أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، أن الدول الناجحة لا تقاس بحجمها وإنما بسرعتها في تحقيق الإنجازات وابتكار الحلول للتحديات للانتقال إلى المستقبل والمشاركة الفاعلة في صنعه، بما يحقق الخير لها وللعالم.
وقال صاحب السمو: “نطلق اليوم المسرعات الحكومية … الأولى من نوعها في العالم… مرحلة جديدة نعزز بها جهود الجهات الحكومية لتكون خلية عمل تحت مظلة واحدة في مكان واحد تتبادل الرؤى وتتخذ قرارات مباشرة لمواجهة التحديات وإيجاد الحلول المناسبة والسريعة بما يحقق طموح الناس ويؤسس للأجيال القادمة.
جاء ذلك، خلال افتتاح “المسرعات الحكومية” التي أطلقها سموه الشهر الماضي، واعتمد خلالها خطة تنفيذ مستهدفات الأجندة الوطنية، ووجه بضرورة تركيز الجهود وحشد الطاقات وتكثيف العمل خلال الفترة المقبلة لتحقيق نسبة 100% من هذه المستهدفات.
وتابع سموه: مسرعات الحكومة متعددة المهام والواجبات… تسرع وتيرة إنجاز مستهدفات أجندتنا الوطنية ومشاريعنا وتتحول إلى بيئة عمل مستدامة في الحكومة، وقد وجهنا بجمع الجهات تحت مظلة المسرعات الحكومية لتطوير المبادرات والقوانين والسياسات والخدمات، وتدعم المؤشرات الوطنية والبرامج وتنفيذ المشاريع المشتركة بسرعة قياسية وكفاءة لنقل الخدمات الحكومية إلى مستويات متقدمة عالية، لنصل إلى عام 2021، وقد رسخنا مستقبلا مستداما يفوق كل التوقعات”.
وأضاف صاحب السمو: “نريد تحقيق نتائج سريعة وملموسة باعتماد الية تركز على النتائج، من خلال جمع فرق عمل حكومية مشتركة تحت مظلة واحدة لتمكينها من اتخاذ قرارات مباشرة وسريعة بخصوص التحديات التي تواجهها، والتوظيف الأمثل للموارد المتاحة في تصميم برامج مكثفة وتنفيذها في مدد قصيرة، عبر تبني أساليب ومنهجيات عمل ريادية فعالة ومبتكرة.
وأكد سموه أن كل مبادرة وجهد تقوم به الحكومة يهدف بالإساس للارتقاء بحياة إنسان ومجتمع الإمارات، وقد أطلقنا المسرعات الحكومية لتحقيق هذا الهدف بأساليب فعالة، تعتمد الابتكار في توظيف الموارد، وإيجاد الحلول المناسبة لكافة التحديات بأقل وقت وجهد ممكن.
وتابع صاحب السمو: “لن نقف عند مقولة السباق مع الزمن فقد تجاوزناها إلى المستقبل… التحدي الماثل أمامنا في المرحلة المقبلة أن ننجز في سنة ما ينجزه الاخرون في سنوات، وفي شهر ما ينجزونه في سنة، وبأسبوع ما ينجز بشهر وبيوم ما ينجز بأسبوع، وسنواصل على هذا النحو حتى نحقق لشعبنا ما لم يتحقق لغيره لأن شعبنا يستحق الأفضل”.
وشدد سموه على مسؤولية كافة الجهات في إحداث التغيير، قائلاً سموه: نحن جميعا مسؤولون عن إنجاح المسرعات الحكومية، ويقع على عاتقنا كفريق واحد أن نتحدى الوقت والمتغيرات باستنفار جهودنا وتوظيف طاقاتنا وإمكاناتنا لضمان نتائج سريعة وملموسة، حتى نحقق رؤيتنا بأن تكون دولتنا من أفضل دول العالم وشعبنا من أسعد الشعوب”، مشدداً سموه على أنه سيتابع بنفسه تطورات التنفيذ وتحقيق الأهداف المنشودة.
وتفقد سموه مقر المسرعات الحكومية في أبراج الإمارات بدبي التي تشمل دفعتها الأولى وزارة الموارد البشرية والتوطين، وزارة الداخلية، وزارة التغير المناخي والبيئة، وزارة التربية والتعليم، وزارة الاقتصاد، وتضم المسرعات مساحات مكتبية تم تصميمها بأسلوب مبتكر وغرف للاجتماعات ومساحات للعمل المشترك ومختبرات ابتكار تخصصية، واستمع سموه من فريق عمل المسرعات الحكومية إلى عرض مفصل عن مراحل المشروع وأهدفه.
رافق سموه خلال الافتتاح سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ومعالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل وبحضور عدد كبير من الوزراء والمسؤولين وأعضاء فرق عمل مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021.
كما استمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومعالي الوزراء إلى شرح من مسؤولي الفرق حول التحديات التي سيعملون على تسريع إيجاد الحلول لها، وخطط العمل، وأعطى الضوء الأخضر للفرق للعمل على تحقيق المستهدفات خلال المرحلة المقبلة.
المسرعات الحكومية … آلية عمل تحاكي المستقبل
تعتبر المسرعات الحكومية آلية عمل مستقبلية، تضم فرق عمل مشتركة من موظفي الحكومة والقطاع الخاص والأكاديمي، ويتركز عملها في القطاعات والمجالات الرئيسية، وستعمل المسرعات الحكومية في مكان واحد وتحت مظلة واحدة لرفع وتيرة تحقيق الأجندة الوطنية وتسريع تنفيذ مشاريع الحكومة الاستراتيجية من خلال مساحات عمل مخصصة ومبتكرة ستعمل فيها فرق عمل مشتركة تحت إشراف نخبة من المدربين والمشرفين والكفاءات العالمية، لتقديم برامج مكثفة في مدد قصيرة.
وتقدم المسرعات الحكومية خدمات لدعم مختلف الجهات الحكومية المشاركة هدفها الأساسي تسريع تحقيق أهداف الأجندة الوطنية في أربعة مجالات أساسية وهي المؤشرات الوطنية، والسياسات، والبرامج والمبادرات، والخدمات الحكومية من خلال تشكيل فرق عمل مشتركة من مختلف الجهات في الدولة لمعالجة التحديات وإنجاز الأهداف الطموحة، وترسيخ مفهوم وثقافة الابتكار الحكومي، بالاستفادة من التجارب والابتكارات العالمية، وتحقيق الريادة والتميز في العمل الحكومي عبر تنفيذ مشاريع وتجارب بأساليب عمل ريادية ومبتكرة تفضي إلى تحقيق نتائج سريعة وضمان استدامتها.
خدمات الدعم والمساندة
وتوفر المسرعات الحكومية عددا من الخدمات المساندة لدعم فرق العمل، وهي الربط مع الخبرات القطاعية، وتبادل الخبرات والمعرفة، إلى جانب تيسير ورش العمل والعصف الذهني، التواصل، إضافة إلى خدمات المتابعة والتقارير الدورية، والدعم اللوجستي وتقنية المعلومات.
المسرعات الحكومية … القطاعات والتحديات
وتضم الدفعة الأولى من برنامج المسرعات الحكومية فرقا قيادية في خمس وزارات، هي وزارة التربية والتعليم، وزارة التغير المناخي والبيئة، وزارة الداخلية، وزارة الاقتصاد، إلى جانب وزارة الموارد البشرية والتوطين، وسيعملون على سرعة إنجاز المشاريع المرتبطة بالأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 كل في مجاله.
التوطين:
وستعمل وزارة الموارد البشرية والتوطين بالشراكة مع القطاع الخاص على توفير 1000 فرصة عمل للمواطنين الباحثين عن عمل في القطاع المالي في الدولة، خلال 75 يوما، وذلك تمهيدا لرفع نسبة التوطين في القطاع الخاص إلى 5% بحلول عام 2021.
ويشارك في فريق العمل ممثلون لمعهد الامارات للدراسات المصرفية والمالية وهيئة التأمين والمصرف المركزي، ومن القطاع المالي بنك الامارات دبي الوطني وبنك أبوظبي الوطني وبنك نور، ومجموعة ماجد الفطيم، وشركة أبوظبي الوطنية للتأمين وشركات الرستماني والفردان للصرافة.
حوادث الطرق:
فيما ستعمل وزارة الداخلية على خفض الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية في أخطر 5 طرق على مستوى الدولة، بمشاركة الشرطة والإسعاف ووزارة البنية التحتية وهيئة الطرق والمواصلات وجمعية الإمارات للسلامة المرورية، وذلك بنسبة 21% في الفترة من 15 ديسمبر إلى 15 فبراير مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
جودة الهواء:
بينما ستعمل وزارة التغير المناخي والبيئة على تحسين جودة الهواء بما يوازي التقليل من انبعاثات 280000 مركبة خلال 100 يوم. ويضم فريق المسرعات في عضويته الإمارات العالمية للألمنيوم (دوبال وإيمال) وجنراك إلكتريك ووزارة التغير المناخي والبيئة، وسيساهم هذا التحدي في تحقيق مؤشر الأجندة الوطنية رفع جودة الهواء.
الالتحاق برياض الأطفال:
وستعمل وزارة التربية والتعليم على التحاق 100% من الأطفال الإماراتيين برياض الأطفال خلال 90 يوماً، بمشاركة وزارة التربية والتعليم وإدارات الحضانات وأولياء الأمور.
براءات الاختراع ورأس المال المخاطر:
وستعمل وزارة الاقتصاد بالتعاون مع هيئة الأوراق المالية والسلع والجامعات الوطنية وبرنامج “تكامل” وصندوق تطوير قطاع الاتصالات على رفع عدد طلبات تسجيل براءات الاختراع 5 أضعاف خلال ثلاثة أشهر، بهدف رفع مكانة الدولة كمركز إقليمي ودولي في الملكية الفكرية.
إلى جانب ذلك، سيعمل فريق مشترك من وزارة الاقتصاد وهيئة الأوراق المالية والسلع على إصدار النظام القانوني لرؤوس الأموال المخاطرة بحلول 5 يناير 2017، ما سيسهل عمل المبتكرين ويحفز جذب رؤوس الأموال المخاطرة الى الدولة ويرفع من ترتيب الامارات في مؤشر الابتكار العالمي.
البيان