الفجيرة اليوم
حذرت شرطة دبي من خطورة بعض الألعاب الإلكترونية والمواقع المشبوهة على شبكة الإنترنت، التي تستقطب أعداداً كبيرة من الأطفال والشباب من خلال توجيه دعوات لهم بشكل مباشر أو غير مباشر، لتبني أفكار وسلوكيات أحياناً تكون غير بريئة، ومن شأنها الإضرار بالأطفال ذاتهم أو بالمجتمع، ودعت الأسر وكافة فئات المجتمع للتكاتف ومنع الأطفال والشباب من الدخول لتلك المواقع أو تحميل تلك الألعاب على هواتفهم.
أكد اللواء خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي أن هذه الألعاب والمواقع الإلكترونية المشبوهة تعد ظاهرة خطيرة ومسيئة للمجتمع، وأصبحت هاجساً لكل أسرة وللأجهزة المعنية في العالم أجمع، خاصة أن مخاطرها تتجلى في تحريض الأبناء على محاكاة ارتكاب الجرائم المنظمة والتمرد، والاستهانة بالقيم المجتمعية الراسخة في الوجدان الجمعي لمجتمع الإمارات، وما فطر عليه أبناؤه من تسامح وحب الخير، وتمثل لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف في طاعة الوالدين وأولي الأمر، وبعضها يدفع بالأطفال أو الناشئة إلى ارتكاب جرائم كالانتحار أو تعاطي المخدرات أو ارتكاب جرائم أخرى كالاعتداءات على الأهل والأقارب وغيرهم.
وقال اللواء المنصوري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بحضور مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات العقيد عيد بن ثاني، والعقيد محمد أهلي نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، والعقيد سعيد العيالي مدير إدارة المطلوبين، والمقدم خالد بن مويزة من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والمقدم سالم سالمين نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، وعدد من مديري صالات الألعاب الإلكترونية، وممثلين عن الدائرة الاقتصادية بدبي أن هذه المواقع تعلم الأبناء المداخل والأساليب الاحترافية لارتكاب الجرائم كالقتل واللصوصية، وتزرع فيهم العنصرية ومشاعر الكراهية للآخر، وتزين لهم أساليب شيطانية كفكرة الإقدام على القتل والانتحار أو الانضمام لمنظمات إرهابية، أو تعلم تصنيع الأسلحة، والاحتيال، وكيفية اختراق الحسابات المصرفية وزراعة وترويج المخدرات، وتبسيط فعل ارتكاب الجريمة من خلال الأفلام والألعاب الإلكترونية الخبيثة، وأشار إلى أن تلك المواقع الإجرامية ظاهرها ألعاب وتسلية، وباطنها سموم يراد بها تطبيع الأبناء مع عالم الجريمة ونشر ثقافة العنف، وترسيخ قناعات سلبية لدى الأبناء كالتمرد وأخذ الحق باليد، وانتهاج سلوكيات غير مشروعة ومحرمة كقتل الوالدة، أو حرق الزوجة أو غيرهما من الجرائم التي أخذت تنتشر مؤخراً في بعض الدول والمجتمعات.
وأكد المنصوري أن هناك رقابة صارمة من أجهزة الشرطة في الدولة وشرطة دبي خاصة، حيال تلك المواقع المشبوهة، إضافة إلى قيام بعض الدوائر والجهات المعنية بدورها في هذا الصدد، ولكن يبقى دور الأسر في حماية ورقابة أبنائها ومنعهم من ارتياد مثل هذه المواقع، أو تحميل تلك الألعاب الخطرة على هواتفهم، وعدم تركهم بحجة التسلية، كما أن لمراكز الألعاب الإلكترونية دور هام في مراقبة مرتادي تلك الصالات، ومنع دخولهم لتلك الألعاب أو المواقع.
ودعا المنصوري الجميع بمن فيهم الأهل والمدارس وأجهزة الإعلام والجامعات وغيرها، بالتكاتف مع الأجهزة الأمنية المختلفة للتوعية من مخاطر هذه المواقع، والألعاب الإلكترونية الخبيثة، وأن يبادر الجميع بالكشف عن تلك المواقع وتسليط الضوء على مخاطرها.
جهود المكافحة
من جانبه تحدث العقيد عيد بن ثاني عن جهود شرطة دبي في مكافحة المخدرات إلكترونياً، مشيراً إلى أن الإدارة إلى جانب جهودها الوقائية لمنع انتشار المخدرات في الدولة من خلال التوعية والوقاية وتكثيف جهود الضبط للتجار والمروجين، فهي تحرص على تطبيق مفهوم الوقاية الميدانية من تلك الآفة من خلال قسم المراقبة الإلكترونية على شبكة الإنترنت، لرصد المواقع المشبوهة التي تقوم بالترويج للمخدرات المصنعة، أو تلك التي تروج لألعاب وأفلام خبيثة وحكايات كاذبة مفبركة يستغل فيها حب الأبناء للمغامرة والتميز الفردي وحب الظهور بين أقرانهم، ولهدف مباشر هو استقطاب الأبناء للانخراط والانغماس في أعمال إجرامية تتصل بتسويق وترويج المخدرات والإقبال على تعاطيها، إضافة إلى أهداف أبعد وهي الإضرار بالوطن من خلال تخريب عقول أبنائه.
وأضاف بن ثاني إنه حان الوقت وبشكل ملح لضرورة التصدي لهذه المواقع من خلال تكاتف مختلف شرائح المجتمع وبخاصة الأهل.
حجب مواقع
وأفاد العقيد عيد حارب بأن قسم مراقبة المواقع الإلكترونية بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، يقوم برصد وتعقب مختلف الأساليب الإجرامية والخبيثة التي تستجد في عالم المخدرات، حيث قام من خلال دوريات تجوب الإنترنت بحظر 160 موقعاً منذ تأسيس القسم، منها 38 موقعاً تم إغلاقها في عام 2016 فقط، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة.
4279 دورية
وفي ذات السياق ذكر العقيد محمد أهلي أن هناك نحو 4279 دورية إلكترونية قامت بها الدوريات الإلكترونية بإدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري منها 1112 دورية في شهر إبريل فقط، وذلك لرصد أية مواقع مشبوهة في كافة المجالات.
الخليج