توّج الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، اليويل سيف السماحي بكأس بطولة فزاع لليولة، في دورتها التاسعة عشرة، بعد أن تفوق على منافسه حمدان بن مصلح الاحبابي، محققاً نحو 700 ألف صوت، وهو رقم قياسي جديد، في التصويت الحاسم للجمهور، الذي امتد على مدار أسبوعين متتاليين.

جاء ذلك في الحلقة الختامية من بطولة فزاع التي أقيمت في القرية العالمية، أمس الجمعة، وشهدها جمهور غفير، في حين نقلتها على الهواء مباشرة قناة سما دبي، ضمن النسخة الـ14 لبرنامج الميدان.

وشهد تتويج الفائزين عبدالله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وممثلي الجهات الراعية الرسمية للمركز، إلى جانب سعاد إبراهيم درويش مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وعدد من ممثلي المؤسسات المجتمعية والشخصيات رفيعة المستوى ومديري إدارات مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.

وتوج الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، سيف سهيل السماحي بكأس فزاع الذهبي، فيما حلّ حمدان بن مصلح الأحبابي ثانياً، علماً أنه جاء وصيفاً للعام الثالث على التوالي.

كما توج سموه، اليويل سعيد سالم المهيري بجائزة اليويل المتميز لهذا الموسم، وذلك بعدما نال إشادة لجنة التحكيم نظير انضباطه والتزامه الدائم مع زملائه وجميع القائمين على البرنامج.

وجاء الإعلان عن فوز اليويل سيف سهيل السماحي “الإمارات” رقم التصويت (1) بلقب فارس الميدان للموسم 2018-2019 بعد حصوله على أعلى نسبة من تصويت الجمهور، حتى أن التصويت وصل إلى ما يقرب من 700 ألف صوت تقريباً، ليحصد على إثرها كأس فزاع الذهبي محققاً بذلك حلمه المتمثل في الفوز باللقب في مشاركته الأولى بالبطولة.

وكان مسك الختام مع حلقة مميزة بفقراتها وضيوفها من نخبة الفنانين والعروض التي تم تقديمها وحولت خشبة مسرح الميدان إلى مهرجان تراثي أسعد الحضور الذي ملأ مدرجات قلعة الميدان كاملة، والذي أشاد بديكور الحلقة المتجدد بالكامل، والمستوحى من جمال البيئة الصحراوية.

وجاء وصول كأس فزاع الذهبي إلى أرض الميدان بأسلوب يعكس تغلغل العديد من الصفات المورثة في شخصية اليويل، ومنها التحدي والصلابة، والإصرار على الوصول للهدف، حيث جاء الكأس على ظهر ناقة، يمتطيها عضو لجنة التحكيم مسلم العامري، الذي عكس تقرير الفيديو المصور تصميمه على الوصول على الموعد، وتحدي مشاق الدرب الصحراوي بتقلبات طقسه.

وحصدت هذه الخطوة التراثية حماساً جماهيرياً كبيراً من زوار القرية والحضور، واستمرت بعدها الهتافات ترقباً لإعلان هوية البطل حيث وصلت البطاقة التي كتب فيها الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، اسم اليويل الفائز وسط لحظات ترقب قبل الإعلان عن فوز اليويل سيف سهيل السماحي، لتنطلق الألعاب النارية التي زينت سماء دبي.

وتنوعت فقرات الحلقة التي قدّم فقراتها عبدالرزاق محمدي وعلياء بوجسيم، وعلت هتافات الجماهير مع تفاصيل الحدث الذي كان يبث عبر شاشة قناة سما دبي وإذاعة الأولى، وتم عرض تقرير استعرض جهود سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي، الذي يدعم بطولات فزاع ويشجع شباب الوطن على الابتكار والإبداع في كافة المجالات، وذلك مع رعايته لجوانب شاملة على كافة الأصعدة التراثية والمجتمعية والاقتصادية والرياضية وغيرها.

ومن أبرز الفقرات التي شهدتها الحلقة ذلك العرض الكرنفالي العالمي الذي عبر عن قيم التسامح والتعايش والسلم، والذي يأتي بالتزامن مع إعلان الدولة، عام 2019، عاماً للتسامح، وجاء هذا العرض ليعزز من هذه القيمة الإنسانية الرفيعة، على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقد أدى العرض ممثلون لـ12 دولة مختلفة، من قارات العالم الست، ودخل ممثلو كل دولة مرتدين زياً معبراً عن تراث البلد الذي يمثلونه وجميعهم كانوا يرددون عبارة “شكراً الإمارات.. شكراً دبي.. شكراً خليفة بن زايد.. شكراً محمد بن راشد”، وذلك عطفاً على ما لاقاه كل شعوب العالم من تسامح وسلم على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة.

أكد عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أن دعم ورعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي، حلّق بالموروث المحلي في آفاق إقليمية وعالمية رحبة، مؤكداً أن المنافسات التراثية لا تنفصل عن منظومة القيم الاجتماعية الموروثة، وهو ما عكسته سمات اليويلة المتنافسين، الذين تجمعهم روح الإيثار، والوطنية، وحمل النسق القيمي المورث، مشيراً إلى أن بطولة اليولة لا تزال تتصدر قائمة البطولات الجماهيرية من بين مختلف المنافسات التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.

وأضاف: “بطولة فزاع لليولة تعتبر حفلاً تراثياً سنوياً يتمتع بمشاركة رائعة من كافة الفئات والأعمار، وهذا المشروع بالفعل أصبح له مكانة كبيرة بين كل الناس، وحقق الهدف من إقامته، ويتضح ذلك من خلال النجاحات المستمرة التي حققها على مدار السنوات الماضية”.

وأشار عبدالله حمدان بن دلموك إلى أن بطولة فزاع لليولة التي استمرت نحو 19 عاماً حققت الأهداف الرئيسية من إقامتها وأبرزها الحفاظ على الموروث الشعبي والارتقاء به ونشر وترسيخ الهوية الوطنية لدى الجيل الجديد، ومن خلال الأحداث الوطنية المتمثلة في مثل هذه البطولات التراثية التي تشكل حافزاً كبيراً للشباب والناشئة للتمسك بهويتهم الوطنية.

وأشاد الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بالتفاعل الجماهيري الكبير الذي حظيت به البطولة، لا سيما في الحلقة النهائية التي جمعت بين سيف السماحي وحمدان الأحبابي، حيث اقترب عدد الأصوات من حاجزالـ700 ألف صوت لصاحب المركز الأول.

وعن العرض الرائع الذي شهدته الحلقة والذي يعبر عن التسامح والتعايش بين مختلف شعوب العالم على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، قال سعادة عبدالله حمدان بن دلموك: “التسامح والتراث وجهان لعملة واحدة، ونحن إذ نتمسك بتراثنا العظيم، فإن من أهم مكونات هذا التراث هو التسامح وقبول الآخر، والإمارات دولة تسامح ومثال يحتذى به في التعايش السلمي واحتواء الجميع، كما أن التسامح تجلى أيضاً بين كافة المتسابقين في بطولة فزاع لليولة، إذ ترى كل يويل يفرح لزملائه وتشعر أن جميعهم فائز من شدة فرحتهم ببعضهم، وهو ما يبرهن مجدداً على أن الشباب الإماراتي متسامح بطبعه”.

وأهدى سيف السماحي الكأس لجمهوره، مشيرا إلى أنه توقع الفوز وسعى إليه منذ الحلقة الأولى بالميدان، وعن أسرار فوزه بالبطولة، يقول السماحي: “أنا من عشاق اليولة، وهي فن تراثي إماراتي أصيل، دائم الحضور في أعراسنا ومناسباتنا وأعيادنا الوطنية، وقد تربيت على هذا الفن وأتدرب عليه باستمرار”.

ووصف السماحي، فوزه بالحلم الذي أصبح حقيقة، حيث كان طموحه الفوز باللقب هذا العام، برغم أنه واجه منافسة قوية احتاج من خلالها لتقديم أفضل عروضه على مدار الحلقات الماضية، إلى جانب دعم الجماهير التي ساندته سواء عبر التصويت أو بحضورها للمدرجات والاحتفال معه عقب الفوز في سعادة عفوية غامرة.
وأضاف: “لم أفقد الأمل في الحصول على كأس فزاع الذهبي والمركز الأول، التتويج باللقب الغالي كان لي بمثابة الحلم، لديّ متابعين كثر يشجعونني دائماً في الاستمرار في المنافسات وجمهوري دعمني بقوة وله مني جزيل الشكر والتقدير”.

كان عشاق الأغنية الخليجية والشعبية، على موعد مع الشعر والطرب الأصيل، حيث شهدت الحلقة الأخيرة حضوراً لثلاثة من كبار نجوم الطرب، وهم الفنانان الإماراتيان حسين الجسمي وعيضة المنهالي، والفنانة الكويتية نوال، كما شهدت الحلقة أيضاً حضوراً شعرياً مميزاً، للشاعر الإماراتي سيف السعدي.

وتغنى الفنانون الثلاثة بأشعار كل من سعادة عبدالله حمدان بن دلموك ومحمد المر بالعبد وعلي الخوار، وهي نخبة من الأشعار التي نالت إعجاب كافة الحاضرين.

ووصف الفنان الإماراتي المتألق حسين الجسمي بطولة فزاع لليولة بالمشروع الوطني الذي يساهم في تعزيز جوانب مهمة في المجتمع ويشجع الشباب على تبني أسلوب إيجابي والسير على خطى الآباء والأجداد.

وأعرب الجسمي عن سعادته بالتواجد مجدداً في هذا الحدث الذي يسعى لتعزيز التراث الوطني، وتنمية الرياضات الشعبية والتركيز على الأصول والعادات والتقاليد.
وغنى الفنان الجسمي قصيدة “50 عاماً” وهي كلمات سعادة عبدالله حمدان بن دلموك، مهداة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمناسبة مرور 50 عاماً قضاها سموه في خدمة الوطن وصناعة الإنجازات في كل المجالات.

البيان