قتل 74 على الأقل من المتمردين الحوثيين وحلفائهم بغارات جوية ومعارك وهجمات متفرقة باليمن واشتباكات على حدود السعودية خلال الثمان والأربعين الساعة الماضية، حسبما أفادت مصادر عسكرية وإعلامية يمنية وسعودية. وأعلن التلفزيون السعودي الرسمي، الليلة قبل الماضية، مقتل 18 حوثياً حاولوا التسلل للحدود السعودية، مشيراً أيضاً إلى تدمير عربتين للميليشيات الحوثية المسنودة بقوات يمنية متمردة تابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وتبنى المتمردون الحوثيون المتحالفون مع إيران، واستولوا على العاصمة اليمنية العام الماضي، إطلاق صواريخ كاتيوشا على مواقع عسكرية سعودية في منطقتي نجران وعسير جنوبي المملكة، بحسب وكالة سبأ الحكومية الخاضعة لهيمنة الحوثيين في صنعاء.
وأفادت قناة العربية السعودية أمس الجمعة، بسقوط 11 مقذوفاً في محافظة الطوال بمنطقة جازان جنوب غرب السعودية «دون إصابات»، مضيفة أن مدفعية الجيش السعودي دمرت منصات إطلاق مقذوفات قبالة محافظة الطوال المتاخمة لمدينتي حرض وميدي اليمنيتين حيث تستمر المعارك بين الميليشيات الانقلابية والقوات الحكومية منذ أكثر عام. كما استهدفت المدفعية السعودية مواقع للميليشيات في بلدة منبه الحدودية والتابعة لمحافظة صعدة المعقل الرئيس للمتمردين الحوثيين في أقصى شمال اليمن. وقصف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية مساء أمس الجمعة، موقعاً للميليشيات الانقلابية في منطقة الحصامة في بلدة الظاهر جنوب غرب صعدة المحافظة المضطربة منذ العام 2004 وفرض الحوثيون سيطرتهم عليها منتصف العام 2011.
وبدأت القوات الحكومية التابعة للرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي، أمس، هجوماً واسعاً لتحرير منفذ علب الحدودي في بلدة باقم شمال محافظة صعدة، وواصلت في الوقت ذاته تقدمها للسيطرة على كامل أجزاء منطقة البقع وهي أيضاً منفذ حدودي بري مع السعودية في بلدة كتاف شمال شرق صعدة. وقال مصدر قبلي في صعدة إن اشتباكات عنيفة اندلعت أمس، في منطقة علب بعد تقدم القوات الحكومية من الأراضي السعودية صوب المنفذ الذي يبعد 90 كيلومتراً عن عاصمة المحافظة.
وأكد مقتل وجرح العشرات من الميليشيات وأسر سبعة آخرين خلال المواجهات التي تعد ثاني جبهة قتال للحوثيين في معقلهم الرئيسي. وقال محافظ صعدة هادي طرشان في تصريح صحفي الجمعة إن قوات الجيش الوطني حررت أربعة مواقع في منفذ علب بعد ساعات من الاشتباكات أوقعت 20 قتيلاً على الأقل في صفوف الميليشيات والعديد من الأسرى. وقال الجيش اليمني في بيان إن قواته هاجمت أيضاً مواقع تمركز الانقلابيين في الجبل الغربي شمال شرق صعدة، وأنها حررت موقع الرجم المطل على سوق البقع التي تبعد 150 كيلومتراً عن مدينة صعدة مركز المحافظة.
وأكد تلفزيون الإخبارية السعودي مقتل قائدين ميدانيين من ميليشيات الحوثي وتدمير آليتين عسكريتين في الاشتباكات قرب البقع. وتتبع محافظة صعدة المنطقة السادسة في الجيش اليمني التي تعهدت قيادتها الخميس بـ«تحرير كل شبر» في البلاد من الانقلابيين الحوثيين والقوات المتحالفة معهم. وقال قائد المنطقة السادسة اللواء الركن أمين الوائلي في تصريح للمركز الإعلامي التابع للجيش اليمني، «سوف تسمعون في القريب العاجل أخباراً تسركم. جميع ضباط وأفراد المنطقة السادسة على أهبة الاستعداد، وجاهزيتهم أفضل من أي وقت مضى، حتى يستسلم الانقلابيون ويسلموا أسلحتهم للجيش الوطني». وذكّر بتحرير الجيش الوطني قبل نحو عام مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف (شمال شرق)، وقال إن هذه المدينة كانت «مهجورة» تحت سيطرة الميليشيات و«أصبحت حافلة بالحياة والحركة في ظل سيادة الأمن وانتشار قوات الجيش الوطني وتعاون أبناء المدينة والمحافظة بالكامل الذين ساندوا الجيش والمقاومة بشكل لم يسبق له مثيل». واستمرت أمس الجمعة، الاشتباكات المتقطعة بين الانقلابيين وأنصار الحكومة في بعض مناطق محافظة الجوف، وفي بلدتي نهم وصرواح شرقي العاصمة صنعاء التي تخضع لسيطرة المتمردين الحوثيين منذ أكثر من عامين.
وشنت مقاتلات التحالف مساء أمس سبع غارات على مواقع للميليشيات في بلدة صرواح آخر معاقل الانقلابيين في محافظة مأرب (شرق) وتشهد معارك منذ سبتمبر الماضي بعد تقدم القوات الحكومية في طريقها نحو صنعاء. وكان سبعة حوثيين قتلوا بغارة جوية مساء الخميس دمرت مركبة عسكرية كانت تقلهم في منطقة المخدرة شمال صرواح، بحسب مصادر عسكرية ومحلية. واستهدفت غارتان جويتان أمس، موقعاً عسكرياً للميليشيات في رأس عيسى ببلدة الصليف الساحلية شمال محافظة الحديدة (غرب) التي استولى عليها الحوثيون منتصف أكتوبر 2014.
وتبنت «المقاومة الشعبية في إقليم تهامة» التي تنشط خصوصاً في محافظات غرب البلاد، قتل مسلح حوثي وإصابة آخر بهجوم مسلح بمدينة الحديدة مساء أمس الأول. كما قتل مسلحون حوثيون أمس الجمعة، بتجدد الاشتباكات مع مقاتلي المقاومة الشعبية في بلدة الزاهر بمحافظة البيضاء (وسط) وذلك غداة مصرع ثلاثة حوثيين وجرح آخرين باشتباكات في بلدة ذي ناعم وسط المحافظة.
وفي تعز ثالث مدن البلاد استمرت الجمعة المعارك العنيفة بين الميليشيات الانقلابية وقوات الحكومة خصوصاً في القطاع الشرقي للمدينة جنوب غرب اليمن. وقال مواطنون إن ميليشيات الحوثي وصالح استمرت بقصف المناطق السكنية في المدينة بشكل عشوائي ودعت سكان منطقة الروض في الجهة الغربية إلى إخلاء منازلهم، وهو ما اعتبره نشطاء وحقوقيون استمراراً لجرائم التهجير القسري بحق اليمنيين.
وقال أطباء إن مدنياً قتل وأصيب آخرون جراء المواجهات والقصف العشوائي للميليشيات على الأحياء السكنية في غضون 24 ساعة ماضية، بينما أفادت مصادر عسكرية بمصرع 23 حوثياً وثلاثة من أفراد الجيش والمقاومة في الاشتباكات التي دارت بتعز يوم الخميس، ليرتفع إلى 222 عدد القتلى من المسلحين بينهم 184 متمرداً في المعارك المحتدمة بالمدينة منذ 15 نوفمبر الجاري.
الاتحاد