شدد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، على أن ملف قطر تقلص وبات يتيماً، مشيراً إلى أن حضورها في المحافل الدولية بات كغيابها، مؤكداً في الوقت ذاته أن ذلك يعود إلى عزلتها عن محيطها العربي، وقال إن الدوحة الآن تدفع ثمن أذيتها لجيرانها، وفي ذات الاتجاه ذهبت مجموعة خبراء سياسيين، مؤكدين أن الحضور الهامشي لقطر في المحافل العربية والدولية – التي كان آخرها اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في الإمارات والقمة العربية الأوربية في مصر – كرس عزلة الدوحة؛ وذلك في انعكاس واضح لسياستها العدوانية بالمنطقة.

قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن الحضور الهامشي لقطر في المحافل الدولية نتيجة لعزلتها عن محيطها العربي، وإن وزن الدول وموقعها أساسه محيطها وطبيعة العلاقة معه والعمل المشترك ضمنه. وغرد معاليه عبر حسابه الرسمي على «تويتر»: «الحضور الهامشي لقطر في المحافل الدولية نتيجة عزلتها عن محيطها، من الرياض إلى شرم الشيخ إلى أبوظبي لا تكاد ترى التمثيل القطري وكاد يكون الحضور كالغياب، وتقلص الدور إلى الملف اليتيم منطقي لأن وزن الدول وموقعها أساسه محيطها وطبيعة العلاقة معه والعمل المشترك ضمنه».

إرث مأزوم
وأضاف معاليه في تغريدة أخرى: «ونأسف لهذا الحال وندرك أن أزمة المأزوم ليست باختيار مواطني قطر بل لنرجسية لا منطق لها ولتوجهات سياسة تعمدت أن تؤذي جيرانها والدوحة الآن تدفع ثمنها، هي خيارات مؤسفة لقيادة تقاعدت ولم تتقاعد، والجيل الحالي مازالت أمامه فرصة للخلاص من هذا الإرث المأزوم».

وفي السياق أكد محللون، لـ«البيان» أن تلك العزلة هي نتيجة طبيعية لما تتبعه الدوحة من سياسات عدائية في المنطقة، وقال خبير العلاقات الدولية طارق البرديسي، إن حضور قطر الهامشي هو انعكاس لسياساتها العدوانية تجاه الدول العربية التي تتمحور طلباتها في عدم دعم الإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهم وهو ما يتفق مع أحكام ومضامين القانون الدولي.

ويضيف: «أما مسألة أن تغير قطر سياستها فهو أمر مستبعد نتيجة دور وظيفي مرسوم لها من قبل الجهات المسيطرة على صناعة القرار فيها ولن تخرج عنه، وهو مرسوم لها وستستمر فيه لنهايتها متخيلةً أنها تناطح الدول العربية الأخرى، ولا تعرف أنها تتجه نحو الهاوية».

وفي السياق، يقول مدير مركز الدراسات الاستراتيجية وأخلاقيات الاتصال د. سعد الزنط، إن الحضور الهامشي لقطر في المحافل الدولية هو أمر طبيعي جداً، لاسيما المحافل التي تشارك فيها دول عربية وإسلامية؛ ذلك على اعتبار أن الدوحة تم كشفها بوضوح منذ بدء المقاطعة، والتأكيد على أنها ضالعة في الإرهاب والتآمر مع الدول التي لها مطامع معينة في المنطقة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن قطر أسهمت ولا تزال تسهم في دعم وتمويل الإرهاب في المنطقة، وتدرك أنها منبوذة بعد أن تم فضحها – في تلك المحافل.

إلى الهاوية
وعن مدى إسهام تلك العزلة في دفع النظام القطري إلى تغيير سلوكه والعدول عن موقفه، يشدد الزنط في حديثه مع «البيان» من العاصمة المصرية «القاهرة» على أن العدول على الموقف أو تغيير السياسات يتطلب حكمة وشجاعة، وهو ما تفتقده قطر، مشدداً على أن «النظام القطري لا يدرك أنه نتيجة تلك السياسات التي يتبعها- ماضٍ إلى الهاوية».

ارتهان
أكد السفير المصري الأسبق لدى الدوحة محمد المنيسي أن ارتهان قطر لإيران يصعب من تراجعها عن سياساتها المؤذية لجيرانها، ويلفت المنيسي في السياق ذاته إلى أن الدوحة تدرك حجمها ووزنها في المنطقة، فهي دولة صغيرة بالمنطقة، وتحاول أن تلعب دوراً أكبر من حجمها، وهو بُعد نفسي يُمكن النظر إليه لدى تحليل السياسات والممارسات القطرية المختلفة، والتي تجعل الدوحة من الصعب العدول عن مواقفها طواعية وبالتالي عدم إنهاء المقاطعة أو توقفها.

البيان