أكد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة رئيس وفد دولة الإمارات إلى القمة العربية – الأوربية في مدينة شرم الشيخ المصرية، أن الإمارات تقدم اليوم مثالاً يحتذى لمستقبل متفائل يقوم على التسامح والتعايش والتآخي يحب الحياة ويعمل على استدامة الأمن والاستقرار والتقدم والنماء.

ونقل صاحب السمو حاكم الفجيرة في كلمته التي وزعت على الحضور أثناء انعقاد أعمال القمة التي انطلقت أمس وأختتمت اليوم تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وتمنياته لهذا الاجتماع بالنجاح والتوفيق.

وأعرب سموه عن بالغ التقدير للجهود المثمرة التي بذلها فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في عقد مؤتمر القمة العربي الأوربي الأول الداعم لمسيرة العلاقات بين الدول العربية ودول الاتحاد الأوربي التي نتطلع للارتقاء بها إلى مستويات أعلى من التعاون والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة.

وأشار سموه إلى زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لدولة الإمارات ولقائه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في أبوظبي مؤخراً في مناسبة تاريخية إلى جانب لقاء الأخوة الإنسانية الذي استهدف تعميق التسامح والتفاهم والحوار الديني والتعايش الحضاري لتبرهن دولة الإمارات على سعيها من أجل مستقبل أفضل للبشرية خال من التطرف والإرهاب.

وأضاف: “ترتبط دولة الإمارات بعلاقات اقتصادية وتجارية واسعة حيث تعتبر دول الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لها كما أن هناك استثمارات ضخمة بين الجانبين في المجالات كافة ومع هذه العلاقة إلا أننا نرى أن هناك المزيد من الفرص والتجارب الناجحة في الجانبين يمكن الاستفادة منها واستثمارها بشكل أفضل”.

وأشار سموه إلى أن أبرز التحديات المشتركة انتشار التطرف والإرهاب الذي لا يزال ماثلاً بالرغم من الانتصارات التي تحققت ضد تنظيم داعش الإرهابي، مشدداً على الاستمرار في مواجهته على الأصعدة كافة بما في ذلك تجفيف مصادره و مصادر تمويله.

وقال “وإننا إذ نؤكد من هذا المنبر إدانتنا لكافة الأعمال الإرهابية بغض النظر عن مصدرها ومبرراتها فإننا نثمن جهود الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في محاربة الإرهاب والإصرار على هزيمته”.

وطالب صاحب السمو حاكم الفجيرة باستعادة سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران (طنب الكبرى – طنب الصغرى وأبوموسى) وحل هذا النزاع مع إيران بالطرق السلمية من خلال المفاوضات المباشرة أو الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية وفقاً لما تقضي به الشرعية الدولية.

واستعرض سموه الأزمة اليمنية وأشار إلى تعنت الحوثيين وانتهاكاتهم المتواصلة التي تقوض جهود التوصل إلى حل لهذه الأزمة مبني على المرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولية ذات الصلة وبالأخص القرار 2216.

وأكد صاحب السمو حاكم الفجيرة أن تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية أكد أن المخرج من الأزمة اليمنية هو التوصل إلى حل سياسي من خلال جهود الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن عملية السلام في الشرق الأوسط تمر بمرحلة حرجة تتطلب تكثيف الجهود والعمل بشكل جاد أكثر من أي وقت مضى لحل القضية حلا عادلاً على أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأكد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي أهمية احترام المكانة الخاصة لمدينة القدس ورفض أية إجراءات أحادية الجانب فيما يتعلق بالوضع القانوني لها، وثمن موقف الاتحاد الأوربي الداعم للموقف العربي بشأن القدس.

وأشار سموه إلى تأكيد الامارات أهمية مشاركة عربية فاعلة في الجهود الدولية للوصول الى حل سياسي للأزمة السورية وفق معطيات بيان جنيف وفي إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، مؤكداً ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وسلامتها الإقليمية.

ولفت سموه إلى جهود دولة الإمارات لإنهاء الأزمة الليبية ودعمها خطة الأمم المتحدة للوصول إلى عملية سياسية تؤمن وحدة الليبيين وتخرج ليبيا من الأزمة المستمرة حتى الآن.

وقال سموه في ختام كلمته: “إننا نتطلع لأن تكون هذه القمة محطة انطلاق جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي والفني والثقافي والعلمي والمجالات كافة بين الدول العربية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وإقامة شراكات بين الطرفين لبناء علاقات أكثر انسجاماً وترابطاً وترسيخ علاقات استراتيجية دائمة”.

المصدر: وام