سامي الريامي

قلبٌ واحد، ونبضٌ واحد، حياة واحدة، ومصير واحد، المحبة تجمعنا، وروابط الدين والأصل توحّدنا، وقلوبنا على بعضنا بعضاً، هذه هي طبيعة العلاقة المشتركة بين شعوب ودول مجلس التعاون، ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، والمحبة والود والإيمان بالمصير المشترك، هي أساس قناعاتنا جميعاً، وما عدا ذلك فهي أمور عابرة لا نلقي لها بالاً.

الإمارات شعباً وقادة فرحت ورحبت وابتهجت بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الصغير والكبير شعر بالبهجة والسرور، لم يكن ضيفاً على الدولة، بل كان هو صاحب الدار، بين أهله وإخوانه، وشعرنا به كبيراً للأسرة في كل بيت إماراتي، كلٌّ رحب به بطريقته، بالمسيرات، والأشعار، والصور، والتغريد، وإعادة نشر الصور، وكتابة كلمات وعبارات الحب والتقدير والاحترام، الجميع شارك كما لم يشارك من قبل، لِمَ لا، وسلمان هو الملك والقائد للشقيقة الكبرى، التي نرتبط بها قلباً وقالباً، منبع الإسلام وقبلة المسلمين؟!

المحبة عندما تكون صادقة ونقية، فإنها تخرج من القلب لتلامس القلب، لذلك بدا الملك سعيداً ومبتهجاً في الإمارات، شارك محبيه بأحاسيسه الصادقة، وبادلهم الحب بالحب، وهكذا نحن شعوب الخليج، نبادل بعضنا حباً واحتراماً، ونشعر بأننا في بلاد واحدة كبيرة تمتد على مساحات شاسعة في شبه الجزيرة العربية، إخوة حقيقيون، في السراء والضراء، ووقت الأزمات، نختلف أحياناً، وتنتهج الدول سياسات مختلفة أحياناً، لكن يبقى ذلك في إطاره الصحي المحدود، ويبقى الشعور الأكبر هو شعور الدم الواحد، والقلب الواحد، والمصير الواحد!

ما يربط الإمارات بالسعودية تاريخ، وجيرة، وروابط وثيقة ووشيجة، وتعاون راسخ وتنسيق مستمر، والعلاقات بين الدولتين هي اليوم أفضل نموذج للعلاقات والترابط بين الدول العربية، هي كما وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «علاقاتنا في أفضل أحوالها، ولدينا رؤية مشتركة، وهي خير الشعبين، ولدينا عزيمة قوية يقودها خير قائدين، الملك سلمان ضمانة عربية للاستقرار، ولو جمعت الدول العربية علاقات كعلاقات الإمارات والسعودية، لكانت المنطقة أقوى، ومستقبلها أفضل، وشعوبها أسعد».

ما أحوجنا في الوطن العربي لعلاقات مميزة بين دوله، كهذه العلاقة بين الإمارات والسعودية! وما أحوجنا في مجلس التعاون الخليجي إلى استمرارية الترابط والبقاء على قلب واحد، والوقوف دائماً صفاً واحداً ضد التهديدات والتحديات والأخطار المستقبلية، فما أكثرها! وما أكثر المتربصين بنا! وما أكثر الراغبين في تشتتنا وضياع كلمتنا ونضوب خيراتنا، يُفرحهم اختلافنا، ويُزعجهم التحامنا، ويألمون لجمعتنا وعلاقاتنا الطيبة ببعضنا بعضاً!

القادة الخليجيون يدركون ذلك، ولديهم تصور واضح للتحديات والتهديدات التي تواجه دولهم ودول المنطقة، وهم مؤمنون بالتعاضد والتقارب والتلاحم الخليجي، فهي السبيل الوحيدة لمجابهة كل الظروف الصعبة، وهي الطريق لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، فالعالم اليوم لا يؤمن إلا بالقوة أياً كان نوعها سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو مالية، ودول مجلس التعاون (مجتمعة) لديها الإمكانات الحقيقية التي تجعلها تمتلك أنواعاً عدة من هذه القوة، التي تستطيع أن تعيش بها وسط أجواء هذا العالم!

الامارات اليوم