عائشة سلطان

على خريطة العالم تظهر دولة الإمارات العربية المتحدة دولةً ذات مساحة جغرافية صغيرة، لا تكاد تقارن بدول تحتل مساحات شاسعة. لكن من قال إن الأوطان تقاس باتساع المساحات؟! ومن قال إن المساحة صغرت أم كبرت تزيد أو تنتقص من مشاعر الولاء والحب والوطنية والانتماء؟! ذاك أمر في الجغرافيا، وهذا أمر في الانتماء، وشتان بين الأمرين، لا تقاطع ولا علاقة؛ فانتماؤنا لأوطاننا يجعلنا نكبر بها ويجعلها بحجم قارة في عيوننا وقلوبنا.

في الاقتصاد، الإمارات واحدة من أكثر دول العالم ثراءً وازدهاراً واستقراراً، لكن الأهم أنها من أكثر البلدان التي يتمتع شعبها بعلاقة حميمة مع قيادته وتاريخه وتفاصيل حاضره؛ علاقة حقيقية خالية من المزايدات والضغوطات، رباها الاتحاد في نفوس أبنائه، غرسها زايد المؤسس وكل المؤسسين الأوائل في تربة الذهن والروح والشخصية الإماراتية؛ علاقة انتماء ووفاء متبادلة بين الوطن وشعبه وبين الشعب وقيادته.

يأتي يوم الشهيد البارحة سابقاً ليوم الاتحاد غداً، إشارة إلى تلازم فكرتي الوفاء والولاء؛ فوطن يفي حق أبنائه ويحتفي بطهر دمائهم التي بذلوها في سبيله جدير بأن يحتفي به كل أبنائه ويرفعوه اسماً ورمزاً وحباً وعلماً وقيادة وولاء وعشقاً، نحن شعب دولة الإمارات يحق لنا أن نفاخر الدنيا بهذا الوطن، ويكفينا سعادة وفخراً أننا نحمل اسمه.

تشكل القيادة السياسية في الإمارات بدءاً من الرمز الكبير زايد حالة استثنائية لم تتكرر في كل الوطن العربي خلال التاريخ الحديث؛ قيادة تمكنت من خلق علاقة متناغمة ومنسجمة بينها وبين الوطن وبين الوطن وأبنائه، ما جعل الإمارات نموذجاً حقيقياً على صعيد السياسة والاقتصاد والتنمية البشرية، وما جعل فكرة الاتحاد الفكرة الأهم والأكثر رسوخاً ووضوحاً في الوجدان الشعبي لكل الأجيال، الفكرة التي ارتبطت بعطاء وأبوة وإيمان زايد وكل المؤسسين الأوائل، كما ارتبطت بقوة التحدي واستمرار النهج لدى خليفة وكل إخوانه اليوم، الاتحاد دولة تأسست على الحب وبالحب تمضي إلى المستقبل بثقة.

البيان