتحاد