الفجيرة اليوم

أكد مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم أن لجنة متابعة سلوكيات الطلاب في الوزارة تتابع عن كثب تطبيق لائحة السلوك الطلابي ‏على الطلاب اللذين ‏بدرت منهم حركات غير لائقة في الحرم المدرسي.

‏ولفت إلى أن ‏هذه الحركات والتصرفات التي ظهرت في فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي لطلاب وطالبات يقومون بأداء بعض الحركات على أنغام أغنية داخل الفصول الدراسية وأحد مراكز الروبوتات في حرم المدارس بمناطق مختلفة من الدولة‏ تسيء لعادتنا وتقاليدنا ولمجتمعنا، ‏معتبراً أن تقويم الطلبة مسؤولية مجتمعية التكاتف فيها المدارس وأولياء الأمور والمجتمعي بكافة أفراد التصدي لهذه الممارسات الدخيلة علينا.

وعلمت «البيان» بأن الوزارة تتحقق من صحة المقاطع المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفِي حال تم تأكيد صحتها سيتم الوقوف على الواقعة ومحاسبة المشاركين فيها وفِي نشرها وفقاً للائحة السلوك.

واستنكر تربويون مثل هذه التصرفات الدخيلة على مجتمع دولة الإمارات الذي يحرص دوماً على غرس القيم النبيلة في نفوس أبنائه، ويحضهم على التمسك بالعادات والتقاليد، والبعد عن مثل هذه السلوكيات السلبية التي لا تدل سوى على الاستهتار بسمعة ومكانة الطالب الذي يجب عليه التمسك بموروثنا الأخلاقي والفضائل الكريمة.

وأكدوا أن درجات السلوك التي أقرتها وزارة التربية والتعليم بالفعل عززت السلوكيات الإيجابية للطلبة، معتبرين أن هذه حالات فردية لطلبة غير مؤهلين.

متابعة

وأكد الخبير التربوي يوسف شراب، على دور المدارس في تطبيق تلك اللائحة ومحاسبة الطالب الذي تسول له نفسه بأن يستهزئ بمكان العلم، أو بأدواته، لافتاً إلى أنه من خلال متابعته لواقع الميدان التربوي وجد أن إقرار درجات السلوك كان أكبر رادع للطلبة هذا العام، وساهمت في تعديل سلوكيات سلبية قد تصدر من بعض الطلاب.

وفي السياق ذاته قال إن هناك اجتهادات ذاتية وليست إلزامية من إدارات المدارس من خلال تفعيل كاميرات المراقبة في أركان المدرسة لتلعب دور العين الحارسة، التي تحقق الأمن والسلامة للطلبة، بالإضافة ‏إلى مراعاة ضرورة انتباه الاختصاصيين لهذه الحالات قبل أن تتحول من مشكلة إلى ظاهرة من خلال التوجيه الفردي وحصة التوجيه الجامعي مع بيان انعكاس هذا السلوك السلبي على موقف المدرسة تجاه المشاركين فيه.

من جهته أكد مصطفى موسى مدير مدرسة المعرفة الخاصة، أن هناك سلوكيات فردية بين الطلبة، ولكن يتم الوقوف عليها واتخاذ الإجراءات فيها حسب لائحة السلوك الطلابي، لافتاً إلى أن انتشار مثل هذه المقاطع المصورة يسيء للطالب نفسه، وأن مثل هذه الممارسات لم تكن ظاهرة وإنما أعمال فردية يحاسب عليها الطالب.

ظواهر دخيلة

وقالت بخيتة الظاهري، اختصاصية اجتماعية في مدرسة شما بنت محمد التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم إن ما رأيته في تلك الفيديوهات ظواهر دخيلة على مجتمعنا، ويتمثل علاجها بغرس القيم والعادات والتقاليد الأصيلة لديهم، وتوجيههم توجيهاً صحيحاً مبنياً على وعي ودراسة، خصوصاً أننا في زمن التحديات والتغيرات المفاجئة، ونشهد تطوراً سريعاً في طرق التواصل التي بات الكثير من المراهقين والشباب يستخدمونها بطرق لا تعود إلا بالسلبية على أنفسهم وعلى مجتمعهم على حد سواء.

تكاتف الجهود

وأوضحت لطيفة الحوسني، مديرة مدرسة القمة للتعليم الأساسي، أن الحاجة ملحة هنا إلى تكاتف الجهود، بحيث لا يقع اللوم فقط على الجهات التعليمية في الدولة، وإنما ينبغي فعلياً توجيه هؤلاء الطلبة والطالبات من أولياء أمورهم بالتحلي بالأخلاق وعدم الطيش واحترام معلميهم ومعلماتهم، ومن الضروري أن يكون لهم قدوة في الحياة. كما يأتي الدور في المدرسة بتوجيههم، وتفهم مواهبهم واستيعاب الإيجابي منها والسعي لتطويره.

وأكد عمر محمد الكعبي، خبير تنمية بشرية ومدرب معتمد في مجال تطوير الذات على أهمية الأخلاق وحسن السلوك، فالأمم العظيمة لا تبنى إلا بالأخلاق، إضافة إلى التسلح بالعلم، وهي أمور أوصى بها الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الاتحاد ودعا إلى التسلح بها، بحيث تكون منعكسة على سلوكنا في الحياة. مُنوهاً في الوقت ذاته إلى أهم القيم الأخلاقية التي تتمثل في الانتماء للوطن والاعتزاز بالهوية الوطنية والحفاظ على التراث الإماراتي حياً في الوجدان، فما أحوجنا إلى جيل واعٍ  متكامل، ومحصن بالقيم والأصالة.

كما قال علي كمال البلوشي، طالب جامعي ومتطوع في جهات ومؤسسات مجتمعية: ربط حب الوطن بالإيمان والعقيدة يدعم الوطنية ويزيد من غرس حب الولاء والانتماء للوطن. لذا فنحن نحتاج فعلاً إلى تفعيل مبادرة التربية الأخلاقية والتي من شأنها أن تُعرف الطلبة والطالبات على القيم الأخلاقية الراقية، وستهتم بلا شك بمعالجة السلوكيات السلبية التي تقي الفئة الطلابية من جرائم الأخلاق.

وكانت الوزارة عمدت إلى تحديد درجات سلوك إلى لائحة المسؤولية الاجتماعية، وتهدف لتعديل سلوك المتعلمين وضبطه داخل المجتمع المدرسي.

ضوابط

شملت اللائحة ضوابط ومعايير وإجراءات يجب اتخاذها للتعامل مع سلوكيات المتعلمين، بما يضمن التزامهم بالقيم والنظم المدرسية، إضافة إلى تهيئة البيئة التربوية والتعليمية المناسبة للمتعلمين، والعاملين في المدرسة لممارسة أدوارهم، بما يحقق أهداف العملية التربوية، فضلاً عن الارتقاء بالسلوكيات الإيجابية وتعزيزها لدى المتعلمين، والحد من المشكلات السلوكية بكل الوسائل الممكنة.

 

البيان