يوظف مستشفى راشد التابع لهيئة الصحة في دبي تقنية الذكاء الاصطناعي في الطب الطبيعي وإعادة التأهيل لقياس مدى الحركة في المفاصل المتوسطة والصغيرة في الأطراف العام الجاري، باعتباره أول جهة صحية حكومية على مستوى العالم.
وسيزود المستشفى 48 معالجاً في قسم الطب البدني وإعادة التأهيل بمجموعة من الأجهزة عبارة عن حلقات صغيرة على شكل خاتم أو سوار يمكن إدخالها في أصبع أو يد أو قدم المريض، تقيس مدى الحركة في المفاصل، وهي تعمل بخاصية الاستشعار ومتصلة بالجهاز الأساسي عبر خاصيتي «البلوتوث» أو «الواي فاي».
وأوضح استشاري ورئيس قسم الطب البدني وإعادة التأهيل في مستشفى راشد، الدكتور محمد علي السويني، أن قياس مدى الحركة في اليد والقدم جزء أساسي في العلاج، مشيراً إلى أن هذه التقنية تضمن دقة متناهية في القياس أثناء التشخيص بنسبة 100 في المئة.
وأفاد بأن هذه التقنية تساعد على إزالة الأخطاء المهنية والفروق بين معالج وآخر بسبب القياس اليدوي، وتختصر مدة الفحص إلى خمس دقائق كحد أقصى، ليتم الاستفادة من الوقت السابق لإطالة جلسة العلاج.
وأكد السويني أن معظم المرضى الذين يعانون ضموراً أو قصوراً في مدى الحركة بعد التعرض للكسور أو بعد إجراء عمليات جراحية في الأعصاب والتعرض للجلطات يستفيدون من هذه التقنية، وتقدر نسبتهم 60 في المئة من مرضى القسم، وذلك بعد الانتهاء من مرحلة تطبيق النظام ودمجه في العلاج مئة في المئة.
ويبلغ إجمالي المرضى الذين استقبلهم القسم نحو 16 ألف مريض العام الماضي، منهم 8700 مريض تمت معاينتهم في العيادة الخارجية للقسم، مقابل ستة إلى ثمانية آلاف من المرضى السريريين أو المنومين.
وأشار السويني إلى أن هذه التقنية الذكية في العلاج قادرة على إدخال المعلومات في النظام المرتبط مباشرة بالملف الإلكتروني للمريض الشامل، وبالتالي اختصار الوقت المخصص لتشخيص الحالة أو تحسنها أثناء المتابعة إلى نصف المدة السابقة.
وبيّن أن المريض ينفذ حركة معنية ظاهرة على الشاشة أمامه، ويتم تسجيلها مباشرة من قبل جهاز الاستشعار مع إرفاق البيانات في ملف المريض، فيما كان سابقاً يقيس الطبيب أو المعالج جميع حركات اليد الدقيقة وتدون كل حركة يدوياً، وبالتالي فإن تقنيات الأساور والخواتم ستوفر الوقت في الفحص والمتابعة وتقييم الحالة، وتسجل مدى الحركة والتحسن بشكل دقيق مقارنة بقياس العين المجردة.
وذكر السويني أن التقنية حالياً قيد التطوير مع الشركة المصنعة للجهاز arc second، حيث تمت إضافة الكثير من المعايير من قبل المختصين في القسم، وهناك متابعة دورية بين الطرفين لتجريب التقنية لديهم للتأكد من نسبة الدقة والخطأ فيها، لافتاً إلى أنه لن يتم الاستغناء عن القوى العاملة في قسم الطب البدني وإعادة التأهيل في مستشفى راشد مع إدخال هذه التقنية الذكية.
الرؤية