«لا يوجد مستحيل إلا في قانون الضعفاء.. لا تنتظروا أن تتحسن ظروفكم لكي تحققوا النجاح، فنجاحكم هو من يحسن ظروفكم»، هذه الكلمات ليست لأحد فلاسفة أو حكماء العصر أو لأحد القادة العسكريين أو السياسيين التي ينصحون بها شعوبهم أو يشحذون بها همم جنودهم، هذه الكلمات، هي الرسالة التي دائماً ما يختم بها الغواص الكويتي فيصل الموسوي حديثه في كل مناسبة.

الغواص الموسوي لم تمنعه إعاقته من تحقيق الرقم القياسي في موسوعة (غينيس) العالمية أسرع غواص في العالم، حيث قطع مسافة أفقية بواقع 10 كيلو مترات تحت الماء في زمن 5 ساعات و24 دقيقة.

فيصل البالغ من العمر 33 عاماً عاش حياته بشكل طبيعي طيلة 20 عاماً وكان خلالها لاعب كرة قدم ورياضياً بامتياز حتى جاءت اللحظة المفصلية في حياته عندما تعرض لحادث سيارة نتج عنه كسر في عموده الفقري.

هذا الحادث، أدى إلى شلل في أطراف فيصل السفلية، لكنه لم يستطع أن يشل عزيمته وإصراره على تحقيق النجاح، فقد تحول رهابه وخوفه من البحر في صغره بسبب غرقه إلى حب وعشق وتحد للأعماق.

ويقول فيصل الموسوي لـ«البيان»: «بعد الإعاقة عانيت من ثلاث مشاكل رئيسية الأولى هي الاندماج في المجتمع وقد تغلبت عليها ولله الحمد، والثانية كانت إعاقتي وصعوبة الغوص بسببها، أما المشكلة الثالثة، فهي الفوبيا التي عانيت منه منذ الصغر، وقد مثلت هذه المشاكل الرئيسية عقبة حقيقية صورت لي أن الغوص عملية شبه مستحيلة بالنسبة لي».

ويضيف «بعد الإعاقة بأربع سنوات تقريباً قررت أن أكون غواصاً، ولكن بقي هذا الحلم يتأجل بسبب صعوبة الحصول على الرخصة الخاصة لذلك، إذ كان المطلوب أن أجتاز الفحص كأي شخص سليم تماماً، فلم يكن هناك اختبارات خاصة لذوي الإعاقة.

ولكن بعد ذلك ولله الحمد قمت بعمل اختبارات معينة في الأحواض الخاصة بالنادي العلمي الكويتي وقد اجتزتها بنجاح وحصلت في بداية عام 2009 على أول رخصة غوص دولي بالمياه المفتوحة».

وعقب حصوله على الرخصة جاءت اللحظة التي أنسته إعاقته وغيرت مسار حياته، وهي الغوصة الأولى له في جزيرة «قاروه» الكويتية، حيث جلس على ركبتيه تحت المياه.

وكان في قمة «الصدمة» -على حد وصفه- باعتبارها أنهت حالة الفوبيا التي كانت تلازمه من البحر ويقول «عندما كنت أمشي على رجلي، كنت أخاف من البحر، والآن بنصف جسم أغوص!» وبذلك كان الوضع بالنسبة له مشوقاً جداً، الأمر الذي زاد الطموح لديه بشكل كبير ودفعه للاستمرار في الحصول على بقية رخص الغوص.

البطل

في العام 2005 كان يطلق على فيصل الموسوي في التقارير الطبية اسم (المريض) أما الآن فيتم ذكره باسم «البطل» فيصل الموسوي، كيف لا وهو الآن غواص محترف من ذوي الإعاقة، وحاصل على رخصة إنقاذ ولديه العديد من الإنجازات الدولية والعالمية.

ويذكر فيصل في هذا الشأن «كنت مثالاً سيئاً للحوادث والأمراض، لكني أصررت على أن أصبح مثالاً وقدوة حسنة.. والحمد لله أصبحت كذلك في مجالي».

كما أنه أول غواص من ذوي الإعاقة في العالم يغوص في جزر الملوك الإندونيسية راجا أمبت المصنفة بين أفضل خمس مغاصات في العالم.

ويعد أول غواص من ذوي الإعاقة في العالم يغوص في ثاني أفضل حطام سفن على سفينة ثيسلغورم في شرم الشيخ.

أول غواص في العالم يغوص في بولندا ريف المصنف بين أفضل خمس مغاصات في العالم. أول غواص في العالم من ذوي الإعاقة يغوص في ثاني أفضل مغاص في العالم في جزيرة سيبادان الماليزية ويرفع علم الكويت في أعماقها. كما أنه أول غواص من ذوي الإعاقة في العالم يغوص من خلال رحلة سفاري استكشافية في جزر المالديف ويرفع علم الكويت في أعماقها.

البيان