أثار قرار عراقي بإجراء مناورات بحرية مع إيران، في مدخل شط العرب، انتقادات عدة لدى المتابعين، سواء ممن رأوا في الخطوة ابتعادا من بغداد عن عمقها العربي، أو ممن تساءلوا عن النفع الذي ستعود به المناورات مع بلد مثل إيران على أمن العراق والمنطقة.
وكانت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة جنوبي العراق، قد أعلنت، السبت، افتتاح نقطة بحرية جديدة عند مدخل شط العرب، وتنفيذ مناورة مشتركة لوحدات بحرية عراقية وإيرانية.

ويرى المحلل السياسي، علي الربيع، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” أن توجه العراق نحو إجراء مناورات بحرية مع إيران، في خضم التوتر الإيراني العربي، “لن يصب في المصلحة العليا للعراق، بالنظر إلى كونه بلدا عربيا.”

ويضيف الربيعي، أنه كان من الحري بالعراق أن يقيم تلك المناورات مع دول الخليج، بحكم عمقه العربي، عوضا أن يلجأ إلى إيران.

ويتساءل “لو كانت إيران جادة في مكافحة تهريب المخدرات لفعلت ذلك برا، لاسيما حين نعلم، أن الهيروين يشق طريقه إلى دول الخليج وأميركا وأفغانستان، عبر إيران”.

وأوضح أن التجار الإيرانيين يشترون الكيلوغرام الواحد من الهيروين بـ5 آلاف دولار، قبل أن يباع في الولايات المتحدة بمئات الآلاف من الدولارات.

تبعا لذلك، فإن المناورات المعلن عنها، مؤخرا، لا تعدو كونها توسيعا من إيران لسيطرتها على مياه الخليج، بحسب الربيعي، بخلاف ما جرى الترويج له رسميا.

من ناحيته، يتساءل علي كاظم، وهو أحد أصحاب سفن صيد الأسماك جنوب البصرة، عن جدوى إقامة نقطة تفتيش مشتركة بين العراق وإيران، مشيرا إلى المعاملة السيئة التي يلقاها الصيادون العراقيون من خفر السواحل الإيراني.

وقالت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة إن المناورة المشتركة التي جرت الجمعة في منطقة رأس البيشة، وشاركت فيها وحدات من القوة البحرية وقوات حرس السواحل العراقية والإيرانية تصب في تعزيز التعاون بين البلدين على صعيد ضبط الأمن في المناطق البحرية والساحلية الحدودية.

وأوضح أن البحرية الإيرانية تطمح منذ البداية إلى تطوير التعاون والتنسيق مع نظيرتها العراقية، وذلك لأنها كانت تشكو من خروق أمنية مصدرها الجانب العراقي، وحتى الخروق التي يكون مصدرها الجانب الإيراني يرتكبها مهربون عراقيون بالتواطؤ مع مهربين إيرانيين.

سكاي نيوز