قود الإمارات التحولات المستقبلية الضخمة في صناعة السياحة بالشرق الأوسط، لترسخ موقعها محوراً رئيسياً للسياحة في المنطقة، مع تصاعد جاذبية الدولة للسياح من مختلف أنحاء العالم وارتفاع عدد السياح الدوليين عام 2018 إلى الدولة بنحو 22.2 مليون سائح، وفقاً لمؤسسة يورمونيتور إنترناشونال.
وأكد تقرير صادر عن المؤسسة البريطانية أمس، حمل عنوان «التوجهات الكبرى ترسم ملامح مستقبل صناعة السياحة والسفر»، أن دولة الإمارات استطاعت خلال السنوات الماضية أن ترسخ موقعها في قلب خريطة السياحة العالمية والإقليمية، مستفيدة من خطط التنويع الاقتصادي التي تنتهجها منذ نحو 5 عقود والتي وضعت القطاع السياحي في مقدمة القطاعات المستهدفة في عملية التنويع.
وفيما توقع التقرير أن تواصل حركة السياحة والسفر العالمية ازدهارها، فإنها ستبقى عرضة لتحولات جوهرية، مشيراً إلى أن التوجهات المستقبلية يمكن أن تسهم في فهم التغيرات المتوقعة في سلوك المسافرين والتعرف على الاحتمالات التي يمكن أن تؤثر على جميع الدول.
وحددت المؤسسة 8 توجهات ترتبط بأربع مناطق رئيسية في العالم تشمل أوروبا والأميركيتين والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا، حيث أشارت فيما يتعلق بمنطقة الشرق إلى توجهين رئيسيين هما التركيز على التجارب السياحية السلسة والتكلفة المنخفضة.
وأشارت يورومونيتور إنترناشيونال، إلى أن الإجراءات التي اتخذتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بتسهيلات الدخول للسياح من العديد من مختلف الأسواق السياحية الرئيسية، عبر إعفائهم من الحصول على تأشيرات مسبقة والحصول عليها عند الوصول، أسهمت في تعزيز تجربة السفر إلى دولة الإمارات، خاصة من الأسواق المهمة كالصين وروسيا، فضلاً عن تأشيرات الترانزيت التي تمنح لمدة 48 ساعة، مشيرة إلى استفادة جميع إمارات الدولة من هذه التسهيلات. وأكد تقرير المؤسسة أن الإمارات تأتي في صدارة بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تركز على الابتكار في تطوير صناعة السياحة لتوفير تجارب سياحية أكثر انسيابية وجعل رحلة السفر أكثر متعة، الأمر الذي عزز من سهولة تجربة السفر، منوهاً بالمبادرات العديدة التي يتم إطلاقها في هذا السياق على غرار تطبيق تقنيات القياس البيومتري للتعرف إلى شخصية الزائر من خلال بصمة الوجه كما هو الوضع في مطار دبي الدولي، مشيراً في الوقت ذاته إلى الدور الذي تلعبه الناقلات الإماراتية، كالاتحاد للطيران وطيران الإمارات في عملية الابتكار.
وأوضح التقرير أنه برغم استئثار دبي وأبوظبي بنصيب الأسد من الزوار القادمين إلى الإمارات، فإن إمارات الدولة الأخرى شهدت نهضة سياحية ملموسة خلال السنوات الأخيرة، منوهاً بالاستثمارات الضخمة التي ترصدها الدولة لقطاع السياحة والقطاعات المرتبطة به، فضلاً عن استعداد دبي لاستضافة «إكسبو 2020 دبي»، الذي يتوقع أن يجذب ما لا يقل عن 20 مليون زائر. وتعكس طفرة الاستثمارات الفندقية في دولة الإمارات النمو المتسارع في القطاع السياحي بالدولة التي باتت وجهه سياحية رئيسية للسياح من أنحاء العالم، بفضل ما تتمتع به من بنية ومعالم سياحية متنوعة تغطي كافة إمارات الدولة.
ووفقاً لـ«يورومونيتور إنترناشيونال»، فإن قطاع الضيافة في دولة الإمارات العربية المتحدة يَعِد بمستقبلٍ إيجابيٍ مع توقع بلوغ عائدات الفنادق هذا العام إلى 26.8 مليار درهم، والمتوقع نموه إلى 40 مليار درهم في العام 2019.

8.92 مليون زائر إضافي للإمارات من الأسواق الرئيسة بحلول 2023
يتوقع أن تشهد الإمارات 8.92 مليون زائر إضافي من الأسواق الرئيسة في الفترة من 2018 إلى 2023، حيث سيعمل معرض «إكسبو 2020 دبي» على تعزيز معدلات النمو طويلة الأجل لزوار الدولة القادمين من أكبر 5 أسواق رئيسة إلى الدولة، وفقاً لبيانات صادرة عن معرض سوق السفر العربي، الذي يقام بمركز دبي التجاري العالمي من 28 أبريل إلى 1 مايو 2019.
وبالنظر إلى أكبر 3 أسواق رئيسة مصدرة للزوار إلى الدولة، تشير البيانات إلى توقع زيادة عدد المسافرين الهنود إلى 3.01 مليون زائر بحلول عام 2023 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7%، مقابل زيادة عدد القادمين من السعودية والمملكة المتحدة بواقع 1.76 و1.28 مليون زائر، بنسبة 2% و1% على التوالي.
وفي الوقت الذي ستحافظ فيه الدول الرئيسة المصدرة للسياح إلى الإمارات على مكانتها من دون تغيير لحين انتهاء «إكسبو 2020 دبي»، كشف البحث الصادر عن «كوليرز إنترناشونال»، أن روسيا والصين ستظهران معدلات نمو سنوية أعلى من المتوسط بالنسبة للزوار القادمين منها إلى الإمارات.
وتتصدر الهند والسعودية والمملكة المتحدة قائمة الدول المصدرة للسياح إلى دولة الإمارات، في حين تقود روسيا والصين معدلات نمو الزوار القادمين إلى الدولة بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 12% و8% على التوالي، وسيعزز «إكسبو 2020 دبي» معدلات النمو المرتفعة للزوار على المدى الطويل.

الإتحاد