تخطت تجارة دبي الخارجية العوائق التي واجهت التجارة العالمية، ونجحت الإمارة في الوصول بقيمة تجارتها الخارجية غير النفطية في العام 2018 إلى نحو 1.3 تريليون درهم برغم التأثير السلبي للحرب التجارية بين القوى الاقتصادية العالمية الكبرى والتباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي، وما صاحبه من تقلبات في أسعار صرف العملات أسهمت في الحد من النمو في التبادل التجاري الدولي سواء بالنسبة للدول النامية أو المتقدمة.

ورسّخت دبي دورها القيادي كمركز دولي للتجارة الإقليمية والعالمية ومحور رئيسي يربط بكفاءة عالية بين الأسواق الدولية من خلال البنية التحتية المتطورة للإمارة التي مكنتها من التقدم في تطوير صناعة الشحن والخدمات اللوجستية لتصل إلى موقع الصدارة بين دول المنطقة وعلى المستوى العالمي، حيث أظهرت احصائيات جمارك دبي حول تجارة دبي الخارجية في العام 2018 أن تجارة المناطق الحرة شهدت نمواً قوياً بلغت نسبته نحو 23% لتصل قيمتها إلى 532 مليار درهم .. بينما بلغت قيمة التجارة المباشرة 757 مليار درهم وقيمة تجارة المستودعات الجمركية 10.4 مليار درهم، كما حققت تجارة إعادة التصدير نمواً بنسبة 12% لتصل قيمتها إلى نحو 402 مليار درهم وبلغت قيمة الواردات 770 مليار درهم وقيمة الصادرات 127 مليار درهم.

وأكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي أن الأداء القوي لقطاع التجارة الخارجية بما حققه من إنجازات في العام 2018 يشكل إحدى دعائم النمو المستمر للاقتصاد الوطني.

وقال سموه: “يعزز الأداء القوي لقطاع التجارة الخارجية من قدرتنا على ترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، التي حددها سموه في مبادئ دبي الثمانية كإطار عام لعمل الحكومة خلال المرحلة المقبلة بما في ذلك مبدأ ترسيخ مكانة دبي كعاصمة للاقتصاد ومحطة عالمية لخلق الفرص الاقتصادية، كما تدعم النتائج القوية التي يقدمها هذا القطاع الحيوي جهودنا في تنفيذ البنود التي تضمنتها وثيقة الخمسين التي أصدرها سموه لاسيما فيما يتعلق بإقامة خط دبي للحرير ورسم الخارطة الاقتصادية الجغرافية لمدينة دبي”.

وأضاف سموه: “نعمل في ضوء النهج الواضح الذي أرساه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للعمل الحكومي في شتى قطاعاته، إذ تشكل رؤية سموه الأساس الذي ننطلق منه لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تسهم في تقديم أفضل نموذج عالمي لحكومات المستقبل بتحفيز الإبداع والابتكار وتوظيف أحدث التقنيات بما في ذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعميم استخدام المعلومات الذكية في نشاطنا الاقتصادي، إذ يجرى العمل حالياً على إنشاء أول منطقة تجارية افتراضية في المنطقة تتوج الإنجازات التي حققناها في مجال تطوير التجارة الالكترونية “.

من جهته قال سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: “تثبت تجارة دبي الخارجية مجددا قدرتها على تخطي المعوقات الاقتصادية العالمية، فبرغم التحديات التي مرت فيها التجارة العالمية طوال السنوات العشر الماضية، حققت دبي نمواً بنسبة 72% في قيمة تجارتها الخارجية للعام 2018 مقارنة بالعام 2009 وبلغت نسبة النمو في كمية البضائع بتجارة الإمارة الخارجية خلال هذه الفترة 44%، ما يعكس مدى قدرة دبي على جذب التجارة من أنحاء العالم كافة ونجاحها في مواكبة التحولات الكبرى في الأسواق الدولية مع صعود دور آسيا بقيادة الصين كمنطقة تصدير رئيسية للبضائع نحو الأسواق العالمية في أفريقيا وأوروبا وأمريكا”.

وأوضح : “تُعد دبي حلقة الربط الرئيسية والمنصة الأهم عالمياً في الوصول إلى البضائع الآسيوية، وقد دعمت شبكتنا الدولية للموانئ العالمية والمناطق الحرة في مختلف الدول والمناطق القدرات التجارية المتصاعدة لدبي لتمكنها من التقدم بسرعة نحو إقامة مشروعاها الرائد لتأسيس محور دبي للحرير مستفيدة من انتشارها الدولي كذلك عبر شركاتها العالمية للطيران ومطاراتها فائقة التطور”.

وأضاف: “يدعم تطور الخدمات والتسهيلات التجارية والجمركية التي توفرها دبي للتجار والمستثمرين الأداء القوي لتجارتها الخارجية، وقد ارتفع عدد المعاملات الجمركية التي قدمتها جمارك دبي لعملائها لتصل في العام 2018 إلى 9.6 مليون معاملة مقارنة مع 9 ملايين معاملة في 2017، وتوجت الدائرة جهودها لإسعاد المتعاملين بالوصول إلى قمة جديدة وغير مسبوقة في نتائج مؤشر السعادة للعام 2018 محققة نسبة 97.49% في سعادة المتعاملين، وذلك نتيجة للتقدم المستمر في سرعة وجودة الخدمات المقدمة للمتعاملين من خلال الابداع والابتكار في تطوير التسهيلات والتطبيقات الجديدة”.

وعن الخدمات النوعية المقدمة .. قال ابن سليّم: “أطلقت جمارك دبي “تطبيق الإفصاح المبكر الذكي” لاختصار الوقت اللازم لإفصاح القادمين إلى دبي عبر مطارات الإمارة عن مقتنياتهم، ما يختصر وقت عبورهم لإنهاء الإجراءات الجمركية من 45 دقيقة إلى أقل من 5 دقائق، كما قامت الدائرة بإطلاق مشروع “النظام الذكي لرصد ومتابعة السفن والرحلات” لتعزيز قدرة الموظفين المختصين على رصد حركة البضائع وتطوير كفاءتهم في إدارة المخاطر، وتوجت الدائرة النجاح الذي حققه برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد منذ انطلاقه رسمياً تحت مظلة الهيئة الاتحادية للجمارك بزيادة نسبة البيانات الجمركية المنجزة عبر البرنامج في 2018 إلى 34 % من إجمالي عدد البيانات الجمركية “.

وأظهرت إحصائيات تجارة دبي الخارجية في العام 2018 تكامل منظومة الشحن والخدمات اللوجستية في الإمارة وتنوعها بين الشحن الجوي والبحري والبري، حيث ارتفعت التجارة المنقولة جواً بنسبة 3.2% لتصل قيمتها إلى 612 مليار درهم كما ارتفعت التجارة المنقولة بحراً بنسبة 3.4% لتصل قيمتها إلى نحو 483 مليار درهم وبلغت قيمة التجارة المنقولة براً نحو 205 مليارات درهم.

وجاءت الهواتف الذكية والمحمولة والأرضية في صدارة البضائع بتجارة دبي الخارجية حيث بلغت قيمتها 150 مليار درهم لتعزز تقدم دبي في التجارة العالمية لأجهزة وتطبيقات تقنية المعلومات الذكية، ودعمت الإمارة دورها الرائد كمركز عالمي لتجارة المعادن الثمينة والمجوهرات والاحجار الكريمة، حيث جاء الذهب في المركز الثاني بتجارة دبي الخارجية بقيمة 146 مليار درهم تلته المجوهرات في المركز الثالث بقيمة 106 مليارات درهم ثم الألماس في المركز الرابع بقيمة 94 مليار درهم وجاءت السيارات في المركز الخامس بقيمة 65 مليار درهم.

وتمكنت دبي من تعزيز التنوع في الأسواق الرئيسية لتجارتها الخارجية حيث جاءت الصين في مركز الشريك التجاري الأول لدبي وبلغت قيمة التجارة معها في العام 2018 نحو 139 مليار درهم تلتها الهند في مركز الشريك التجاري الثاني بتجارة بلغت قيمتها نحو 116 مليار درهم ثم الولايات المتحدة الأمريكية الشريك التجاري الثالث وبلغت قيمة التجارة معها نحو 81 مليار درهم تلتها المملكة العربية السعودية في مركز الشريك التجاري الأول خليجياً وعربياً والرابع عالمياً حيث بلغت قيمة التجارة مع المملكة في العام 2018 نحو 55 مليار درهم وسويسرا في مركز الشريك التجاري الخامس بتجارة بلغت قيمتها 49 مليار درهم.

وام