الفجيرة اليوم

تبدأ وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم تطبيق منهاج التربية الأخلاقية، مطلع العام الدراسي المقبل 2017-2018، في جميع مدارس الدولة الحكومية والخاصة؛ إذ جاءت المبادرة استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتعكس إيمان قيادة الدولة الرشيدة بأهمية القيم الفاضلة في بناء الأمم ونهضتها والارتقاء بالشعوب، وتهدف إلى غرس قيم الاحترام والتسامح والمشاركة المجتمعية في مدارس الدولة.
واتخذت وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم والقطاعات التعليمية المختلفة كافة الترتيبات والاستعدادات اللازمة للبدء في تدريس المادة الجديدة بعد أن تم تطبيقها بشكل تجريبي على عدد من المدارس خلال الفصل الدراسي الثاني، إلى جانب عقد دورات تدريبية مكثفة للمدرسين والمدرسات الذين سيتولون تدريس هذه المادة، وستعقد دورات مماثلة الشهر المقبل.
ويرتكز منهاج التربية الأخلاقية إلى 4 عناصر: الشخصية والأخلاق، والفرد والمجتمع، والدراسات المدنية، والدراسات الثقافية، الأولى يتم خلالها العمل على تطوير الطالب كفرد وتضم الحلقة الدراسية الأولى وحدات الإنصاف والمودة والاهتمام والأمانة والتسامح واحترام الاختلافات والصمود والمثابرة والمساواة والتقدير ومراعاة مشاعر الآخرين والتعاون والرحمة والسلام والمسؤولية والتعاطف المعرفي والوجداني والشخصية الأخلاقية، فيما تضم الحلقة الثانية المساواة والعدالة والإنصاف والاحترام والتسامح في مجتمع متنوع والمسؤوليات الأخلاقية والواجبات والالتزامات، ويتم في الثالثة تدريس وحدات الأخلاق والاقتصاد العالمي ودراسات في السلام والصراع.
أما الركيزة الثانية «الفرد والمجتمع» يتم خلالها العمل على الفرد ضمن مجموعات اجتماعية مختلفة، ويتم في الحلقة الدراسية الأولى تدريس وحدات أنا وعائلتي والصداقة والهوية الذاتية، وفي الحلقة الدراسية الثانية يتم تدريس الصحة البدنية، والنظام الغذائي.
ويتم خلال الركيزة الثالثة «الدراسات المدنية»، التركيز على المعرفة عن حياة الإمارات، ويتم في الحلقة الدراسية الأولى تدريس وحدات استقرار العائلات والأقارب في الإمارات، وفي الحلقة الدراسية الثانية يتم تدريس كيف نشأت دولة الإمارات في مجتمع متنوع وشامل للجميع حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، وفي الحلقة الثالثة يتم تدريس التحلي بصفات الشخص الراشد «جزء أول وجزء ثان».
وتتناول الركيزة الرابعة الإمارات والثقافة العالمية، ويتم في الحلقة الدراسية الأولى تدريس وحدات اكتشاف تراث الإمارات من خلال رواية القصص، والتراث المعنوي، وفي الحلقة الدراسية الثانية يتم تدريس وحدات ما هي الرموز التي يجب أن نحافظ عليها وكيف لنا أن نقوم بذلك، وفي الحلقة الدراسية الثالثة يتم تدريس وحدات العلاقات القائمة بين الثقافات المختلفة، والثقافات العالمية.
وأكد مجلس أبوظبي للتعليم أن مادة التربية الأخلاقية من شأنها أن تسهم في ترسيخ قيم التسامح والتعايش والاحترام وتعزز من السلوكيات الإيجابية لدى الطلبة، مشيراً إلى أن جميع المعلمين المخولين بتدريس مادة التربية الأخلاقية وهم من معلمي المواد الاجتماعية قد خضع معظمهم لدورات تدريبية وورش عمل متخصصة ليكونوا مؤهلين بالشكل الأمثل من أجل تدريس هذه المادة، في العام الدراسي المقبل، كما ألزم المجلس كافة المدارس الحكومية للحلقتين الأولى والثانية بالانخراط في الدورات التدريبية للبرنامج الذي تنفذه لجنة التربية الأخلاقية المكونة من ممثلين من ديوان ولي عهد أبوظبي ووزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وذلك خلال الفترة من 4 – 11 سبتمبر/‏‏ أيلول المقبل؛ حيث يتطلب ترشيح اثنين من كل مدرسة من أعضاء الهيئات التدريسية على مستوى مدارس الدولة، وتقام الدورات في مواقع مختلفة بالدولة خلال هذه الفترة.وتفاعل الميدان التربوي والمجتمع بإيجابية كبيرة، منذ إطلاق مبادرة «التربية الأخلاقية» في العام الدراسي الماضي 2016-2017 كونها تمثل ركيزة أساسية في بناء المنظومة التربوية والتعليمية.
وأكد المجلس، أنه في ظل التحديات والمتغيرات التي يواجهها مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، نتيجة أن القيم الأخلاقية لدى النشء أضحت مهددة ومهمشة، في ظل تعدد الجنسيات والانفتاح الواسع على الآخر، والانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، التي لا تعترف بالضوابط، الأمر الذي يحتم علينا كمسؤولين وأولياء أمور أن نقف وقفة واعية لنعيد الاعتبار لهذه القيم الأخلاقية عبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات، سواء في المدارس أو على مستوى المجتمع ككل.
وأشارت الدكتورة كريمة المزروعي المدير التنفيذي لقطاع التعليم المدرسي والسياسات بالإنابة في مجلس أبوظبي للتعليم، إلى الجهود المبذولة من قبل اللجان المختصة والمتمثلة في إعداد المعلمين وتدريبهم؛ حيث ضمت هذه اللجان خبراء متميزين ساهموا في وضع المحتوى المعرفي والمقررات التي تم تدريسها خلال الفترة التجريبية لتدريس المادة في مدارس معينة على مستوى الدولة خلال العام الدراسي الماضي 2016-2017 بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم وغيرها من الجهات ذات العلاقة، مما جعل هذه المادة نتاج تضافر جهود مجتمعية كبيرة.
وأكدت المزروعي أن المادة ستقلل من ممارسة السلوكيات السلبية للطلبة؛ وذلك بتضافر جهود الأسرة ووسائل الإعلام؛ حيث إن المدرسة وحدها لا تكفي لتقليل تلك المشكلات، لافتة إلى أننا لمسنا خلال الفترة القليلة الماضية من تطبيق المادة تجريبياً في عدد من مدارسنا اختفاء بعض السلوكيات مثل: ظاهرة الغياب والتطاول على المعلمين، مؤكدة على ضرورة التركيز على حصص الأنشطة الرياضية والفنية في المدارس بشكل كبير ليتمكن الطلبة وخاصة في المرحلتين التعليميتين الثانية والثالثة من تفريغ طاقاتهم والتنفيس عن أنفسهم.
وقال الدكتور جمال شحود معلم اللغة العربية، إن مهمتنا كمعلمين أن نحافظ على الأبناء ونغرس فيهم القيم والأخلاق الإيجابية من خلال هذه المادة لتحصينهم من الانحراف، والاختراقات الفكرية، فهناك أفكار تخترق عقول شبابنا في غفلة من الأهل، إضافة إلى ضرورة توجيه وإرشاد الأسرة بأهمية احتواء الأبناء.

 

تحقيق التقدم التنموي للطلاب

تمر عملية تعليم مادة التربية الأخلاقية ب4 مراحل وتستند إلى تحقيق التقدم التنموي للطلاب انطلاقاً من المجال الإدراكي إلى المجال السلوكي إلى المجال الوجداني، وأسلوب التعليم والذي يتمحور حول الطالب والوسائل التعليمية والتي تعتمد على الموارد الأكاديمية ورواية القصص والآداب والتراث والفولكلور الإماراتي، والمهارات التي يتم تدريسها على بعضها البعض.

 

الخليج