تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي .. افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة امس أعمال الملتقى الثالث لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي يتناول موضوع ” الدولة الوطنية في الفكر الاسلامي ” بحضور معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح ومعالي الشيخ عبدالله بن بيه رئيس المنتدى رئيس لجنته العلمية.

حضر أعمال المنتدى الذي يستمر يومين في فندق جميرا – أبراج الاتحاد في أبوظبي بمشاركة 400 شخصية من العلماء والمفكرين والباحثين العرب والمسلمين.. محمد عبد الكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي والدكتور محمد مطر الكعبي أمين عام منتدى تعزيز السلم والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري وعمار ميرغني حسين وزير الأوقاف السوداني وأحمد ولد أهل داود وزير الشؤون الإسلامية الموريتاني والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف والدكتور عبداللطيف هميم رئيس ديوان الوقف السني في العراق والدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد كبير مفتي أوقاف دبي وجمهرة كبيرة من العلماء والمفكرين والباحثين والإعلامين والمهتمين بتجديد الخطاب الإسلامي على مستوى العالم.

والقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كلمة رحب فيها بالحضور مؤكدا أن منتدى تعزيز السلم هو في صمميم نهج دولة الإمارات منذ تأسيسها.

وقال معاليه ” أنكم اتخذتم شعارا طيبا لهذا الملتقى هو “دروب السلام من أبوظبي تبدأ” فمرحبا بكم جميعا في أبوظبي”.

وأضاف ” إن الإمارات العربية المتحدة.. هذه الدولة ذات المكانة المرموقة في مسيرة الأمة والعالم حريصة كل الحرص على دعم قدرات المجتمعات المسلمة لمواجهة كل التحديات.

وقال ” إننا نمثل دولة وطنية ناجحة بكل المقاييس هي الآن في نظر الجميع النموذج العالمي المرموق لا نقول فقط في البناء والاستقرار بل وأيضا في الازدهار والرخاء – نحن بحمد الله دولة وطنية موحدة .. قوية بمؤسساتها وتشريعاتها تعتز وتفخر بنظامها وقادتها تهتم كثيرا بأبنائها وبناتها..

إنها الدولة التي تتسم وبحق بالتلاحم القوي بين الشعب والقيادة بل والحرص الجماعي المتماسك والمتين على أن نكون معا ودائما وطنا للحكمة والسلام وطنا يدعم الأشقاء ويسعى دائما إلى استمرارية تقدم وتطور الأمة في كافة المجالات”.

وأضاف معاليه ” من نعم الله على هذه الدولة الوطنية الرائدة أن قيض لها قادة أكفاء يتسمون بالحكمة وبعد النظر بدءا من مؤسس الدولة المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عليه رحمة الله ورضوانه وامتدادا إلى خير خلف لخير سلف صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله واستمرارا بإخوانه الكرام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.. إننا في الإمارات نعرف طريقنا بوضوح في أن القيادة الناجحة هي أهم المتطلبات لبناء الدولة الوطنية على أسس ثابتة ومتينة.. القيادة الناجحة مطلب ضروري لتحقيق مشروعية الدولة الوطنية وتمكينها في الوقت نفسه من العمل المثمر والنافع في سبيل تحقيق النجاح والتقدم والقدرة على التنافس الناجح في المضمار العالمي للأمة كلها.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك ” إن وجودكم معنا في مجتمع الإمارات أيها الاخوة والأخوات هذا المجتمع الذي يقوم على التسامح والتعايش بين الجميع إنما هو أيضا تذكرة بأن الدولة الوطنية القوية في المجتمع الإسلامي هي تلك الدولة القادرة على التعامل الناجح مع التعدد والتنوع في الثقافات والحضارات .. إننا نعتز غاية الاعتزاز بأن المجتمعات الإسلامية على مر العصور كانت مجتمعات متنوعة في الأجناس والأعراق وأن عبقرية الدين الحنيف قد جعلت من هذا التنوع مصدر قوة خلاقة وإيجابية بل وكذلك جعلت منها أيضا نبع حضارة خالدة ومتجددة قادرة تماما على الإسهام الفاعل في مسيرة البشرية دون تشدد أو تعصب ودون تحيز أو إسراف”.

من جانبه أكد معالي الشيخ عبد الله بن بيه أن دولة الخلافة صيغة حكم غير ملزمة موضحا بالتأصيل العلمي أن بعض المفاهيم ولدت في القرن الماضي بغير ضبط علمي فالمفهوم تارة يؤصله العلماء ويضعونه كمفهوم لكنه أحيانا يلقى بالساحة من خلال أناس ليست لديهم خلفيات علمية منضبطة.

وقال معاليه ” نحن نعالج اليوم موضوعا مهما متفجرا وهو موضوع الدولة الوطنية وأن بعض المفاهيم ولدت بالقرن الماضيلكن هذه المفاهيم نشأت بغير ضبط علمي فالمفهوم يؤصله العلماء أو الفلسفة ويضعونه كمفهوم ولكنه يلقى أحيانا بالساحة من طرف أناس خلفياتهم العلمية ليست منضبطة “.

واضاف ” في القرن الماضي الرابع عشر والقرن العشرين ألقيت بالساحة مفاهيم شتى منها مفهوم “الدولة الإسلامية” ومفهوم “الخلافة” ضمن حمولة خاصة ومنها مفهوم “الحاكمية” وسيادة الشرع”.. لكنه كلام حق أريد به باطل كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه “.

وقال ” لكن ما هي المضامين الصحيحة لهذه المفاهيم هل أن كل الدول الإسلامية هي خارج الشرعية والمشروعية لأنها لم تنضم إلى كيان واحد نسميه الخلافة أو الإمامة أو الامارة أو سمها ما شئت!.. أو أنها لا تتفق مع رأي بعض الناس في تطبيق بعض الاحكام؟.. أو لأنها مقصرة؟ .. أو لأسباب كثيرة أخرى “.

وأكد معاليه انه لا يجوز نزع الشرعية عن الدول الوطنية التي نشأت في هذا القرن فهي موافقة لمقاصد الشريعة في النظام والانتظام وفي العمران البشري وفي المحافظة على الامن والسلام والشعائر ولكن لانعدام العناوين نريد أن نقول : إن مقاصد الشريعة كما نفهمها وسنبرهن على ذلك لا تهتم بالشكليات إنما بالمضامين والمصالح البشرية.

وأشار الى ان الدين الإسلامي يحيل الى مصالح العباد فهذه الإحالة بين الديني والدنيوي جعلت أكثر الناس يخطئون فبعضهم يأخذ بظواهر النصوص وبعضهم الاخر يقول يجب ان لا نغادر دار الدين لندخل في مجال اخر.

وقال معاليه ” نريد أن نصل بين الأطراف جميعا وألا نيأس وأن نقول لأولئك الذين يقتلون أنفسهم من أجل خلافة أو تصور أو تخيل.. لا وجود له أصلا بالتاريخ.. انه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانت توجد دولة أخرى على رأسها ملك مسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم. لم يأمره بالهجرة والمجيء إليه.. فالنجاشي أسلم وأرسل بيعته للنبي صلى الله عليه وسلم.. والنبي صلى الله عليه وسلم تركه في ملكه هناك في الحبشة”.

واضاف ان العلماء تجاوزوا هذا ويذكرونه في باب الجنائز.. وإن الله تعالى أطلع نبيه غيبا على أن النجاشي مات فقام وكبر أربع تكبيرات عليه..

والنجاشي هذا يحكم دولة غير مسلمة وهو مطيع للنبي صلى الله عليه وسلم وزكاه ولم يأمره بالهجرة “.

وقال معاليه ” هناك اناس يقتلون أنفسهم وغيرهم اليوم ويتجاوزون كل حدود الدين – النفس والعرض والدين والمال والعقل – كل ذلك يتجاوزونه من أجل ذلك الوهم.. نريد أن نبين ذلك باجتماعنا هذا في هذا الفضاء المبارك فضاء التسامح والسلام فضاء المحبة والوئام .. وأرجو ان نوفق ونصل إلى نتائج إيجابية من منطلقات النقل والعقل والنصوص والمقاصد والتنزيلات فيما نسميه بتحقيق المناط “.

وقال ” لم نستثن أحدا من الدعوة لهذا المؤتمر.. وزراء ومفكرون وعلماء وفقهاء وفلاسفة ليقولوا كلمتهم ونطلعهم على النموذج الإماراتي نموذج الوحدة الاختياري غير القسري الذي يجب ان يروج في هذا الزمان كنموذج وغيره من النماذج التي يجب ان نحتفي بها اظهارا للخير.. كما نرجو استمرار تجربة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لان هذا يحقق مقاصد الشريعة والشريعة تحب الوحدة وقد أظهرت التجارب ان الوحدة القسرية التي جاءت نتيجة الحروب في العالم الإسلامي لن تكون ناجحة “.

وحذر معالي الشيخ ابن بيه من خطورة اعتبار جميع المسلمين إرهابيين نظرا لأن أغلبهم هم ضحايا للإرهاب وهم في الوقت عينه يحاربون الإرهابيين.

وكذلك لأن هذه التهمة تضعف الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب.. موضحا أن الأهداف أو المبررات التي تدفع بعض الأفراد إلى قتل أنفسهم ليست لها أسس تاريخية أو مبررات شرعية.. معتبرا أن مقاصد الشريعة لا تهتم بالشكليات بل بالمضامين والمقاصد.

وقال ” بدأنا هنا قبل ثلاث سنوات برعاية من سمو الشيخ عبد الله بن زايد نفكر بالوضع العالمي وقمنا بمبادرات وتحركات ومحاولات لإنشاء تجانس وسلام وتيار سلام ..مذكرا بجهود المنتدى خلال السنوات الثلاث الماضية حيث جرى العمل على تأصيل فقه وقيم وثقافة السلام في المنتدى الأول لأن فقه السلام يستبعد فقه الخصام..وثقافة السلام تستبعد ثقافة الحروب والصراع.

واضاف ” اننا حاولنا تقديم المضادات الفكرية لمعالجة هذه الأفكار باعتبارها تمثل أمراضا.. وأقول لبعض القيادات السياسية العسكرية أنتم تعالجون أعراضا ونحن نعالج أمراضا وكل الحروب تنشأ في القلوب ولا بد من بناء حصون السلام في القلوب فالأمراض بدأت في القلوب وبدأت من النظريات و المفاهيم المغلوطة”.

من جانبه قال معالي محمد عبدالكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي إن العالم شهد في السنوات الماضية أحداثا وتغيرات مؤلمة أفرزت مشاهد وتطورات في المواقف والعلاقات بين الدول وشكلت الأعوام الخمسة الماضية ذروة هذه الأحداث عربيا وإسلاميا إذ تضاعفت وتيرة الآلام والمعاناة نتيجة الظروف التي مرت بها بعض الدول العربية.. مثمنا عاليا دور منتدى تعزيز السلم باعتباره يندرج ضمن المبادرات الرائدة للعلاج والأخذ باليد.. فما يقدمه من خطوات للإصلاح والتغيير ويمثل رسالة تحتاج إليها الأمة قاطبة لإخراجها من النفق المظلم الذي دخلته نتيجة الصراعات الفكرية والعقائدية حيث فتح فضاء واسعا للعلماء والمفكرين للمساهمة في إعادة الاعتبار إلى المنهج الصحيح.

وأضاف أن الدولة الوطنية هي الصيغة الواقعية للكيانات السياسية في العصر الحاضر وهو ما أدخل العلاقات الدولية في عهد آخر تحكمه العهود والصكوك والمواثيق والعالم الإسلامي.. هو جزء من العالم الإنساني يتأثر بمؤثراته ويتفاعل مع أحداثه وتطوراته ولاي يمكن أن ينعزل عنه.

من جانبه رفع معالي الدكتور محمد مطر الكعبي أسمى آيات الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة وإلى أصحاب السمو اعضاء المجلس الاعلى حكام الإمارات وإلى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي راعي المنتدى على الرعاية الكريمة والدعم الكبير للمنتدى وإنجاح مبادراته الدولية.

وتقدم معاليه بالشكر والتقدير إلى معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس المنتدى على جهوده وسعيه الدائم إلى نشر ثقافة السلم.. منوها بالنتائج التي أثمرتها هذه الجهود محليا وعالميا من أرض زايد الخير..

أرض الإمارات التي ترحب بالمفكرين والمبدعين.

وقال ” أنتم مدعوون خلال أيام الملتقى لمناقشة موضوع الدولة الوطنية ضمن مجموعة من المحاور تتنوع بين ما يتحدث عن تجربة الدولة في التاريخ الإسلامي وعن موقع الدولة في نصوص الشريعة الإسلامية ومقاصدها وفي اجتهادات علماء المسلمين الذين تحدثوا عن مفهوم إسلامية الدولة ومفهوم الدولة الوطنية في السياق المعاصر وسيادة الدولة في سياق العولمة وأهمية ضبط هذا المفهوم في تعزيز السلم بالمجتمعات المسلمة وكذلك الحديث عن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز السلم ونشر ثقافة التسامح وتقديم صورة مثلى للمجتمع المتعدد في مكوناته الدينية والعرقية والثقافية والتي تعيش في وئام وسلام”.

من جانبه أشاد معالي الدكتور محمد مختار جمعة بالدور الحيوي الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة لخدمة الدين الإسلامي والإنسانية..

مشيرا إلى ان الجهود المباركة التي يقوم بها منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة مؤهلة للانطلاق بشكل أوسع لتعزيز السلم على مستوى العالم.

وقال ” نحن بحاجة إلى إعادة قراءة لتراثنا الفكري قراءة واعية يقوم بها أهل العلم والاختصاص لحل إشكاليات الحاضر وخاصة معضلات المواطنة وتأصيل فقه العيش الإنساني المشترك بما يتطلبه من تمكين غير المسلمين من أداء عباداتهم وحماية ممتلكاتهم فأمن المواطنين لا يحتمل التقسيم أو المماطلة “.

من ناحيته طالب معالي عمار ميرغني حسين بضرورة إظهار الصورة الحقيقية للإسلام باعتباره دين السلم والسلام والأمن والأمان والمحبة والإخاء..

مضيفا أن المواطنة والإنسانية هما القاسمان اللذان يجمعان البشر على اختلاف مشاربهم وأديانهم.

وأكد معالي أحمد ولد أهل داود أن الدولة الحديثة تقوم على عقد المواطنة وأن النظر دائما يكون إلى المقاصد والمسميات فما يتم تقييمه هو ما تحققه الدولة من إنجازات يطمح إليها المواطنون.. فيما أكد الدكتور عبداللطيف هميم إن الخلافة ليست قضية مقدسة وإنما هي شكل من أشكال الإدارة المنبق من العقد الاجتماعي قبل ظهور نظرية روسو.

وفي مستهل الجلسة الأولى التي تلت الافتتاح عرض معالي الشيخ عبدالله بن بيه ورقة تأطيرية تتضمنت المحاور الرئيسية في بحث موضوع “الدولة الوطنية في المجتمعات المسلمة” متناولا علاقة الدولة بالدين والرؤية الغربية لهذه العلاقة ومن ثم مناقشة إسلامية الدولة من خلال ثلاث قضايا تعلقت الأولى بالإحالة المتبادلة بين ما هو ديني وما هو دنيوي..

والثانية بسؤال هل الخلافة تعبدية أم مصلحية.. والثالثة في إطار شرعي للقضيتين الأوليين ولزاوية النظر الى قضية الدولة الوطنية وهو ما يتحقق بمركزية المصلحة في تدبير الشأن العام.

وقال معاليه ” نجتمع لنؤكد أهمية السلم في هذه الحقبة التي تتميز بوضع عالمي غير مسبوق يشهده العالم عموما والعالم الإسلامي خصوصا والعربي بشكل أخص فالوضع الذي كان قائما في الملتقى الأول والثاني لا ينفك يتفاقم بل اشتد أوار النزاعات واستفحلت الخصومات وصار القتل والقتال عملة وسلعة رائجة فلا تسمع إلا مذبحة هنا ومجزرة هناك وانفجارا في المشرق وآخر في الغرب تذهب ضحيته الأرواح البريئة التي لم تجن جناية ولم ترتكب جرما. وتحقق معنى النبوءة : “لا يدري القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل”.

وأضاف إن الواقع الذي نتعامل معه اليوم في العالم الإسلامي مضطرب ومتجاذب بين ماض في المجد والضد وحاضر فيه الطموح والقلق ومستقبل يلفه الغموض والتوجس ولا يلوح في أفقه رجاء ولا أمل. إلا أنه “لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون”.

وقال ” لقد رأى مجلس الأمناء بسبب الأوضاع التي شهدتها المنطقة أن يكون مؤتمر المنتدى الثالث في مواجهة مفهوم لا يقل خطورة عن سابقيه من المفاهيم التي تعاملنا معها في ملتقياتنا السابقة والتي احتجنا في ما سبق إلى مراجعتها وضبطها في ضوء المتغيرات الواقعة في الزمان والمكان والإنسان هذا المفهوم هو مفهوم الدولة والدولة الوطنية الذي نعتبره من المفاهيم المفجرة التي يجب تفكيكها وإعادة تركيبها لأن البعض يتذرع به لتحقيق غايات يضفي عليها الشرعية من خلال نصوص مجتزأة من سياقاتها ومن خلال إهمال فج لأدنى قواعد منهج الأحكام والمفاهيم التي أصل لها علماء المسلمين عبر الأزمنة المتوالية”.

وأضاف معاليه ” نحتاج اليوم إلى نظر كلي يلاحظ الواقع المستجد لتركيب الدليل مع تفاصيله وترتيب الأحكام على مقتضياتها إن صنع الأداة التي هي هنا القاعدة أو المفهوم الكلي هو أهم وسيلة لإنتاج فكر أو حكم في قضايا الواقع وفروع الشرع والقانون وتفاريع الحياة وشعابها.. ولهذا فإن بؤرة التجديد ومنبت أرومته إنما تكون في صنع هذه المفاهيم صياغة مستقلة مبتكرة أو مراجعة المفاهيم المعتمدة في المجالات المستهدفة وما يتولد عنه من الأحكام لتهذيبها وتشذيبها وعرضها من جديد على أصولها من جهة وعلى النتائج من جهة أخرى مما قد يؤدي إلى تحويرها أو تغييرها أو تطويرها أو تعديلها وتبديلها إن جل القضايا التي يتعامل معها الفقيه هي نوع من المجملات”.

وام