تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، انطلقت أمس فعاليات القمة العالمية لرئيسات البرلمانات التي ينظمها المجلس الوطني الاتحادي، بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي، في فندق قصر الإمارات، تحت شعار «متحدون لصياغة المستقبل»، بمشاركة برلمانيين وقادة سياسيين وممثلي حكومات وعلماء ورؤساء منظمات دولية وقطاع خاص ومجتمع وشباب ومخترعين، لتعد قمة غير مسبوقة والأولى من نوعها على مستوى العمل البرلماني العالمي.

حضر افتتاح القمة، معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، رئيسة القمة، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومعالي الدكتور صابر حسين شودهري رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، وفضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، وعدد من أصحاب المعالي الوزراء وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي.

ووجهت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي في كلمة افتتحت بها القمة الشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذين آمنوا بقدرة المرأة الإماراتية في المساهمة بمسيرة التقدم والبناء من خلال توليها مناصب قيادية وتمثيل الإمارات في المحافل الدولية.
وأعربت معالي الدكتورة القبيسي عن جزيل شكرها وتقديرها لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، على رعايتها الكريمة هذا الحدث الفريد من نوعه على مستوى العمل البرلماني العالمي، مثمنة دعم «أم الإمارات» المتواصل للمرأة الإماراتية وتمكينها لتصبح شريكاً أساسياً في صياغة المستقبل وبناء المجتمع على قاعدة المساواة والعدالة الاجتماعية.

وأعربت عن الفخر والاعتزاز بأن تحتضن أبوظبي عاصمة اتحاد الإمارات قمةً تجمع هذا العدد من القادة السياسيين والمشرعين وأقطاب العلم والصناعة والمجتمع وكوكبة من شباب العالم الذين يجتمعون تحت شعار «متحدون لصياغة المستقبل».

وقالت القبيسي: «لقد احتفلنا قبل أيام بذكرى تأسيس الإمارات قبل 45 عاماً، وهي ذكرى اليوم الذي استطاع فيه باني نهضة الإمارات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات أن يتفقوا على توحيد إماراتهم في إطار دولة واحدة متحدة. إن تجربة اتحاد الإمارات ربما كانت تجربة قصيرة في تاريخ الأمم، لكنها كانت لنا درساً حول المدى الذي يمكن أن نصله من خلال العمل المتحد».

وأضافت: «خلال 45 عاماً استطاعت إمارات صغيرة تسكن الصحراء أن تصنع ما ترونه اليوم بفعل فكرة واحدة هي: الاتحاد، ولقد علمنا الاتحاد بأن الاختلاف قوة إذا تحول إلى تكامل وعلمنا الاتحاد بأن التنازل لصالح الكل هو مكسب للكل وعلمنا الاتحاد بأن وحدة المصير أقوى من المصالح، إن القمة العالمية لرئيسات البرلمانات التي تنعقد في أبوظبي تستلهم من تجربة الإمارات فكرة الوقوف صفاً واحداً لأجل هدف واحد، هدف يوازن بين مصالحنا الوطنية ومصالحنا الكونية على حد سواء ويحفظ حق هذا الجيل والأجيال القادمة».

وقالت القبيسي: «إن قمة أبوظبي هي الأولى لرئيسات البرلمانات التي تجمع رئيسات البرلمانات مع قيادات حكومية وقيادات القطاع الخاص والعلماء وقادة المجتمع لأننا نؤمن بأن المستقبل ليس مسؤولية المشرعين فحسب وإن اغتنام فرصه والتعامل مع تحدياته يتطلب تكاتفاً وتعاضداً من الجميع، وندرك أن العالم يعيش ظروفاً سياسية جعلت الحمائية والانطوائية السياسية ظاهرة آخذة في الانتشار، وإن ذلك جعل بعض الحكومات أقل قدرة على مد يد التعاون خارج حدودها فأصبحت تنظر إلى الداخل أكثر مما تنظر إلى الخارج، إن كل ذلك بحد ذاته يمثل تحدياً لأي دعوة للتعاون والاتحاد، لكننا أيضاً نؤمن بأن التحديات الكبرى التي نواجهها لا يمكن التصدي لها فرادى، وأن العمل الجماعي المتحد سرعان ما سيصبح ضرورة حتمية، ونأمل أن ندرك ذلك قبل فوات
الأوان». وأكدت معالي رئيسة المجلس الاتحادي الوطني، أن صياغة المستقبل ليست ترفاً، وليست حكراً على دولة دون أخرى بل إنها في هذه الظروف الطريق الوحيد، فنحن نتحمل مسؤولية كبرى أمام الأجيال القادمة ولا نريد أن نكتب في التاريخ على أننا تركنا للأجيال القادمة تحديات أكبر من الفرص التي كانت متاحة لنا.

واختتمت معالي الدكتورة القبيسي كلمتها بالقول: «ليس بالغريب أن تنطلق دعوة الاتحاد من أجل المستقبل من قمة للرئيسات البرلمانات في العالم. فدور البرلمانيين كضمير للأمم وممثلين للشعوب ودورهم في الدفاع عن مصالح الشعوب والأجيال يجعلهم مسؤولين عن طرح أسئلة المستقبل والأجيال القادمة، كما أنه ليس من المستغرب أن تبادر النساء إلى طرح هذا السؤال فالمرأة هي قلب المجتمع النابض وهي شريك أساسي في السلم والأمان ومن الطبيعي أن يكون اهتمامها بالأجيال القادمة دافعاً غريزياً للحفاظ على المستقبل».

وفي كلمته، قال معالي الدكتور صابر حسين شودهري رئيس الاتحاد البرلماني الدولي: «أعلم أن ديسمبر شهر خاص بالنسبة إليكم في الإمارات، فقد احتفلتم باليوم الوطني الـ 45 للدولة الحديثة، وأرى أن تلك الرحلة كانت ملهمة جداً فمسيرة هذه الدولة خلال أقل من نصف قرن انطلقت من أعماق البحار عندما كان أبناء هذا الوطن يغوصون بحثاً عن اللؤلؤ، لتصل اليوم إلى النجوم مع مسبار الأمل وما يتيحه هذا الإنجاز من فرص لبناء عالم أفضل، وفي خضم هذا التحول الكبير نجد أن القيادة الإماراتية مهدت لتحقيق ذلك من خلال خريطة طريق واضحة اشترك في تنفيذها جميع أبناء الوطن».

وأشاد شودهري بالرؤية البعيدة المدى لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قائلاً: «عندما تحدث سموه حول ما يجب فعله بعد نضوب النفط في الخمسين سنة المقبلة، قال سموه: إذا أصبنا في الاستثمار في الموارد الصحيحة الأخرى فلا شك أننا سنتجاوز التحدي».

وأشاد فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر في كلمة له بجهود معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وأول رئيسة برلمان عربي من السيِّدات، وأول رائدة من بنات العرب تزاحم الرجال في هذا المنصب التشريعي البالغ الأهمية، في استضافة هذه القِمَّة في دولة الإمارات التي لا تدخر وسعاً في بذل كل ما يسعد الآخرين، ويشيع السَّلام ويُرسِّخُ قِيَم حُسْن الجوار والاستقرار والعيش المشترك.

وقال: «إنِّ قِمَّتكُم هذه قِمَّةٌ ذاتُ شأنٍ كبيرٍ، ومردودٍ بالِغِ التأثيرِ على مَنطِقَتِنا بل رُبَّمَا على العالَمِ كلِّه، لَيْسَ فقط لأنَّها تختصرُ على أرضِ الإمارات العربيَّة معظم ثقافات العالم، وتعكِسُ خِبْراتِ عقولٍ عالميَّةٍ مُتنوِّعَة، لها وزنها في استشرافِ مُستقبلِ الشعوبِ، ولكِن لأنَّ هذه القِمَّة تتصدَّى بالتحليلِ العلميِّ لتحدياتٍ كُبرى موجودة على أرضِ الواقِعِ العربيِّ والإسلاميِّ، وفي مُقدِّمتها: وباءُ الإرهاب الذي استشرى خطرُهُ في شرقِ الأرضِ وغربها، بعد ما ظَنَّ كثيرون مِمَّن صَمَتُوا عن ولادته وأسباب نشأتِه، أنَّه لَنْ يبرح مَوطِنَه الَّذي نشَأ فيه، فإذا به ينشُر الرُّعْبَ والفزعَ بين النَّاس في كلِّ مكان».

وأكد أن القمة تتصدى لتحدٍ آخر خطير وهو تحدِّي السِّياسَات الحديثة في إصرارها على العبثِ بوَحْدَةِ الأُمَمِ والشُّعُوبِ، وتصميمِها على تفتيت الدول المستقرة وتفكيكها وتجزئتها، وتحويلها إلى خرائط مُهيَّأة للصِّراعِ الدِّينيِّ والطَّائفيِّ والعِرقي، وساحاتِ حروبٍ مُدَمِّرةٍ، وكأنه كُتِب على منطقتِنا هذه أن تكون سوقًا رابحاً لما تنتجه مصانع الأسلحة الفتَّاكة، بعد أن تهيَئ لها السياساتُ الاستعماريَّةُ الجديدة مسارحَ الصِّراع وبُؤرَ التَّوتُّر وتُجَّارَ الحُروبِ. وقال الطيب: «وقد سمعتم بكل تأكيد عن جريمة الأمس الغادرة التي راح ضحيتها أبرياء مسالمون كانوا يؤدون صلواتهم في إحدى الكنائس المصرية، وخلَّفت في قلوب المسلمين قبل المسيحيين آلاماً وأحزاناً ليس من السهل تجاوزها ولا نسيانُها، وهذه الجريمة الوحشية ليست بكل تأكيد إيذاءً للمسيحيين في مصر، بل هي إيذاء للمسلمين في شتَّى بقاع العالم، وإلى نبيِّ

كما ألقى معالي بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة كلمة عبر الفيديو، معرباً عن شكره وتقديره دولة الإمارات العربية المتحدة على استضافتها هذا الحدث العالمي. وتوجه بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات» قائلاً: «عندما تنعقد أرفع القمم تترافق المسؤولية مع الواجب لتحقيق الأهداف المرجوة، إن أهداف الألفية الجديدة التي وضعتها الأمم المتحدة تتيح فرصاً عديدة للدول والحكومات للاستفادة من البيانات والدراسات المتعلقة بالتحديات المستقبلية على أكثر من صعيد من أجل بذل مزيد من الجهود لتحقيق التنمية المستدامة، وإننا نعول على القمة العالمية لرئيسات البرلمانات لتكون منبراً لترجمة أهداف الألفية إلى تشريعات خاصة فيما يتعلق بتعزيز المساواة بين الجنسين، وتعزيز الأمن والسلم».

الاتحاد