أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن الرياضة تشكل ركناً مهماً من أركان النهضة التنموية الشاملة في دولة الإمارات، مع تواصل جهود تطوير البنية الأساسية الرياضية في مختلف ربوع الدولة، وإيجاد الساحات اللازمة لتشجيع المجتمع الإماراتي على ممارسة الرياضة، وجعلها أسلوب حياة، وكذلك من خلال الفعاليات الرياضية العالمية التي تنعقد منافساتها على أرض الإمارات، مستقطبة مشاركات واسعة من مختلف أنحاء العالم، بما يؤكد المساهمة في دعم مسيرة الرياضة العالمية عبر اهتمام الدولة بتوفير المقومات كافة التي تكفل نجاح تلك الفعاليات، وخروجها على أفضل وجه ممكن.
جاء ذلك خلال متابعة سموه، أمس، جانباً من منافسات النسخة الأولى لطواف الإمارات في منطقة محمية المرموم في دبي، وذلك ضمن المرحلة الرابعة من الطواف «مرحلة بلدية دبي» لمسافة 197 كلم، والتي تعد الأطول بين المراحل السبع للطواف، حيث تعرّف سموه إلى مسار السباق خلال تلك المرحلة التي كانت انطلاقتها من منطقة جزيرة النخلة جميرة، وتُختتم في منطقة حتّا، مروراً بمنطقة ميدان المرموم، ثم دبي أوتودروم، وبحيرة المرموم، بعدها صخرة فوسيل، وجبل الحجار، وقرية حتا التراثية، ثم وادي هوب، وتختتم في سد حتّا.
رافق سموه خلال متابعة السباق معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وخليفة سعيد سليمان، مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي.
ودشن الانطلاقة وأعطى إشارة البدء من نخلة جميرا، عقيل كاظم، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بشركة نخيل العقارية، في حضور سعيد حارب، أمين عام مجلس دبي الرياضي، وأسامة الشعفار رئيس الاتحادين المحلي والآسيوي للدراجات، وناصر أمان آل رحمة مساعد الأمين العام لمجلس دبي الرياضي، وعمر سعيد المطيوعي رئيس مركز حتا التابع لبلدية دبي، وعدد من الشخصيات، والذين قاموا بتتويج البطل والفائزين بالقمصان عند خط النهاية في منطقة حتا.
وتوج الأسترالي كاليب ايوان دراج فريق لوتو سودال البلجيكي بلقب المرحلة الرابعة للطواف، في واحدة من المفاجآت الكبيرة، بعدما خطف اللقب قبل 20 متراً من خط النهاية، وسجل زمناً قدره 4:27:07 ساعة، بمعدل سرعة 44 كلم في الساعة، بفارق ثانيتين عن الإيطالي ماتيو موشيتي الذي حل ثانياً، فيما جاء في المركز الثالث السلوفيني بريموس روجلييتش، من فريق جامبو فيزما الهولندي.
واحتفظ السلوفيني بريموس روجليتش من فريق جامبو فيزما بالقميص الأحمر للمرة الثالثة على التوالي برعاية طيران الإمارات والخاص بمتصدر السباق، حيث احتفظ بالصدارة، فيما حصل الروسي ستيفان كوريانوف من فريق جازبروم روسفولو الروسي، على القميصين الأخضر والأسود، كما احتفظ الفرنسي ديفيد جايدو بالقميص الأبيض.
ويصل الطواف اليوم إلى المرحلة الخامسة في إمارة الشارقة لمسافة 181 كلم، ويطلق عليها مرحلة الشارقة، من الساحل إلى الساحل، والتي تنطلق من جزيرة العلم في الشارقة إلى خورفكان.
وقال الأسترالي كاليب ايوان: «كنت أعلم أن المنافسة صعبة للغاية مع جميع المنافسين، خاصة في الأمتار الأخيرة، ولكن كنت أسعى للحصول على أفضل فرصة لي في هذه المرحلة الصعبة، كي أحقق أول فوز لي هذا العام، وكانت النهاية صعبة، خاصة أن الفارق مع المنافسين ثوانٍ قليلة، حيث إن فريقي قام بحمايتي بشكل جيد، خاصة في مرحلة ما قبل الصعود، ومن الجيد أن نحقق هذا الفوز في هذه المرحلة، وننتظر أن نواصل النتائج الجيدة في المراحل المتبقية».
وأضاف: «الحقيقة، أنني تابعت هذه المرحلة التي أخوضها للمرة الأولى عبر الفيديو واليوتيوب، من أجل أن أتصور صعوبتها، ومتابعة التفاصيل الدقيقة فيها، وتعاملت مع السباق بشكل جيد، ومع وصولي لخط النهاية أدركت حجم ما قمت به مع فريقي».
بدوره، قال سعيد حارب: «الطواف يعزز التوعية بأهمية ممارسة الرياضة وجعلها أسلوب حياة في المجتمع، وهو الهدف الأسمى لقيادتنا الرشيدة، حيث إن المكاسب التي يمكن أن نخرج بها منه عديدة، وعلى مستويات متنوعة إنسانية ومجتمعية واقتصادية، ويكفي أن الطواف ولد كبيراً في نسخته الأولى، بفضل المكاسب والخبرة المتراكمة من تنظيم الطوافات السابقة في دبي وأبوظبي والشارقة».
وأضاف: «النجاح لم يأت من فراغ بل ثمرة الخبرة المتراكمة عبر السنوات الماضية وتكاتف فريق العمل الواحد، التنظيم رائع وفي مستوى ما عودتنا به الإمارات في كل الأحداث الكبيرة التي استضافتها سابقاً في مختلف الرياضات، كما أن رؤية قيادتنا الرشيدة باختيار اسم الإمارات للطواف يحمل العديد من المعاني، ورسالة تسامح إلى العالم، حيث لدينا حرص كبير أن يبرز السباق جمال الإمارات وسحرها إلى كل من يشاهده»، مشيراً إلى أن الطواف ليس مجرد سباق في الشوارع، ولكنه ينقل الصورة الجميلة عن تطور الإمارات في كل القطاعات.
وأوضح «اختيار مسار الانطلاق في مناطق مختلفة يهدف للتعريف بتلك المناطق، بما فيها من مشاريع استثمارية ومعالم سياحية، وإبرازها إلى العالم، حيث إن الهدف الأساسي من الطواف هو الترويج، خاصة أن هناك جملة من المشاريع الاستثمارية الجديدة التي حرصنا أن تكون ضمن مسارات السباق في المراحل السبع».

الاتحاد