كشفت صور الأقمار الصناعية عن أن برج الألفية في وسط سان فرانسيسكو يغور في الأرض بضع سنتيمترات كل عام منذ الانتهاء من بنائه قبل 7 سنوات.
يتكون برج الألفية الفاخر من 58 طابقا، وكلف تشييده مبلغ 350 مليون دولار، وقد انغرز في الأرض منذ بنائه نحو 16 بوصة، وفقا لما أظهره القمر الصناعي Sentinel-1 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.
وتُظهر بيانات القمر الصناعي التي جُمعت في الفترة بين 22 فبراير/شباط 2015 و20 سبتمبر/أيلول 2016، انخساف برج الألفية في سان فرانسيسكو بنحو 40 ملم إزاء “خط الأفق” (الاتجاه الذي يبحث ويحدد من خلاله القمر الصناعي).
ويقول الباحثون إن هذا الأمر يُترجم على أنه هبوط عمودي تقريبا بنحو 50 ملم في السنة، على افتراض عدم وجود انحناء.
وساعدت دراسة المدينة العلماء في تحسين عملية رصد حركات الأرض في المناطق الحضرية، ولا سيما بالنسبة للنقاط الساخنة. وظهرت علامات الغرق والميلان على برج الألفية الذي اكتمل بناؤه عام 2009.
وبالرغم من أن هذه المسألة لم تُنشر للعلن، ولكن يُعتقد أن حركة البرج ترتبط بكون الدعامات غير مثبتة بقوة على حجر الأساس. وقد بدأ برج الألفية بالميلان بنحو 6 بوصات في الجزء العلوي من المبنى.
وقام العلماء بإجراء عمليات مسح عبر الرادار من خلال Copernicus Sentinel-1 في المنطقة، من أجل الكشف عن تغيرات السطح الخفية. وتعمل هذه التقنية بشكل جيد مع المباني لأنها تعكس بشكل أفضل شعاع الرادار.
وقام فريق البحث بالعمل مع وكالة الفضاء الأوروبية ومختبرات Norut وPPO. والمسح الجيولوجي في النرويج، برسم خرائط لمناطق أخرى من Bay Area في سان فرانسيسكو.
وتشمل المنطقة مباني على طول خط Hayward Fault المعرضة للزلازل، باتجاه الأراضي المستحدثة في خليج San Rafael.
وكُشف عن وجود ارتفاع في الأرضية حول منطقة Pleasanton وربما يكون هذا نتيجة تجديد موارد المياه الجوفية بعد 4 سنوات من الجفاف الذي انتهى عام 2015.
وتشهد المدن الأوروبية هبوطا مماثلا للمباني، حيث تساعد دراسة سان فرانسيسكو حاليا على فهم العديد من الميزات الجديدة، كما تمهد الطريق للانتقال من دراسة الحالات الحاصلة إلى دراسة تشوه الأرض على النطاق القاري، وفقا لما تقوله وكالة الفضاء الأوروبية.
وقال داغ اندرس مولديستاد من مركز الفضاء النرويجي: “إن مهمة Copernicus Sentinel-1 تتيح ولأول مرة إمكانية إطلاق خدمات وطنية تشغيلية لرسم خرائط التشوه”.
وتعمل العديد من البلدان الأخرى في أوروبا على نحو مماثل أيضا لإقامة خدمات مماثلة، حيث يتيح Sentinel-1 “نموذج الرؤية عبر الرادار” للبرنامج الأوروبي Copernicus لمراقبة البيئة.
وعلاوة على مراقبة حركات الأرض، يتيح البرنامج خدمات أخرى عديدة لرصد جليد البحر القطبي الشمالي، وخرائط الجليد البحري الروتينية ومراقبة البيئة البحرية ورسم خرائط للغابات والمياه وإدارة التربة وغيرها.
جدير بالذكر، أن العديد من الوثائق سُربت فيما يتعلق بالبناء وسط مدينة سان فرانسيسكو، بما في ذلك عمليات التفتيش والتي تُظهر أن الشركاء في عملية بناء برج الألفية كانوا يعلمون بغوص المبنى أكثر من المتوقع قبل افتتاحه في أواخر 2009، ولكن الأمر لم يُكشف للعلن.
وبدأ المهندسون خلال الشهر الماضي في عمليات التنقيب على الأرصفة خارج برج الألفية لمعرفة لماذا يغرق المبنى، وما إذا كانت توجد وسيلة لإصلاح الخلل. ولكن هذه العملية قد تنطوي على حفر ثقوب عميقة وأخذ عينات من التربة، كما قد يستغرق الأمر عدة أشهر.