الفجيرة اليوم

نددت دولة الإمارات أمس الأربعاء 20 سبتمبر 2017، بالوضع الإنساني المتدهور للاجئي الروهينجا وشجبت استخدام سلطات ميانمار القوة ضدهم، مطالبة في كلمة أمام الدورة السادسة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان المجتمع الدولي بتحرك جماعي لوضع حد لمأساة مسلمي الروهينجا.
وتوجه سعيد أحمد الجروان سكرتير ثالث ببعثة الإمارات في جنيف بمستهل كلمة الدولة في إطار الحوار التفاعلي مع البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في ميانمار بالشكر لأعضاء البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق على تحدثهم الشفوي، حاثا إياهم على مواصلة مهمتهم لإطلاع العالم على ما يجري للأقلية المسلمة الروهينجا في ميانمار ولتمكين المجتمع الدولي من إدراك مدى وحجم الكارثة الإنسانية حتى تعمل على وضع حدّ لها من خلال التحرك الجماعي.
وأكدت الكلمة على تنديد دولة الإمارات بالوضع الإنساني المتدهور للاجئي الروهينجا وشجبها بشدة استخدام السلطات في ميانمار القوة والعنف وغيرها من الجرائم ضد الروهينجا بما في ذلك إرغام عشرات الآلاف منهم على الفرار والتشريد حيث انه حسب تقارير وكالات الأمم المتحدة قد يصل أعداد اللاجئين اليوم إلى حوالي 400 ألف لاجئ، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة الأخرى من الذين فقدوا حياتهم أثناء محاولة الهروب في حين لا تزال أعداد كبيرة أخرى تُقدّر بالآلاف تنتظر عبور الحدود فرارا من الاضطهاد والتطهير العرقي المتربص بهم في ميانمار في الوقت الذي تشير فيه التقديرات إلى وصول عدد اللاجئين الروهينجا المقيمين بالفعل في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش إلى أكثر من 500 ألف لاجئ وهو رقم مرشح للارتفاع إذا لم يتم إيقاف هذا النزيف.
ونوهت الكلمة بأنه انطلاقا من موقف الإمارات الثابت وتحركها الميداني في مثل هذه الحالات المأسوية وبتوجيه من أعلى السلطات في الدولة قامت الهيئات الخيرية في الدولة وعلى رأسها المدينة العالمية الإنسانية بدبي والهلال الأحمر الإماراتي بتوفير المأوى لنحو 8500 لاجئ ضمن حوالي 1700 أسرة إضافة إلى ما تمّ تقديمه في شحن أول شمل مئة طن متري من مواد الإغاثة لدعم احتياجات نحو 175 ألف لاجئ.
وتأتي جهود دولة الإمارات استجابة للمناشدة الإنسانية التي أطلقتها مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين لتخفيف معاناة لاجئي الروهينجا في بنغلاديش، وتصل القيمة الإجمالية للمساعدات المقدمة من قبل دولة الإمارات إلى حوالي 2.7 مليون درهم وتتضمن بصورة أساسية مخيمات إيواء دعما لجهود المفوضية في مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة لاسيما في عدد من مخيمات اللاجئين في بنغلاديش.
وشددت الكلمة على أن دولة الإمارات تعتبر استمرار مأساة الروهينجا والمعاناة التي يعيشونها أمرا غير مقبول على الإطلاق وأن ما يجري في ميانمار مسألة أخلاقية تترتب عليها مسؤولية جماعية ينبغي للمجتمع الدولي أن يتحملها من خلال تفعيل أجهزة الأمم المتحدة ومختلف آلياتها في أسرع وقت بدءًا بوضع حد للأزمة الإنسانية المتفاقمة والتصدي المبكر لتداعياتها الخطيرة وفي ذات الوقت التحرك الفوري للوصول إلى الحل السياسي المناسب لحماية الروهينجا من أعمال العنف والتشريد والعقاب الجماعي الذي يتعرضون له.
جدير بالذكر أن الدورة السادسة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان المقامة حاليا في جنيف تستمر حتى 29 سبتمبر الجاري.

 

الخليج