افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء اليوم “قصر الوطن” ــ ضمن مجمع قصر الرئاسة ــ ليمثل صرحاً معرفياً جديداً يبرز الدور الحضاري والإنساني لدولة الإمارات.

حضر الافتتاح سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية وسمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان وسمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس دائرة النقل في ابوظبي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح وعدد من الشيوخ ومعالي الوزراء وكبار المسؤولين.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن الموروث الثقافي والحضاري لدولة الإمارات يمثل رصيداً زاخراً للأجيال الحالية والقادمة ومصدر قوة يدعم طموحاتنا العريضة لمستقبل وطننا بما يمليه ذلك من ضرورة الاهتمام به وحفظه وتمكين المجتمع من الوصول إلى محتواه ..مشيرا سموه إلى أن افتتاح قصر الوطن وإتاحة زيارته لأفراد المجتمع يعكسان حرص الدولة على تيسير الفرصة كاملة لتعريفهم بجوانب مهمة من هذا التراث بكل ما يحمل من قيم إنسانية وإبداعية يجب إحيائها والاحتفاء بها وتمريرها إلى الأجيال القادمة.

وقال سموه إن دولة الإمارات في مسيرتها نحو المستقبل تضع تراثها الفكري والإنساني موضع كل حفاوة وتقدير.. عرفاناً لما قدمه السلف من إسهامات شكّلت اللبنات الأولى في بناء صرح هذا الوطن الذي أصبح اليوم رمزاً شامخاً للعزة والتسامح والتعايش، منوهاً سموه بأن إتاحة الفرصة للناس للاقتراب أكثر من هذا الموروث تعين على تعريفهم بمضمونه وأهمية الحفاظ عليه.

من جانبه أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بالحفاظ على إرثها الثقافي والإنساني وإبراز تاريخها الحافل ومنجزات الآباء والأجداد إضافة إلى ترسيخ هويتها الوطنية ..مشيرا إلى أن ذلك يعزز قيم ولاء الأجيال المتعاقبة وانتمائهم إلى الوطن ويمثل مصدر إلهام وحافزا لبذل مزيد من الجهد للمضي قدما في تحقيق ما تصبو إليه الدولة من رقي وتطور.

وأوضح سموه أن الأهمية التي توليها دولة الإمارات للحفاظ على تراثها وثقافتها مردها أنه يعد ثروة وطنية وزادا معرفيا تتناقله الأجيال المختلفة وتستمد منه العزم والعطاء لتواصل مسيرة خدمة الوطن وتقدمه.

وأشار سموه إلى أن هذه المبادرة انطلقت من إرث المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في تواصل أبناء شعبه وانفتاحهم على بقية الثقافات وتقاربهم مع شعوب العالم.

كما أكد سموه جهود الدولة في رعاية وحفظ التراث والفكر العربي ونهجها القائم على مبادئ التعاون والمشاركة ونشر المعرفة ..مشيراً سموه إلى أن قصر الوطن وبما يتضمنه من معالم ثقافية وتاريخية يمثل رافدا يثري الحصيلة المعرفية لزواره ويمثل جسراً جديداً من جسور التواصل الحضاري مع الشعوب.

وقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأولياء العهود بجولة في أروقة قصر الوطن اطلعوا خلالها على طابعه المعماري الذي يجسّد إبداع فنون العمارة العربية وفق رؤية معاصرة جعلت منه صرحاً متفرداً يبرز الرسالة الحضارية لدولة الإمارات.

وشملت الجولة عدة اجنحة حيث استمعوا من معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة لشرح حول الاجنحة حيث تضمنت الجولة جناح الهدايا الدبلوماسية الذي يتضمن مجموعة الهدايا الخاصة المُقدَّمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تجسّد العلاقات الودية التي تجمع الدولة بمختلف دول العالم، حيث يتم عرضها للجمهور للمرة الأولى.

كما شملت الجولة قاعة “روح التعاون” بتصميمها الدائري المميز وبشكل متدرج على هيئة مسرح مفتوح والمخصصة لاستضافة الاجتماعات والقمم الرسمية المهمة والجلسات الدورية للمجلس الأعلى للاتحاد، ومجلس “البرزة” الذي استوحيت تصاميمه كافة من الإرث التاريخي الإماراتي العريق حيث تعقد بين جنباته اللقاءات الاجتماعية ويتم مناقشة الأمور المتعلقة بشؤون البلاد.

إلى ذلك، تضمنت الجولة أيضاً جناح “مكتبة القصر” التي تحتوي على أكثر من 50,000 كتاب لتشكل وجهة أساسية للباحثين عن مصادر معرفية تعنى بدولة الإمارات إضافة إلى “بيت المعرفة” الذي يضم معروضات وأعمالاً فنية نادرة تلقي الضوء على العصر الذهبي للحضارة العربية وإسهاماتها في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية من علوم وفنون وآداب.

بعدها شاهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والضيوف عرضاً صوتياً وضوئياً في باحات القصر الخارجية، استعرض مسيرة التقدم في دولة الإمارات عبر رحلة من ثلاثة فصول انتقلت بالضيوف من تاريخ الدولة العريق إلى حاضرها المشرق ورؤيتها لمستقبل أكثر ازدهاراً.

ويسهم فتح أبواب قصر الوطن لاستقبال الزوار في نشر ونقل المعرفة إلى فئات المجتمع وأطيافه كافة بما يتماشى مع حرص القيادة الحكيمة في الدولة على تنمية ودعم وتطوير الكفاءات الوطنية وإمدادها بكافة عوامل التميز بما في ذلك من تجارب وخبرات واطلاع واسع على شتى دروب المعرفة بما لتلك الكفاءات من أهمية كأحد أهم ركائز رؤية 2021 الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة في المجالات كافة.

وتجسد هذه البادرة دور دولة الإمارات الرائد في حفظ ورعاية التراث الإنساني من خلال استحضار ونشر الإسهامات العربية في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية حيث سيخوض زوار القصر تجارب إنسانية غنية تبرز تاريخ وحاضر دولة الإمارات العربية المتحدة، ومساهماتها الإنسانية والمعرفية.

وتنطلق جولة الزوار من القاعة الكبرى التي تعد القلب المعماري للقصر والتي تتميز بتصميمها الهندسي الفريد والمتوَّجة بقبة تضفي عليها طابعاً من التناغم والتوازن الذي يرمز بدوره إلى الاستقرار الذي تنعم به دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل رؤية قيادتها الحكيمة.

وسيشهد قصر الوطن تنظيم معارض تفاعلية تتناول جوانب ثقافية وتاريخية متعددة تثري بمجملها الحصيلة الفكرية لزواره وتعزز فهمهم ومعرفتهم بتاريخ وثقافة العالم العربي في حين يمكن لزوار القصر كذلك التجوّل في حدائقه الخارجية ومتابعة العرض الصوتي والضوئي الذي يمكن مشاهدته على مبنى القصر من الخارج.

وام