بحثت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي خلال استقبالها في مقر المجلس بأبوظبي معالي فيديريكا موغيريني الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية والوفد المرافق لها – سبل تعزيز علاقات التعاون بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات مع التأكيد على أهمية تفعيل العلاقات البرلمانية بما يجسد التطور المتنامي الذي تشهده علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الدولة ودول الاتحاد الأوروبي ومختلف المؤسسات والمنظمات الأوروبية.

حضر اللقاء سعادة كل من عبد العزيز الزعابي النائب الثاني لرئيس المجلس والدكتور محمد عبد الله المحرزي وعزا سليمان والدكتور عبد الله المطوع وسعيد الرميثي أعضاء المجلس الوطني الاتحادي أعضاء لجنة الصداقة البرلمانية الأوروبية.

وتناول اللقاء جهود الدولة واستراتيجيتها وخططها الرامية إلى استشراف المستقبل وتبني قيم التسامح والتعايش وتواصل المجلس مع شعوب وبرلمانات العالم وأهمية ومحاور القمة العالمية لرئيسات البرلمانات التي ستعقد في أبوظبي يومي “12و13” ديسمبر 2016م تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة “أم الإمارات” التي ينظمها المجلس بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي وبدعم من ديوان ولي عهد أبوظبي في فندق قصر الإمارات تحت شعار “متحدون لصياغة المستقبل” بمشاركة 52 رئيسة برلمان لتعد الأولى من نوعها في تاريخ العمل البرلماني العالمي التي تقام في منطقة الشرق الأوسط.

كما تناول اللقاء أخر تطورات الأوضاع في المنطقة والأحداث في عدد من الدول خاصة سوريا والعراق واليمن وجهود دولة الإمارات في مكافحة الإرهاب ومشاركتها في التحالفات العربية والدولية والإسلامية والمساعدات الإنسانية التي تقدمها لا سيما للاجئين خاصة السوريين وحرصها على تعزيز الأمن والسلم الدوليين في المنطقة وفي مختلف دول العالم فضلا عن جهودها في مكافحة الفكر الضال والتطرف العنيف من خلال إنشاء مركزي صواب وهدايه.

وأكدت معالي الدكتورة القبيسي ومعالي موغيريني الحرص على ضرورة تطوير العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الأوروبي ونقلها إلى مستويات جديدة من الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات السياسية والبرلمانية والاقتصادية وفي قطاعات الطاقة والاستثمار والابتكار والاستفادة من الخبرات ومن الميزات التنافسية لدى الجانبين ..لا سيما أن الإمارات تعتبر جسرا يربط بين دول أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا ولهذا يساهم التعاون الوثيق بين الإمارات والاتحاد الأوروبي في تمهيد الطريق لتعاون اقتصادي أفضل وأشمل بين هاتين المنطقتين المهمتين وتعزيز تدفق الاستثمارات وتحسين العلاقات التجارية.

وشددت معالي الدكتورة القبيسي على أن العلاقات القائمة بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الأوربي تحظى باهتمام ورعاية في ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لأهمية هذه العلاقة ولشمولها العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية.

واستعرضت معالي الدكتورة القبيسي اختصاصات المجلس التشريعية والرقابية والسياسية ونجاح الدبلوماسية البرلمانية خلال المشاركة في مختلف الفعاليات الإقليمية والدولية في تمثيل الدولة ومواكبة نهجها ورؤيتها وريادتها كنموذج لإعلاء قيم التسامح والتعايش والسلام والوسطية والاعتدال .. مؤكدة أن استضافة القمة العالمية لرئيسات البرلمانات التي نتطلع إلى أن تكون نموذجا رائدا في الطرح والمخرجات ومنصة للحوار تجسد السمعة الطيبة التي تحظى بها دولة الإمارات ولمصداقيها ولدورها المؤثر ونهجها السلمي وحكمة قيادتها ونجاح سياستها الخارجية وعلاقات الصداقة التي تربطها مع مختلف دول وشعوب وبرلمانات العالم وريادتها في استشراف المستقبل.

وقالت معاليها إن الهدف الأسمى للقمة هو المساهمة في صياغة توصيات يمكن العمل على تنفيذها بالتعاون بين البرلمانات الوطنية وحكوماتها وبين مختلف دول العالم وبالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية للوصول إلى مستقبل آمن ومستقر وبعيد عن الصراعات السياسية والعمل على دعم القيم المشتركة بين البرلمانات وممثليها على مستوى العالم .. مؤكدة أهمية “إعلان أبوظبي لصياغة المستقبل” الذي سيصدر في ختام القمة وهو بيان يوقع عليه الحضور كجزء من مسئولية المؤسسات السياسية والبرلمانية خاصة لترسيخ الأمن والاستقرار واستشراف المستقبل في العالم من خلال التشريعات والسياسات التي تدعم التوجهات المستقبلية التنموية والتي بدورها تمنع الظواهر السلبية كانتشار المليشيات السياسية أو التطرف السياسي.

وأشارت إلى أهمية العمل والتعاون للدفع إلى تبني الحلول السياسية للأحداث التي تجري في العديد من دول المنطقة والعالم من خلال دور أكبر للاتحاد الأوروبي للوصول إلى حلول سلمية من خلال علاقاته المتميزة مع الدول الفاعلة على مستوى المنطقة والعالم.

وثمنت معالي الدكتورة القبيسي الدعم الذي تقدمه معالي فيديريكا موغيريني الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية والتعاون الذي تحرص عليه خلال المناقشات التي تتم بين الجانبين في شتى المجالات .. مشيدة بتدشين مكتب المفوضية الأوروبية في أبوظبي لأهميته في الدفع بمجمل علاقات التعاون والشراكة في جميع المجالات إلى مجالات أرحب.

من جانبها شادت معالي موغيريني بما وصلت له المرأة الإماراتية من مساهمة فاعلة في مسيرة التنمية الشاملة .. مؤكدة أن معالي الدكتورة القبيسي بانتخابها كأول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وبأهمية دورها ونشاطها واهتمامها خلال مشاركاتها في مختلف الفعاليات الإقليمية والدولية – تعتبر ” امرأة ملهمة للعديد من النساء على مستوى المنطقة والعالم “.

وأشادت بعلاقات التعاون والشراكة بين دول الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات .. معربة عن اعجابها بالتطور الذي تشهده الدولة في جميع المجالات لا سيما الاقتصادي والتجاري وفي المجال السياحي وهناك ذكاء في الاستثمار في مختلف المجالات خاصة في الطاقة والطاقة المتجددة وهي في المسار الصحيح مؤكدة أهمية التعاون القائم بين الجانبين في المجال الثقافي والذي يشهد تطورا ملحوظا.

وقالت: لدينا علاقات متميزة ومهمة للتشاور والتنسيق حيال مختلف قضايا المنطقة والعالم والأحداث الجارية والجهود الرامية إلى إحلال السلام والأمن والاهتمام مشترك وهناك تعاون ووجهات النظر متقاربة حول الكثير من القضايا والأحداث .. مشيرة إلى أن الاتحاد الأوربي يعمل مع جميع الأطراف المعنيين من أجل إحلال السلام في دول المنطقة لا سيما في سوريا.

وثمنت الدور الفاعل للدبلوماسية البرلمانية الإماراتية في نجاحها في استضافة القمة العالمية لرئيسات البرلمانات .. مؤكدة أهمية هذه القمة كمنصة للحوار تجمع عددا كبيرا من رئيسات البرلمانات على مستوى العالم في المنطقة في ظل ما تشهده من أحداث وتداعيات الأمر الذي يعكس مدى ما تحظى به دولة الإمارات من مكانة دولية ومن ريادة على مستوى دول العالم.

وام