الفجيرة اليوم – فريال الرشيد 

تتجسد في إمارة الفجيرة تراثيات الماضي بنكهة الحاضر، وتحكي قلاعها، حصونها، متاحفها ومقتنياتها التراثية، قصص عراقة الأجداد منذ زمنٍ بعيد، وحرصت هيئة الفجيرة للسياحة والآثار على تزويد الإمارة بمختلف الأثريات والمقتنيات ذات الطابع التراثي العريق، الذي يتميز بالبساطة والرقي، ليكشف عن حفريات أثرية كانت وما زالت تروي حقبة من الزمن القديم، وتشكل عامل جذبٍ أساسي للسياح من مختلف إمارات الدولة و من شتى دول العالم.

فقد استقبلت الهيئة في 12 من أكتوبر الجاري، وفداً إعلامياً صينياً، في زيارة إلى الدولة للتعرف على أبرز المعالم السياحية فيها.

وفي زيارة الوفد لإمارة الفجيرة، تعرّف على ما تمتلكه من معالم أثرية تشكل الواجهة السياحية للإمارة، بهدف الترويج للسياحة والتراث الإماراتي للإعلام الصني، حيث زار الوفد قلعة الفجيرة، مسجد البدية، قرية التراث ومتحف الفجيرة، متطلعين على بعض المقتنيات والصور و المهن والحرف اليدوية التقليدية المنبثقة من عمق التراث الأصيل.  

معالم أثرية ذات طابع قديم بحداثة الحاضر، تستوحي جمالياتها من حكاوي الأجداد التي تتجسد في تصميم بنائها وملمس جدرانها لتعود بنا إلى قديم الزمان وسالف العصر، تزينت وأحيطت بها معالم حضرية مشكلة صرحاً تراثياً حضرياً جاذباً، ليشهد ازدحاماً في موسم الصيف وفي مختلف المواسم،.

وتتميز تراثيات إمارة الفجيرة بموقعها الاستراتيجي، لتجد فيها المعالم الأثرية، تحيط بها الجبال، تعلوها السحب الزرقاء والشجر الأخضر والمياه الجارية والجبال والصخور، والتي ومع تغير الزمن بين الشروق والغروب واختلاف الفصول، تشكل القلاع والمساجد والحصون الأثرية لوحة فسيفسائية مكتملة العناصر، لتقدم للسائح والزائر معالمها في صورة مختلفة تتميز بها إمارة الفجيرة عن الإمارات الأخرى.

الطابع التراثي والتقليدي والموقع الاستراتيجي لإمارة الفجيرة باعتبارها الإمارة الوحيدة التي تقع على خليج عمان وعلى حدود سلطنة عمان، وقربها من المحيط الهندي، إضافة إلى أنها محاطة بسلاسل جبلية وغنية بالثروة الزراعية والمواقع الأثرية والتراثية، والتي لاقت اهتماماً بالغاً من قبل حكومتها وقيادتها الرشيدة، التي لم تبخل بإثراء الإمارة بالمعالم الأثرية، إلى جانب الاهتمام بترميمها بين الحين والآخر، كل ذلك جعل من إمارة الفجيرة محط أنظار واهتمام وعامل جذب سياحي يستقطب الزوار من مختلف بقاع الأرض على مدار العام، للتعرف على ماضيها وماتحتويه من مقتنيات تعود للزمن البعيد، والتي شكلت معلماً بارزاً أثبت وجوده وانتمائه لإمارة تميزت باحتوائها على هذه الجذور التي تؤصل من نشأتها وعراقة أجدادها، وماترمز إليه من تاريخ وفر فرصة للجميع لتصفح معالمه زمناً تلو الآخر.

توجيهات من الحكومة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، كان نتاجها، توفير الدعم الكامل للاهتمام بالمعالم الأثرية في الإمارة والحفاظ عليها، كونها الواجهة السياحية الأساسية والجاذبة في إمارة الفجيرة، حتى أضحت معالم متفرّدة، وخلال السنوات القليلة الماضية تم افتتاح مايقارب 8 مواقع سياحية تضمنت مبانٍ وصروح تاريخية تشكل معالماً تاريخية تدل على حضارة الإمارة وعمقها التاريخي، من أهمها قلعة الفجيرة التي تعد أهم وأكبر قلعة بإمارة الفجيرة، تقع على تل صخري صغير وتتميز باحتوائها على تصميمات هندسية فريدة، وممرات داخلية صعوداً إلى مجال واسع على جوانبه ممرات أخرى كمتاهة وكرحلة تنقيب واستكشاف تأخذك إلى الماضي العريق، ومتحف الفجيرة الذي يحمل بين طياته ثروة تراثية تاريخية للإمارة، وقلعة البثنة الحصن الحصين لها ومعلمها البارز الذي يستقطب السياح ومختلف الزوار للتمتع بجماليتها والتقاط بعض الصور التذكارية ورسم بعض الملامح لها في لوحة مكتملة.

تلك المعالم الأثرية وغيرها الكثير أصبح مقصداً للسياح والزوار، باعتباره العنصر السياحي الجاذب للإمارة، الذي يحكي قصص أجدادها وتفرُّد بنائها وأصالة ماضيها.