الفجيرة اليوم
تبنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية تسيير قوافل علاجية عاجلة لمساندة الجهود الرامية لمكافحة وباء الكوليرا الذي بدأ بالتفشي في عدد من المحافظات اليمنية، في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية وفاة 242 شخصاً وإصابة أكثر من 23400 آخرين بالوباء في غضون ثلاثة أسابيع فقط، ومحذرة في ذات الوقت من أن تصل أعداد الإصابات إلى 300 ألف إصابة خلال الأشهر الستة القادمة.
وتتضمن القوافل العلاجية التي ستقدمها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية أدوية ومحاليل وسوائل وريدية، وسيتم تدشين هذه القوافل خلال الأيام القليلة القادمة من مدينة عدن باتجاه المحافظات الأخرى التي تشهد تزايدا في أعداد الحالات المشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا.
وتعد الهلال الأحمر الإماراتية إحدى المنظمات الإغاثية الرئيسية التي تقدم دعما طبياً وعلاجياً منذ بداية الحرب، وأسهمت هذه المساعدات على انتشال القطاع الصحي ومواجهة الأوبئة على رأسها حمى الضنك والكوليرا.
وبحسب مسؤولين في وزارة الصحة اليمنية أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية تقوم بتجهيز شحنات علاجية عاجلة خلال الأيام القليلة القادمة، استعدادا لتسييرها إلى المراكز الصحية والمستشفيات في عدة محافظات منكوبة من بينها محافظة أبين، وذلك في إطار جهودها الإنسانية الرامية لانتشال الوضع الصحي الكارثي جراء انتشار وباء الكوليرا.
وأكد وكيل وزارة الصحة اليمني الدكتور علي الوليدي، أن هيئة الهلال الإماراتي تقدم استجابة سريعة لدعم القطاع الصحية إيصال المساعدات العلاجات اللازمة لمواجهة وباء الكوليرا في عدة محافظات يمنية، مضيفا أن المختبر المركزي في عدن تسلم خلال الفترات السابقة أدوية ومحاليل خاصة بالكشف عن وباء الكوليرا. وأشار إلى أن الهيئة أيضا تعد أحد الداعمين لمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف إلى جانب مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وهيئة الإغاثة الكويتية والذين يسهمون في تعزيز دور وأداء القطاع الصحي والطبي الذي تعرض إلى إهمال وأضرار جسيمة جراء الحرب التي تشنها الميليشيات الانقلابية في البلد منذ أكثر من عامين.
وأكد أن هناك كميات متوافرة من الأدوية والمواد العلاجية الخاصة لمواجهة الكوليرا، مشيراً إلى أن هناك دعما متواصلا مقدما من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتية ومنظمتي الصحة العالمية واليونيسيف. وأضاف أن «الدعم السخي المقدم من الأشقاء في التحالف على رأسهم السعودية والإمارات والكويت جعل الوضع الصحي في عدن تحت السيطرة مقارنة بباقي المحافظات التي تشهد تزايدا في حالات الاشتباه بالإصابة بمرض الكوليرا، مضيفاً أن هناك غرف عمليات ومحاجر طبية خاصة تقدم الرعاية المتكاملة لحالات الإسهالات الحادة.
إلى ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس وفاة 242 شخصاً وإصابة أكثر من 23400 آخرين بالكوليرا في اليمن في غضون ثلاثة أسابيع فقط.
وأشار مكتب المنظمة في اليمن، إلى «ارتفاع غير مسبوق لحالات الكوليرا»، مؤكداً تسجيل أكثر من 23400 حالة مشتبه بها بالكوليرا و242 حالة وفاة خلال 3 أسابيع في 18 محافظة.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية باليمن نيفيو زاجاريا، للصحفيين في جنيف عبر الهاتف، إن اليمن قد يشهد ما يصل إلى 300 ألف حالة إصابة بالكوليرا خلال ستة أشهر. وأضاف «يجب أن نتوقع زيادة تتراوح بين 200 ألف و250 ألف حالة خلال الأشهر الستة القادمة بالإضافة إلى الخمسين ألف حالة التي ظهرت بالفعل».
وأوضح زاجاريا أن عاملي الإغاثة غير قادرين على بلوغ بعض مناطق البلاد وهو ما يعني أن أعداد حالات الإصابة المشتبه بها قد تكون أكثر بكثير مما تم تسجيله رسمياً، مشيراً إلى أنه لم يدفع رواتب عدد كبير من عمال الإغاثة منذ 7 شهور. وأضاف أن نقص الكهرباء يعني أن محطات ضخ المياه لا تعمل إلا بشكل متقطع وأنظمة الصرف الصحي متضررة. مشيراً إلى أن الأهالي يستخدمون مصادر مياه ملوثة.
وذكر أن وكالات الأمم المتحدة تتحضر لـ «إصدار خطة استجابة عاجلة خلال الساعات الـ 48 القادمة» تهدف إلى زيادة عدد مراكز العلاج ومراكز تعويض السوائل.
وقال إن «المرض منتشر بشكل كبير جداً وهم بحاجة إلى دعم ملموس، من ناحية إصلاح نظام الصرف الصحي ومعالجة وتعقيم مصادر المياه»، محذراً من أنه «في حال لم تبذل جهود ضخمة للحد من انتشار المرض، فسيكون الثمن الذي سندفعه في ما يخص أرواح الناس عاليا جدا». وقدمت منظمة الصحة العالمية للسلطات اليمنية 32 طناً من السوائل الوريدية و300 سرير و27 حزمة تحوي مستلزمات علاج الكوليرا، وأسست 16 نُقطة لمعالجة الجفاف عن طريق الإماهة الفموية لمعالجة حالات الجفاف الخفيفة والمتوسطة المصاحبة للإسهال.
وتحتل العاصمة صنعاء والمناطق المحيطة بها المرتبة الأولى في المدن اليمنية الأعلى ارتفاعاً بحالات الوفاة والإصابة بالوباء.
الاتحاد