أ.د. محمد عبد الله المطوع
قد يكون من الطبيعي أن تسمع عن إضراب العمال أو الموظفين عن العمل أو إضراب السيدات عن الطبخ، أو السائقين، سواءً أكانوا سائقي سيارات أم قطارات، عن العمل، من هذه الإضرابات جاء يوم الأول من شهر مايو تقديراً لما يقوم به العمال من دور في إنجازات الشعوب في كافة المجالات سواءً الاقتصادية أو الاجتماعية وحتى السياسية، وبرزت في العديد من الدول الأوروبية نقابات العمال وهي التي قد تؤدي إلى وصول أعضائها المتميزين لرئاسة مجلس الوزراء، كما هي حال المملكة المتحدة (بريطانيا) أو فرنسا أو ألمانيا أوغيرها.
ولكن هل سمعت عن إضراب الأقلام سواء الرصاص أو الحبر الجاف أو غيرهما من أنواع أدوات الكتابة، وأقصد القلم؟!
هذا ما حدث الأسبوع الماضي، وحاولت بكل الطرق أن أكسر ذلك الإضراب من دون جدوى، دخلت إلى المكتب في البيت عدة مرات، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، ربما ترك ذلك مجالاً لاحتلال المساحة التي أكتب بها لغيري من الكتاب، وهذا مما زاد عدد الكتاب من دول مجلس التعاون، بالرغم من وجود العديد من الصحف اليومية وغيرها، إلا أنهم يفضلون الكتابة في صحف الإمارات العربية المتحدة.
شهد العالم أحداثاً سعت كل الوسائل الإعلامية لإبرازها، ومنها على سبيل المثال فوز ترامب في الانتخابات الأميركية، وهو رئيس الدولة التي تؤكد أنها تحترم كل مواطنيها بغض النظر عن أصولهم أو عقائدهم أو ربما اتجاهاتهم السياسية.
أما قناة دبي المائية فهي حلم قد تحقق وبصورة لم يتوقعها العديد من سكان الدولة، سواء من المواطنين أو العرب أو الآخرين، وهذا يؤكد أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم قد وضع الأسس لذلك مما زاد مساحة الساحل البحري لدبي برقم كبير جداً، وتولى الخلف الطيب من قيادتنا الحكيمة العمل والتنفيذ.
ويدرك من يتابع الشؤون المحلية والاتحادية أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يعمل بصمت حتى اكتمال المشروع، ثم يعلنه للملأ بصورة تؤكد استخدام التقدم العلمي لخدمة المدينة وسكانها وحتى الزائرين لها.
من المعلوم أن الثقافة بمفهومها الواسع والشامل هي إحدى النشاطات التي تعرف العالم بالدول وسكانها، وهي واسعة تحتمل أي شيء حتى نسمات الهواء، والمواسم الأربعة وغيرها، إلا أن بعض المؤسسات تلاحق تلك الأنشطة اعتقاداً منها أن أي نشاط لا بد أن يكون الهدف منه جمع الأموال من الحاضرين، ولا يدركون أن تلك الأنشطة هي الرئة التي تعطي الأكسجين للإنسان، وإلا أصبح مثل الجماد والعياذ بالله من ذلك.
دأبت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية على أن تجلب العديد من الأنشطة إلى الدولة، وذلك على مدى ما يزيد على ربع قرن من الزمن، انطلاقاً من الرؤية الشاملة للدولة في دور الثقافة للتقريب بين الثقافات، على ألا يتعارض ذلك مع قيم وعادات وتقاليد مجتمع الإمارات، الذي يقوم دائماً بالتواصل مع الآخر.
إن الهدف الأساسي هو نشر الثقافة للجميع من دون مقابل مادي؛ فهل يدرك ذلك البعض أم إن ذلك محال أيضاً؟ الله أعلم، وهنا ساعدني القلم على كتابة هذه المقالة للنقاش بحرية شبه تامة دون المساس بالآخرين.
البيان