الفجيرة اليوم – عقدت معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية الشقيقة، جلسة مباحثات رسمية في مقر المجلس بأبوظبي اليوم جرى خلالها التأكيد على أهمية التنسيق والتشاور والتخطيط المسبق لتوحيد الرؤى والمواقف حيال مختلف القضايا ذات الأولوية والاهتمام المشترك المطروحة على أجندة الفعاليات البرلمانية الدولية، واستشراف مسارات تحرك الدبلوماسية البرلمانية خلال الفترة المقبلة، يما يواكب العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين والتي تعد نموذجا فريدا لعلاقات تاريخية راسخة قوامها ثبات المواقف ووضوح الرؤى والأهداف.

وشددت معالي الدكتورة القبيسي ومعالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، على أهمية تفعيل اطر علاقات التعاون البرلمانية التي تمثل رافدا معززا للعلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين، من خلال التخطيط المسبق والاتفاق على أجندة محددة للمستقبل لا سيما تجاه القضايا الطارئة التي يتم طرحها خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية الإقليمية والدولية، وتكثيف الزيارات واللقاءات على كافة المستويات البرلمانية، في هذه المرحلة التي تحتاج إلى المزيد من التشاور والتعاون على كافة الصعد، مؤكدين أن التنسيق المتبادل إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية يؤتي ثماره الإيجابية في مختلف المحافل والملتقيات البرلمانية.

وجرى خلال جلسة المباحثات استعراض سبل تعزيز علاقات التعاون الاستراتيجية القائمة بين المجلس الوطني الاتحادي ومجلس الشورى في المملكة العربية السعودية الشقيقة، خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية القادمة على صعيد الاتحاد البرلماني العربي، ومؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد البرلماني الدولي، فضلا عن استعراض التطورات والمواقف الراهنة، لا سيما ما يتصل بالملفات ذات الاهتمام المشترك مثل مكافحة الإرهاب والتطرف والقضايا والأزمات التي تشهدها المنطقة.

وشددت معالي الدكتورة القبيسي ومعالي رئيس مجلس الشورى السعودي على أن العلاقات الاستراتيجية القائمة بين دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الشقيقة تشهد تطورا غير مسبوق على كافة الصعد، بما يعكس رؤى قيادتي البلدين وتفاهمهما التام حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يجسد علاقات الأخوة التاريخية التي تحظى بكل الدعم والرعاية من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة عبر الدور الفاعل الذي يقوم به مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، والمشروعات الاستراتيجية المشتركة المنبثقة عن استراتيجية العزم، التي تستهدف بناء نموذج استثنائي في التعاون والتكامل الاستراتيجي بين الدولتين.

حضر جلسة المباحثات سعادة محمد بن كردوس العامري، وسعادة عبيد حسن بن ركاض عضوا المجلس، وسعادة أحمد شبيب الظاهري الأمين العام للمجلس، وسعادة الدكتور جابر محمد الزعابي الأمين العام المساعد للتشريع والرقابة، وسعادة جاسم الزعابي الأمين العام المساعد للخدمات المساندة.

كما حضر الوفد المرافق لمعالي الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية، والذي ضم أعضاء المجلس: الدكتور عبد الله العتيبي والدكتورة نوره المري والأستاذ جمال الفاخري والدكتورة حنان الأحمدي، وعدد من المسؤولين بالأمانة العامة للمجلس.

وفي بداية الجلسة رحبت معالي الدكتورة أمل القبيسي بالشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ والوفد المرافق، في بلدهم الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة”، معربة عن خالص الامتنان وجزيل الشكر لهذه الزيارة متمنية لهم طيب الإقامة وعظيم الفائدة لنتائجها التي تمثل رافداً معززاً للعلاقات الاستراتيجية القائمة بين دولة الإمارات العربية والمتحدة والمملكة العربية السعودية. ونوهت الى تلك العلاقات التي يشهد تاريخها وحاضرها ومستقبلها –ان شاء الله-بتكامل رؤاها، وتلاقى أهدافها، وترابط غاياتها، وصلابة نسيجها، وقوة تلاحمها في السراء والضراء مؤكدة أن بنيان العلاقات الإمارتية السعودية ما هو الا نبت طبيعي لوحدة المصير المشترك ، فالجغرافيا والدين واللغة والقيم والتقاليد الراسخة وحدت بين شعبينا وصهرتهما في كيانين متماسكين لا يمكن لأى طارئ أو متغير أن يمسهما بسوء فهم، أو اختلاف في تقدير المصلحة العليا المشتركة بينهما، مؤكدة أن هذا ما نلتمسه جليـــــــا في رؤى وسياسات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظهما الله ورعاهما .

وقالت معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي وفى هذا المقام ليس هناك بد من تذكر السيرة العطرة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذى رسخ مع أشقائه ملوك المملكة العربية السعودية وأخص منهم بالذكر المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ويمضي على نهجه ومبادئه ووصيته في هذا الشأن قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” و صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .

وأكدت أن العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الشقيقة، بنيت على أسس التنوع في المصالح المشتركة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعسكرية مما نتج عنه لحمة عمل مشتركة بين بلدينا لا يمكن أن تنفصل عراها، أو تضعف وثاقة ترابطها وتماسكها، مضيفة أن قوة هذه العلاقات كان باعثا على تشكيل التحالف العربي لنصرة الشرعية في اليمن والذى امتزجت فيه الدماء الطاهرة لشهداء الواجب والحق في البلدين الشقيقين، مضيفة أن هذا التحالف هو رسالة انذار لكل من يحاول العبث بأمننا المشترك، أو المساس بالأمن الجماعي المشترك ليس فحسب لدولتينا وانما لمنظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية .

وأكدت أن ما شهدته علاقات البلدين من تتويج بإنشاء ” مجلس التنسيق الإماراتي السعودي اضفى الطابع المؤسسي على هذه العلاقات بالإضافة إلى كونه نافذة تفاعل مباشرة للتعامل مع القضايا الملحة وفق قواعد مدروسة، وأسس استراتيجية مما سيكون له بالغ الأثر وعظيم النتائج في بلوغ طموحات قيادتينا وشعبينا في تشييد صرح صلب قادر على مواجهة الأنواء مهما اشتدت عواصفها، والمخاطر مهما عظمت، والتحديات مهما بلغت.

وقالت معالي الدكتورة القبيسي نتطلع للوصول من محادثاتنا اليوم لرؤية برلمانية تتوافق مع رؤى قياداتنا وتكون جزءا من العمل والحوار الممتد بين الأشقاء على المستويات كافة لما فيه مصلحة شعوبنا، وبما يعزز جهود التعاون بين بلدينا، ونؤكد على أهمية استمرار التشاور والتنسيق على المستوى البرلماني سعياً لأن تواكب الدبلوماسية البرلمانية العلاقات الرسمية والشعبية المتطورة بين بلدينا، وبما يسهم في الحفاظ على مرتكزات الأمن القومي لوطنينا، باعتباره كل لا يتجزأ، متطلعين للقائنا المرتقب فعلى ارض المملكة العربية السعودية الغالية لتوقيع اتفاقية الاخوة البرلمانية الأولى من نوعها في المجلس الوطني الاتحادي ومجلس الشورى السعودي.

بدوره أعرب معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية الشقيقة، باسمه وأعضاء المجلس عن جزيل الشكر والتقدير لمعالي الدكتورة القبيسي على هذه الدعوة الكريمة لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، في هذه الفترة التي تتميز بأعلى درجات التنسيق والتشاور والتكامل بين البلدين، مشيدا بالعلاقات الأخوية الراسخة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة التي توطدت عبر عقود من الزمن ، وتوجت برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، مما أكسبها تجذراً وعمقاً تجسد في اتفاق مواقف البلدين الشقيقين إزاء العديد من قضايا المنطقة .

وقال إن هذه الزيارة والنتائج التي ستتمخض عنها تعد إضافة إلى العلاقات التاريخية بين البلدين على مستوى القيادات والشعبين والمجلسين، مشيدا بدور المجلس الوطني الاتحادي على صعيد ممارسة الدبلوماسية البرلمانية الناجحة، مضيفا أن الدبلوماسية البرلمانية الإماراتية تعد مثالا للعمل البرلماني المتميز الذي يحظى بكل الاعجاب والتقدير من قبل البرلمانات العربية لا سيما في طرح القضايا العربية والدفاع عنها خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية الدولية.

وأكد أهمية التنسيق والاتفاق على مجمل القضايا التي سيتم طرحها خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية المقبلة بما يحقق التكامل بين الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية، في هذه المرحلة المهمة من تاريخ المنطقة والعالم.

كانت معالي الدكتورة القبيسي استعرضت في الجلسة نتائج زيارة وفد المجلس الوطني الاتحادي إلى البرلمان الأوروبي في بروكسل خلال شهر يناير الماضي، والتي تم خلالها تنظيم معرض “من المساعدات الإنسانية للاستقرار” الذي نظمته هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع المجلس، وتنظيم ندوة بعنوان “من المساعدات الإنسانية للاستقرار”، وذلك لتحقيق الفاعلية البرلمانية واستمرار التعاون والحوار مع التكتلات البرلمانية الدولية الكبرى من أجل التأكيد على مواقف واتجاهات الدولة حيال مختلف القضايا والموضوعات، والتعريف بالجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات المساعدات الإنسانية والاغاثية والإنمائية التي تحرص من خلالها على تحقيق الأمن والاستقرار لدى مختلف شعوب ودول العالم.

وام