الفجيرة اليوم

كشفت شركة «إنتل»، أكبر مصنّع للشرائح الإلكترونية الدقيقة في العالم، عن شريحة «ماي ريد إكس» الدقيقة الحجم، التي تُستخدم مع الأجهزة اليدوية والصغيرة، مثل الكاميرات والهواتف المحمولة والطائرات بدون طيار «درونز»، فضلاً عن الحاسبات الشخصية المحمولة واليدوية، موضحة أنه للمرة الأولى تم تزويد الشريحة الجديدة بمحرك لمعالجة البيانات، مصمّم بطريقة «الحوسبة العصبية» التي تستلهم الطريقة التي تعمل بها خلايا المخ البشري، لتوفر مستوى من الذكاء الاصطناعي، والقدرة على التعلم العميق الفوري، تجعل الأجهزة قادرة على «الرؤية» و«الفهم»، ومن ثم تستطيع «إدراك» ما يدور في السياق والبيئة المحيطة بها.

ونشرت غرفة الأخبار في موقع «إنتل» الرسمي newsroom.intel.com بيانات وتقارير عدة حول هذا التطور، وملخصاً لما تم تقديمه في المؤتمر الصحافي الذي نظمته الشركة، أخيراً، للإعلان عن شريحة «ماي ريد إكس» الجديدة.

منتجات جديدة

وقالت نائب الرئيس والمدير العام لمجموعة «موفيديوس» (مجموعة إنتل للتقنيات الجديدة)، ريمي الكوازاني: «اليوم المستقبل هنا، مع الكشف عن (ماي ريد إكس) أول وحدة معالجة للرؤية (في بي يو) يتم طرحها مع محرك متخصص للحوسبة العصبية، ينقل قدرات الذكاء الاصطناعي إلى الحواف والأطراف، ويجعلها متاحة لحظياً على الأجهزة الصغيرة، وليس قلب الشبكات، كما هو معتاد، ويفعل ذلك من خلال حزمة واحدة، تحقق قدراً مدهشاً من تخفيض الطاقة المستهلكة، وأداءً عالياً للغاية»، وأضافت الكوازاني أنه «مع (ماي ريد إكس) سنرى خلال السنوات المقبلة طيفاً واسعاً وضخماً من المنتجات الجديدة تنتشر وتصنع المزيد من التشغيل الذاتي، من خلال تضمين قدرات الذكاء في الوقت الحقيقي داخل الأجهزة والأدوات المختلفة، من الـ(درونز) إلى الكاميرات الذكية إلى الواقع المعزز، وغيرها الكثير، لمنحها القدرة على الرؤية والفهم والتفاعل، مع التعلم من البيئات سريعة التغيّر من حولها».

مواصفات خارقة

ووفقاً لما أوردته غرفة أخبار موقع «إنتل»، فإن شريحة «ماي ريد إكس» هي شريحة دقيقة بمواصفات خارقة، قابلة للإضافة والعمل على الأجهزة اليدوية والطرفية والصغيرة، وشاركت في تصميمها وإنتاجها مجموعات متنوعة الخبرات وعالية الاحترافية داخل «إنتل»، من بينها مجموعة الذكاء الاصطناعي للمنتجات، ومجموعة إنترنت الأشياء، ومعامل «إنتل»، إلى جانب فرق تقنيات «الشعور الحقيقي».

وأوضحت «إنتل» أن «ماي ريد إكس» تعد أول نظام على شريحة في العالم يتم تسويقه متضمناً محركاً مخصصاً للحوسبة العصبية، لتسريع تفاعلات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق على الأجهزة الطرفية، مشيرة إلى أن هذا المحرك مصمم لتشغيل الشبكات العصبية العميقة بسرعات عالية واستهلاك منخفض من الطاقة مع دقة عالية.

تريليون عملية

وأضافت «إنتل» أن شريحتها الجديدة مزودة بـ16 معالجاً من نمط 128 بت فيكتور، المهيأة خصيصاً للقيام بأعباء الرؤية بالحاسب، ويمكن ربطها مباشرة بثماني كاميرات عالية التحديد يمكنها التصوير بنمط «آر جي بي» مباشرة، وتعمل بمعيار «إم آي بي آي»، لدعم ما يصل إلى 700 مليون بيكسل في الثانية أثناء معالجة إشارات الصور، كما يوجد في الشريحة مسرعات رؤية معززة تستخدم أكثر من 20 مسرعاً، لإنجاز المهام بسرعة التدفق البصري، من دون أي أعباء حوسبة إضافية، فضلاً عن ذاكرة متجانسة سعة 2.5 ميغابايت على الشريحة نفسها، مثبتة مركزياً على بنية هيكلية للذاكرة توفر نطاقاً أو سعة نقل واتصال تستوعب وتنقل ما يصل الى 450 غيغابايت في الثانية من البيانات، وفي الوقت نفسه تقلل زمن الاستجابة للأوامر والطلبات، وتخفض استهلاك الطاقة من خلال تقليل النقل عبر الشريحة، وبينت الشركة أن تلك المواصفات تجعل «ماي ريد إكس» قادرة على معالجة ما يصل إلى تريليون عملية حسابية في الثانية، يمكن أن ترتفع لتصل الى أربعة تريليونات عملية، وذلك من حيث الأداء الكلي، وذكرت «إنتل» أنها بتقديم الشريحة الجديدة تكون عملت على إزالة قيود الوقت والطاقة القائمة في الاتصالات مع منصات الحوسبة السحابية، وتمكين التعلم العميق وتفعيله على مستوى الجهاز الطرفي الصغير، لافتة إلى أن هذه هي نقطة القوة في شريحة «ماي ريد إكس» ووحدة معالجة الرؤية بها، التي تُعد منصة مصممة خصيصاً لمواجهة تحديات الأجهزة ذاتية التشغيل.

خطوة سابقة

يذكر أن «إنتل»، أعلنت بالشراكة مع شركة «مايكروسوفت»، الشهر الماضي، عن تقديم شريحة «ستراتيكس 10 إف بي جي» التي تمضي في الاتجاه نفسه، كونها متخصصة في دعم وتسريع أداء نظم التعرف إلى الأصوات وإلى الوجوه بطيف واسع من الأجهزة والمعدات، تتنوع من الهواتف الذكية إلى القيادة الذاتية، لكنها تعمل على المنصات والأجهزة الخادمة العملاقة داخل البنية التحتية للحوسبة السحابية، لتوفير نظام يتيح قدرات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق في الوقت الحقيقي.

واستخدمت «مايكروسوفت» هذه الشريحة في تشغيل ورفع كفاءة أداء منصة التعلم العميق الموجودة في خدمة الحوسبة السحابية الضخمة لـ«مايكروسوفت»، في إطار مشروع يحمل الاسم الكودي «موجات العقل».

 

الإمارات اليوم