الفجيرة اليوم
استضاف مقهى الأيام الثقافي الذي يقام في البيت الغربي ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية في دورتها الـ15، الشاعر والإعلامي خالد الظنحاني رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، في محاضرة بعنوان “التراث والعصر، التواصل والقطيعة”، حضرها نخبة من المثقفين والإعلاميين ومحبي التراث.
وأكد الظنحاني في بداية الندوة التي أدارها الإعلامي وليد علاء الدين، أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أول من غرس بداخلنا حب التراث من خلال تعامله حتى مع المقيم والزائر للدولة، ما جعل كل من يقيم على أرض الإمارات يرتبط بطريقة حسية أو معنوية بالتراث والحفاظ عليه والعمل على نشره، وكأن، التراث، كائن حيّ ينمو ويكبر في وجداننا وعقولنا ونعلمه لأبنائنا جيلاً بعد جيل، نافياً بذلك أي قطيعة مع التراث، فهو متغلل في مشاعر الوعي واللاوعي عند الإنسان العربي عموماًوالإماراتي على وجه الخصوص.
وطوّف الظنحاني الحضور حول المهرجانات التراثية الإماراتية ودورها في تأكيد الهوية وتعزيز روح الانتماء، مؤكداً أننا في حاجة دائمة إلى مثل هذه المهرجانات التراثية التي تعود بنا إلى ماضي الآباء والأجداد، واسترجاع ذلك الماضي الجميل وتعريفه للأجيال الجديدة، لأن شباب اليوم لا يعرفون الكثير عن عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا، ومثل هذه المهرجانات تجسّد لهم ماضيهم العريق وتراثهم الأصيل.
وذكر أن المرء عندما يرى هذا الموروث يتجسّد أمامه ويشاهده بأم عينه أفضل بكثير مما يقرأ عنه، فالتراث عموماً يمنحنا شعوراً بالدفء والحنين لأيام الماضي الجميلة التي نعشقها، كما أن الفعاليات التراثية تُرسِّخ للهوية الوطنية الإماراتية وتعزز قيم الولاء والانتماء للوطن ولقيادتنا الرشيدة، وهذا ما نطمح إليه.
وقال: إن مظاهر الحياة في عصرنا الراهن قد تشعّبت ودخلت التكنولوجيا علينا من كل باب، حتى إنها سيطرت على جزء الجزء من حياتنا، الأمر الذي قلل من منسوب اهتمامنا بموروثاتنا الثقافية الوطنية، والتي نعتبرها صمام الأمان الذي يحفظ هويتنا الوطنية من الضياع أو التلاشي، خصوصاً في عصر تعولم فيه كل شيء، كون أجيال اليوم نشأت في كنف التكنولوجيا وتشرّبت ثقافة جديدة.
وأوضح أن التكنولوجيا لها تأثير على مستوىالاحتفاء بالتراث والاعتزاز به، حيث أظهرت دراسة أن المواطن العربي يقضي ثلث عمره أمام وسائل الإعلام الحديث وفي استخدام الهاتف والإنترنت، وهذا بالتالي أثَر في حياة الناس سلباً، حيث انقطع التواصل بين الإنسان وأخيه، وبين الإنسان وتراثه، وفقدت مهن وأشياء كثيرة، إلا أنه من الطبيعي أن تؤثر التكنولوجيا في المهن أو الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية، لكن ليس من المقبول أن تؤثر في حياتنا الاجتماعية وعلاقتنا الإنسانية وتراثنا الأصيل.في حين أن التكنولوجيا بكل مستحدثاتها إذا ما استخدمت بطريقة مبتكرة في تقديم التراث للأجيال الجديدة؛ فإنها ستسهم في تطويره وزيادة انتشاره.
وشدّد الظنحاني على دور الأهل في البيت، وحثهم على أن يقوموا بمسؤوليتهم في الحفاظ على التراث، فتنصل الأهل من هذه المسؤولية وميل بعضهم إلى حشو أدمغة الأطفال بمبادئ الثقافات الدخيلة، سيؤدي في نهاية المطاف إلى ضياع الهوية.
وفي ختام الندوة قدّم الظنحاني عدة توصيات للحفاظ على التراث منها، إدراج مادة التراث ضمن المناهج التعليمية لتعزيز الوعي المجتمعي، إنشاء أقسام خاصة في الجامعات الوطنية لإدارة التراث والعناية به، وابتكار تطبيقات ألعاب تراثية للأطفال في الهواتف الذكية، وإعداد وتصوير مسلسلات أو أفلام كرتونية خاصة بالتراث تستهدف فئتي الأطفال والشباب، وأن تطلق قناة تلفزيونية خاصة بالتراث وأخيراً دعم المواهب التراثية مادياً ومعنوياً.
–