الفجيرة اليوم- ضرب أهالي منطقة العين أروع الأمثلة في التضامن الإنساني، وقدم أبناء زايد رسالة نادراً ما نشاهدها في عالمنا المادي، حيث تجمّع الآلاف من أهالي المنطقة لتشييع جثمان سيدة مصرية لا يعلمون عنها سوى أنها توفيت ولا يوجد معها أحد سوى ابنتها التي تعمل ممرضة بأحد المستشفيات.
ومثلت صلاة الجنازة على المتوفاة مشهداً مهيباً تعكس سماحة الدين الإسلامي، ومروءة أهالي العين، الذين جمعتهم رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بوجود المتوفاة بصحبة ابنتها وحدهما، وسط دعوات بالتجمع للصلاة عليها وتشييعها إلى مثواها الأخير.
ولم يكن الأمر غريباً على أبناء زايد الذين مازالوا يبرهنون أن على هذه الأرض الطيبة يوجد أُناس يتسمون بروح المبادرة في الخير وأداء الواجب بأخلاق نبيلة وعالية.
البداية كانت رسالة بعنوان «جنازة أم ليس لها سوى ابنتها فقط»، وفي محتواها كتب أصحاب الرسالة: «توفيت الحاجة سميرة عواد رحمها الله مصرية الجنسية وليس لها في الدولة سوى ابنتها سحر التي تعمل ممرضة بمستشفى العين».
استطردت الرسالة داعية الأهالي بالتجمع: «يا أهالي العين أُختكم سحر أصبحت وحيدة وليس لها أحد ولا يمكنها أن تحمل كفن أمها ولا أن تدفنها، لذا كونوا لها أخوة وعوناً وسنداً بمصابها العظيم».
وأرفق كاتبو الرسالة موقع المسجد والمقبرة، وما هي إلا دقائق وبدأ تدفق الآلاف الذين اصطفوا وتدافعوا لحمل الجثمان في مشهد تقشعر له الأبدان داخل مسجد حمودة بن علي لتشييع جثمان السيدة سميرة عواد بعد صلاة العصر إلى مثواها الأخير.
البيان