أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي أن دولة الإمارات قدمت نموذجا للتعامل الإيجابي مع وسائل التواصل الاجتماعي .. مشيرة إلى أن القيادات السياسية الإماراتية أدركت أهمية هذه الوسائل في بناء حوار مفتوح مع القاعدة الشعبية وتحفيز روح المواطنة والانتماء من خلال إشراك كل الفئات الاجتماعية في حوار مشترك يؤسس للتطور والتقدم.
ونوهت بأن الثورة التكنولوجية وتقنيات التواصل الاجتماعي كان لها الأثر الأكبر في إحداث تغييرات جذرية على مستوى العالم بشكل عام وفي المنطقة العربية بشكل خاص وحكومات كثيرة فوجئت بهذا التغيير وكانت استجاباتها مختلفة.
وأشارت معالي الكعبي إلى أنه تم الاعتماد بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إشراك الجميع في العملية الانتخابية لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي ادراكا بأن هذه الوسائل هي أدوات فعالة لتأسيس شراكة حقيقية بين الجمهور والقيادة وبناء حوار حي وغير رسمي بين الطرفين بحيث يعطي المواطن حق التعبير عن رأيه وتقديم اقتراحاته ويعطي البرلمانيين الفرصة للاستجابة لتطلعاتهم بشكل فوري ومباشر.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليها في جلسة “ديناميات التغيير في وسائل التواصل السياسي” إحدى جلسات اليوم الأول من القمة العالمية لرئيسات البرلمانات التي تنعقد في قصر الإمارات بأبوظبي يومي 12 و13 ديسمبر تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أم الإمارات ، والتي ينظمها المجلس الوطني الاتحادي، بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي.
وشارك في الجلسة التي أدارها محمد العتيبة رئيس تحرير صحيفة “ذا ناشيونال” السابق في دولة الإمارات، كلا من معالي الينكا وليامز جرانت رئيسة مجلس الشيوخ في أنتيجوا وبربودا، ومعالي لورا بولدريني رئيسة مجلس النواب في إيطاليا، ومعالي أنكي بروكرز نول رئيسة مجلس الشيوخ هولندا، ومعالي داريجا نزاربييفا رئيسة لجنة العلاقات الدولية والدفاع والأمن في مجلس الشيوخ كازاخستان، وفرانك سينسو مدير كلية الإعلام والشئون العامة جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الامريكية.
من جهتها قالت معالي الينكا وليامز جرانت رئيسة مجلس الشيوخ، أنتيجوا وبربودا ” إن التواصل بين البرلمانيين والجمهور مهم وضروري ليس فقط في فترة الانتخابات ولكن في كل الأوقات من أجل تعزيز مستويات الشفافية والمساءلة. وإذا كنا قلقين من انحسار ثقة ناخبينا فعلينا أن نعيد النظر في كيفية تواصلنا معهم.. مشيرة إلى أهمية التزام الحكومات والبرلمانات بمشاركة الجماهير من خلال اعتماد وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح مساحة أكبر للمساءلة والتحاور وترميم الثقة”.
وذكرت جرانت بالفعاليات التي تم تنسيقها وتنظيمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تسمى اليوم بالسلطة الخامسة مشددة على ضرورة استغلال الفرصة وتحويل هذه المنابر إلى مساحة للحوار المباشرة عبر الانترنت، وفتح المجال للجمهور بالمشاركة في صياغة القوانين وسن التشريعات بما يتناغم مع طموحاتهم ومتطلباتهم ورؤيتهم للمستقبل وبما يعزز الثقة بالتمثيل البرلماني الحقيقي.
ومن جانبها ركزت معالي أنكي بروكرز نول رئيسة مجلس الشيوخ الهولندي على سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي التي تنقل المعلومات بشكل فوري وبسرعة قياسية مما يتسبب باجتزاء الحقائق وإخراج الرسائل السياسية من سياقها الصحيح وفتح المجال للتأويلا والتفسيرات المختلفة.
وأشارت نول إلى أن الرسائل السلبية قادرة على التأثير بشكل أسرع وأعمق في الجمهور والعديد من الدراسات يؤكد بأن مشاعر الغضب والإحباط والحقد والكراهية تنتشر بسرعة أكبر وأسرع من المعلومات المدعمة بالحقائق.
وقالت علينا كبرلمانيات ومسؤولين التعامل بحذر مع التطور التكنولوجي وما يتيحه من تواصل بلا حدود وذلك من خلال الجمع بين إمكانية الديمقراطية المباشرة والديمقراطية التمثيلية، فالتواصل السياسي لا يمكنه أن يستفيد من التواصل الاجتماعي إلا بمقدار تعاملنا بحذر ودقة وحكمة مع المعلومات والرسائل والأفكار التي يتم تداولها بشكل منقوص يجتزىء الحقيقة ويؤثر على الاستقرار السياسي والاجتماعي.
ونوهت بأن البرلمان الهولندي في صدد إعداد قانون لحماية الأطفال من الأضرار التي يتعرضون لها عبر الألعاب الإلكترونية التي تؤثر على صحتهم النفسية والذهنية.
من جهتها قالت معالي داريجا نزاربييفا رئيسة لجنة العلاقات الدولية والدفاع والأمن في مجلس الشيوخ بكازاخستان إن عالمنا يتغير بسرعة فائقة في ظل التحولات الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية وما نشهده من تطرف وإرهاب وفقر مدقع وإقصاء وتهميش لفئات اجتماعية كثيرة تعاني بصمت.
وأشارت إلى أن التواصل يتفاعل داخل المجتمعات ويصقل الآراء ويقولب المعطيات مما يتيح للجماعات الإرهابية مساحة للتعبئة وتجنيد الشباب والتأثير عليهم.
وتناولت السلبيات التي نجمت عن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والذي يتسبب في تسهيل الاتجار بالبشر والتنمر السيبراني ونشر الفساد الأخلاقي والمسلكيات غير السوية والترويج للألعاب العنيفة، مضيفة إلى أن البرلمان الهولندي أدخل تشريعات جديدة من أجل تنشيط الشفافية حيث تم إنشاء مجلس للعموم بهدف إشراك الناس في صنع القرار.
وختمت رئيسة لجنة العلاقات الدولية والدفاع والأمن في مجلس الشيوخ بكازاخستان مداخلتها بالقول: “كل برلمان في العالم معني في التفكير بكيفية إدماج منابر التواصل الاجتماعي في حياتنا السياسية، فالتطور السريع للتقنيات لوسائل التواصل لا يسمح لنا بالاستغراق في التفكير بل يجب أن يدفعنا إلى التحرك سريعا وتوحيد الجهود لاتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لسلبيات هذا التطور وآثاره الضارة على الأجيال المقبلة”.
ومن جانبه استذكر فرانك سيسنو، مدير كلية الإعلام والشؤون العامة في جامعة جورج واشنطن الاميركية الانتخابات الأميركية الأخيرة في تكريس منصات التواصل الاجتماعي كعامل حاسم في صنع القرار .. منوها إلى أن السرعة التي تطورت فيها وسائل الإعلام الاجتماعي وتقنيات المعلومات عبر الإنترنت قلص دور المستشارين السياسيين والخبراء الإعلاميين والاستراتيجيين وفتح المجال لكل إنسان بأن يكون رئيس تحرير وصانع أخبار مما تسبب بانتشار الكثير من الأخبار المزيفة وشيطنة الآخر وتعزيز حالة الاستقطاب السياسي.
وام