أشاد الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، أمس، بالطابع السلمي للمسيرات الشعبية التي شهدتها مختلف جهات الوطن في الأيام الأخيرة، وبنضج المواطنين، لاسيما فئة الشباب، وحذر من «الفتنة» و«الفوضى»، فيما رفض المجلس الدستوري الجزائري استلام رسالة من اتحاد المحامين الجزائريين، تطعن في دستورية ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، ليقابل موقف المجلس بتظاهر نحو 1000 محام جزائري للمطالبة بعدم قبول ترشيح بوتفليقة.

وفي التفاصيل، قال بوتفليقة، في رسالة له بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة، قرأتها نيابة عنه وزيرة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والرقمنة، هدى إيمان فرعون: «شاهدنا منذ أيام خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية، ووجدنا في ذلك ما يدعو إلى الارتياح، لنضج مواطنينا، بمن فيهم شبابنا، وكذا لكون التعددية الديمقراطية التي ما فتئنا نناضل من أجلها باتت واقعاً مُعاشاً».

ودعا بوتفليقة إلى الحذر والحيطة من «اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة، داخلية أو أجنبية، التي لا سمح الله قد تؤدي إلى إثارة الفتنة، وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات».

وذكر الرئيس بوتفليقة أن الجزائر «دفعت ثمناً باهظاً، وبذلت جهداً جهيداً لاسترجاع استقلالها وحريتها، كما دفع شعبنا كلفة غالية وأليمة للحفاظ على وحدتها، واستعادة سلمها واستقرارها بعد مأساة وطنية دامية»، مناشداً الجميع، وبالدرجة الأولى الأمهات «الحرص على صون الوطن عامة وأبنائه بالدرجة الأولى».

وشدد على ضرورة «الحفاظ على الاستقرار للتفرغ، سلطة وشعباً، للاستمرار في معركة البناء والتشييد، ولتسجيل المزيد من الانتصارات والتقدم»، مشيراً إلى أن الجزائر أمامها «العديد من التحديات، اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية، لكي تصل إلى مستواها المشروع من الرفاهية لشعبها، ومن حضورها الاقتصادي في الأسواق العالمية، ومن إثبات مكانتها أكثر في المحافل الدولية».

وناشد نساء الجزائر «البقاء في الخط الأمامي في هذه المعركة السلمية، معركة صون الوطن، معركة الحفاظ على أبناء الوطن، وبعبارة موجزة معركة الجزائر».

وأوضحت تقارير إعلامية أن بوتفليقة يعاني وضعاً صحياً حرجاً.

يأتي ذلك بعد أن رفض المجلس الدستوري الجزائري، أمس، استلام رسالة من اتحاد المحامين، تطعن في دستورية ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، حيث أكد أحمد بن عنتر نقيب ولاية بومرداس، الذي كان مشاركاً في وفد حمل الرسالة إلى المجلس الدستوري، أن المجلس «رفض حتى استلام الرسالة».

وعقب رفض المجلس الدستوري تسلم رسالة المحامين، تظاهر نحو 1000 محام أمام المجلس للمطالبة بعدم قبول ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، بسبب مرضه الذي لازمه منذ إصابته بجلطة في الدماغ عام 2013.

الامارات اليوم