أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، على أهمية الاستثمار في الإبتكار بعيد المدى ودعم المبتكرين من أبناء الإمارات وتمكينهم من تطبيق أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع مبتكرة تعود بالفائدة على الناس، اذ يشكل ذلك ركيزة أساسية لعمل حكومة المستقبل وهدفاً محورياً لمساعيها لجعل الابتكار ثقافة عمل وأسلوب حياة مجتمعية.
جاء ذلك خلال حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لفعاليات مهرجان “الابتكار الوجه الابرز للابتكار المجتمعي”، الذي تنظمه وزارة المالية للاحتفاء بالمبتكرين في أسبوع الإمارات للابتكار، حيث دشن سموه المنصة الإلكترونية الخاصة باستقبال طلبات التمويل من الصندوق إيذاناً ببدء تشغيل كافة عمليات الصندوق.
وقال سموه ان حكومة الإمارات عملت على تهيئة بيئة حاضنة للابتكار من خلال تبني نماذج دعم مالي ومعنوي لبناء القدرات والارتقاء بالكفاءات الوطنية المبتكرة، مشدداً سموه على أن دعم مسيرة الابتكار في الدولة يتطلب تعاوناً كبيراً وشراكة فاعلة بين المجتمع والحكومة والقطاع الخاص الذي يشكل داعماً أساسياً وشريكاً رائداً في مختلف المجالات التنموية والتطويرية.
رافق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في فعاليات مهرجان الابتكار، سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ومعالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل وعدد من المسؤولين في وزارة المالية، إضافة إلى ممثلي الجهات الحكومية والمشاركين في فعاليات المهرجان .
وقد دشن سموه المنصة الإلكترونية الخاصة باستقبال طلبات التمويل الموجهة إلى “صندوق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للابتكار”، إيذاناً ببدء تشغيل كافة عمليات الصندوق.
وبدأ سموه جولة في مهرجان الابتكار بحضور فعاليات تحدي “الهاكاثون” التي تديرها شركة “مايكروسوفت” وهي عبارة عن نشاط برمجة مكثف مستمر على مدى 36 ساعة يشارك فيه 100 طالب من 6 جامعات على مستوى الإمارات، يتم خلاله تطوير تطبيقات مبتكرة تخدم القطاعات الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للابتكار، حيث لاقت هذه الفعالية تفاعلا مجتمعيا كبيرا بتسجيل أكثر من 200 طالب للمشاركة فيها.
وتفقد سموه إحدى الورش التخصصية المكثفة في مجال تطوير الأعمال التي تقدمها 20 جهة من القطاع الخاص لمناقشة موضوعات مهمة مثل التفكير المبتكر، والانتقال من فكرة إلى ابتكار، والواقع الافتراضي، بالإضافة إلى جلسة تعريفية بكيفية التقديم على خدمات صندوق محمد بن راشد للابتكار.
وضمن فعالية تحدي الابتكار تم عرض تحديات في قطاعات الصحة والتعليم والبيئة على مجموعة من المبتكرين على مستوى العالم لتقديم حلولهم المبتكرة، وقد استملت الوزارة 65 حلا مبتكرا من21 دولة، ويلتقي المتأهلون وعددهم 3 لكل تحد مع الجهات المعنية في الحكومة لمراجعة حلولهم المبتكرة وتقييمها ودراسة إمكانية تطبيقها، وسيتم تكريم الفائزين في ختام فعاليات المهرجان.
كما حضر سموه ورشة “المبتكرون الصغار” المخصصة لتصميم وتصنيع وبرمجة الروبوتات باستخدام أدوات بسيطة، التي تستهدف الأطفال من عمر 8 – 12 سنة، ويشارك فيها طلبة المدارس.
وتم أيضا تخصيص مساحة من المهرجان للمبتكرين وممثلي الحكومات ورواد الأعمال والمستثمرين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من المشاركين والزوار للتواصل والتعارف، ولعرض أفكارهم المبتكرة مشاريعهم على عدد من المستثمرين المهتمين.
وقال يونس حاجي الخوري، وكيل وزارة المالية إنّ تعزيز ثقافة الابتكار في حياة الافراد والمجتمع لا يتم إلا بتضافر جهود المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، وأكد أن الاستثمار في الابتكار عوائده بعيدة المدى على مجتمعنا، ومؤسساتنا الوطنية، فهي شريك أساسي لنا في تغيير المسار التنموي لدولة الإمارات نحو مزيد من الابتكار.
وأشار إلى أنّ أسبوع الابتكار يمثل محطة مهمة في عام الابتكار الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ولا بد من البحث عن الأفكار العملية التي يمكن تطبيقها بسرعة وإعداد مشاركات تغير واقع المجتمعات للأفضل، كما نوّه إلى أهمية تبني ثقافة الابتكار من قبل كافة افراد المجتمع ومد جسور الحوار لمواكبة التغيرات العلمية والتقنية التي يشهدها العالم.
وأكد الخوري أن الإمارات واعدة بطموحات روادها المبتكرين، وأن تدشين المنصة الإلكترونية لصندوق محمد بن راشد لتمويل الابتكار سيسهم في دعم حاضنات الابتكار، وبناء القدرات الوطنية، وتحفيز القطاع الخاص، وبناء الشراكات العالمية.
وأضاف ستقوم إدارة الصندوق بدراسة وتقيّم طلبات التمويل، ومناقشها مع خبراء في القطاعات المعنية، بهدف تحديد فاعليتها ومطابقتها لمعايير الصندوق من ناحية طبيعة الأفكار الابتكارية، والجوانب التجارية الخاصة بتحويل الأفكار إلى مشروعات ناجحة، وبالتالي يتعين على مقدمي الطلبات تقديم خطط عمل طويلة المدى للمشروع تدعمها دراسة جدوى تؤهلها للحصول على التمويل المناسب.
ونوه بأن الصندوق سيساهم في تحقيق نقلة نوعية في إطار دعم الابتكار في الدولة عبر تسهيل متطلبات تأسيس مشاريع رواد الأعمال المبتكرين وتخفيف المخاطر المالية لتعزيز النمو المستدام لأعمالهم، من حيث توفير حزمة خدمات لتسريع عجلة تطبيق الابتكار لمساندة رواد الأعمال المبتكرين في تنمية وتطوير أعمالهم على المستويين المحلي والعالمي، بالتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص.
ويهدف “صندوق محمد بن راشد للابتكار” إلى سد الفجوة التمويلية التي تواجهها المشاريع المبتكرة، ودعم تحقيق الأهداف الوطنية والاقتصادية والمساهمة في بناء اقتصاد وطني متنوع يقوم على الابتكار والمعرفة لتحقيق الازدهار المستدام للدولة بما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار، ويجعل حكومة الامارات من أفضل الحكومات المبتكرة في العالم.
البيان