الفجيرة اليوم – زار وفد المجلس الوطني الاتحادي برئاسة معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسة المجلس قصر الحصن في أبوظبي الذي شهد أولى جلسات المجلس منذ الجلسة الأولى من دور انعقاده العادي الأول التي عقدها بتاريخ 12 فبراير 1972م حتى الفصل التشريعي السابع عام 1988م وذلك تجسيدا لنهج الشورى الذي عرفه أبناء الإمارات كممارسة أصيلة للعلاقة بين الحاكم والمواطنين وليواصل قصر الحصن الذي أنشئ عام 1760م دوره كمصدر إشعاع ثقافي وحضاري وتاريخي يوثق لمسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.

وجاءت زيارة وفد المجلس إلى قصر الحصن بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين لتأسيس المجلس التي تصادف في 12 فبراير 2019″ للاطلاع على تطور مسيرة الحياة البرلمانية في الدولة والتي حظيت بكل الدعم والتوجيه والرعاية من قبل مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي كان يحرص على افتتاح أدوار انعقاد المجلس ويلتقي مع أعضاء المجلس بما يحقق التقدم والازدهار لدولة الإمارات خاصة وأن المجلس واكب مسيرة البناء والتطور والتقدم منذ انطلاق تجربة الاتحاد.

ويواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ” حفظه الله” هذا النهج حيث شهدت مسيرة الحياة البرلمانية في عهده محطات مهمة ساهمت في تمكين المجلس الوطني الاتحادي من ممارسة اختصاصاته الدستورية في مناقشة مختلف القضايا التي لها علاقة بالوطن والمواطنين وتعزيز نهج الشورى ومشاركة المواطنين في صنع القرار وذلك تنفيذا لبرنامج التمكين الذي أعلنه سموه عام 2005م الذي يستهدف لمواطن في شتى مواقع العمل لتمكينه من القيام بدوره على أفضل وجه في خدمة مسيرة التنمية المتوازنة الشاملة.

وعقد المجلس الوطني الاتحادي ما يقارب من “228” جلسة على مدى فصوله التشريعية السبعة الأولى في مقر “المجلس الاستشاري الوطني” أحد المكونات التاريخية الزاخرة في قصر الحصن ليواصل ممارسة اختصاصاته الدستورية التشريعية والرقابية والسياسية قبل أن ينتقل إلى مقره الحالي عام 1989م حيث شهدت هذه الفترة مناقشة.

ويعد القصر من أهم المعالم في الإمارة حيث سكنه آل نهيان الحاكمة منذ القرن الثامن عشر وكان للقصر دورا مهما في غرس الثقة في قلوب السكان وإعطاء صورة قوية عن الإمارة كونه استخدم قديما كمجلس لحل النزاعات داخل المجتمع كما كان مقر جامع للشعب خلال صلاة العيد كذلك أقيمت فيه الكثير من الاحتفالات والأنشطة المختلفة.

وتأتي زيارة معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي لمنطقة قصر الحصن التاريخية في إطار تفعيل المبادرات التي تضمنتها الخطة الاستراتيجية البرلمانية للمجلس للأعوام 2016-2021م والتي من ضمنها تفعيل الشراكة المجتمعية والزيارات الميدانية التي تعد من أهم الركائز الأساسية في عمل المجلس لأهميتها في تمكين المجلس من مناقشة مختلف القضايا التي علاقة مباشرة بتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وذلك بالتكامل والشراكة مع الحكومة في إطار تحقيق رؤية الإمارات 2021م.

وأعربت معالي الدكتورة امل القبيسي وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي عن سعادتهم وفخرهم بهذا الصرح الوطني الذي يجسد أحد المعالم التاريخية لمجتمع الامارات العريق وتراثه الغني حيث نستلهم منه قيم الأجداد المؤسسين ونستحضر قصصهم الملهمة وننقل إرثهم وثقافتهم وقيمهم وحضارتهم للأجيال القادمة … واشاروا الي ان “قصر الحصن” من موقعه وسط مدينة أبو ظبي يمثل اللبنة الأساسية للكتلة الحضرية التي توسعت منها المدينة بوتيرة متسارعة لتتحول من منطقة استقرار اعتمدت على صيد الأسماك واللؤلؤ إلى إحدى أروع المدن العالمية الحديثة.

وقامت رئيسة وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي بجولة في منطقة الحصن وتعرفوا على المحطات التي مرت بها أبو ظبي عبر التاريخ كما زاروا معرض “الفنانون والمجمع الثقافي: البدايات” الذي يعرض بين أركانه مجموعة من الأعمال المتميزة لفنانين إماراتيين إضافة إلى “بيت الحرفيين” الذي يسلط الضوء على الحرف اليدوية التقليدية في الدولة. كما شاهد وفد المجلس المقتنيات القيمة والتاريخية التي تؤكد ملامح الثقافة الإماراتية الأصيلة إضافة إلى عدد من المقتنيات الشخصية في غرفة الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان بجانب بعض المقتنيات في غرفة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وقالت معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي إن الذاكرة الوطنية تحتزن الكثير من المعاني العظيمة والفخر بمسيرة ونهج ومبادئ وقيم قائد مرحلة التأسيس والبناء حيث خط المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” دروب المجد لوطن هو الأغلى والأجمل ليكون موقعه بين أرقى الدول حيث اختص الله سبحانه وتعالى أرضنا الطيبة بقائد استثنائي تمكن من صناعة التاريخ وحفر اسمه في أنصع صفحاته ليؤسس ويقود ملحمة وطنية باتت موضع فخر لنا جميعا بفضل حكمته ورؤيته واستشرافه الفطري للمستقبل وها هي الإمارات اليوم على نهج زايد الخير ورعاية قيادته الرشيدة تمضي بخطى واثقة وتجسد أرفع القيم الإنسانية والإنجازات الحضارية لتحفر صورة وطن ومسيرة شعب نجح في العمل والبناء والإنتاج فأثمرت جهوده إنجازات ونجاحات متميزة تؤكدها سنويا مؤشرات التنافسية العالمية.
وام