ذكرت مصادر يمنية، أمس السبت، أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، أصدر تعليمات إلى ميليشياته في «الحرس الجمهوري» باعتقال عبدالخالق الحوثي، المكلف بمهام قائد الحرس الجمهوري الموالية لصالح، وذلك في أحدث شقاق بين قادة التمرد في اليمن، في حين تم الكشف عن انضمام قيادي ميداني بارز في جماعة الحوثي إلى قوات الشرعية بالمحافظة نفسها.
وجاء التصدع في معسكر الانقلاب، بعد رفض الحوثيين ترشيحات قدمها صالح لتعيين قيادات عسكرية وأمنية في مناصب شاغرة بوزارتي الداخلية والدفاع التي تخضع لسيطرة الميليشيات، خلفاً للقيادات التي قضت في حادث القاعة الكبرى بصنعاء في الثامن من الشهر المنصرم.
كان زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي، قد كلف شقيقه عبد الخالق، بمهام الحرس الجمهوري، في وقت مبكر من الانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد قبل أكثر من عامين.

وذكر مصدر عسكري يمني، أن هذا الخلاف دب بين الحوثي وصالح، على خلفية رفض أعضاء في حزب صالح في ما يعرف ب«المجلس السياسي»، تولي عبدالخالق قيادة ما يسمى بالحرس الجمهوري.
وأكدت المصادر في تصريحات ل«الخليج» أن صالح قدم قائمة بأسماء مرشحين موالين له لشغل مناصب عسكرية وأمنية رفيعة خلفاً للقيادات التي قضت جراء حادث «القاعة الكبرى» بصنعاء، مشيرة إلى أن القائمة شملت تعيين قائد جديد لقوات «الاحتياط» ومفتشاً عاماً لوزارة الداخلية وأربعة من قادة ألوية عسكرية تابعة لقوات الحرس الجمهوري.
ولفتت إلى أن الرئيس المخلوع قدم قائمة ترشيحاته لما يسمى ب«المجلس السياسي الأعلى» لإصدار قرارات بالتعيينات، قبيل أن يفاجأ بإرجاء رئيس المجلس القيادي الحوثي صالح الصماد التوقيع على قرارات التعيين، ثم رفض الترشيحات لاحقاً عقب تواصل الأخير مع زعيم جماعة الحوثي.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس المخلوع استشاط غضباً وهدد مجدداً بسحب مرشحيه في «المجلس السياسي»، معتبراً أن قوات الحرس الجمهوري «خط أحمر»، وهي التشكيل العسكري السابق الذي كان يدين بالولاء للمخلوع.
في غضون ذلك، كُشف عن انضمام قيادي ميداني بارز في جماعة الحوثي، أمس السبت، إلى قوات الشرعية في محافظة الجوف. وقال عبدالله الأشرف، المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمحافظة الجوف في تصريح مقتضب ل«الخليج»، عبر الهاتف، إن «القيادي الحوثي الميداني البارز جابر محمد صالح الحدادة، انضم لقوات الجيش والمقاومة في المحافظة». وأضاف الأشرف، أن «انضمام الحدادة تم مع أحد مرافقيه»، متوقعاً انضمام قيادات حوثية أخرى إلى صفوف الجيش الوطني والمقاومة. وأوضح أن «الحدادة الذي أعلن ولاءه للسلطات الشرعية في اليمن، يعتبر من القيادات الحوثية الميدانية المهمة في محافظة الجوف»، من دون ذكر أسباب الانشقاق عن «الحوثيين». وسبق أن أعلنت القوات الحكومية اليمنية، خلال الفترة الماضية، عن انضمام أكثر من قيادي حوثي ميداني في محافظة الجوف، إلى صفوف قواتها.

الخليج