الفجيرة اليوم / قالت عزة سلطان، الكاتبة المصرية وخبيرة المكتبات، “إننا في حاجة لإعادة النظر في المعايير التي تحكم اتجاهات القراءة خلال السنوات الأخيرة”، معتبرة أن ثمة تطورات كبيرة حدثت فيما يخص القراءة وصناعة الكتاب بشكل عام.
وأوضحت سلطان، لـ”العين الإخبارية”، أن الإنترنت عند ظهوره دفع كثيرين لتبني توقعات وتكهنات عن اختفاء الكتاب الورقي، لكن الأخير لم يختفِ، وتطور وظهرت بفضله أنماط ونوعيات متنوعة من مصادر المعلومات المفتوحة، غلب طابع السطحية على الكثير منها، لا سيما في المنتديات والمواقع التي تقدم المعلومات دون تدقيق، وتسعى إلى تقديم القصص البسيطة جذبًا للقراء.
وتابعت صاحبة كتاب “الدليل الشامل لأنشطة المكتبات”: “بفضل غياب المعايير تنامى ظهور القصص البوليسية وكتابات الرعب والروايات العاطفية المبسطة التي يمكن وصفها بالسطحية، والمؤكد أن هذه النماذج كانت شائعة قديمًا، لكنها تنامت مع ظهور الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي”.
ورأت أن “هذه التطورات أفرزت كُتابًا وقراءً يجنحون نحو السهولة والبساطة والسطحية في الطرح، وأصبح هناك عشرات ومئات المؤلفين الذي يقدمون محتوى سطحيا حد الابتذال”.
واعتبرت سلطان أنه “لا يمكن الحد من هذه الظواهر عبر إجراءات رقابية، وإنما بالنقاشات داخل نوادي القراءة التي تهدف إلى عرض الكتب وإلقاء الضوء على مناطق الجذب فيها، فكلما زاد عدد نوادي القراءة كان ذلك محفزًا للانتقال من قراءة هذه النوعية التي لا تصنع ثقافة أو وعيا لمرحلة أكثر عمقًا”.
ورأت سلطان أن الحل يكمن في “خلق مزيد من نوادي الكتاب التي تخاطب الشباب وتعرض بعض كتبهم من فترة إلى أخرى، وعدم التعالي على نوعية المحتوى مهما كان مستواه الفني، إذ إن التعالي بحجة ضعف المستوى للكتب يؤدي إلى صنع فجوة وعزل للآلاف من القراء الذين يميلون لهذه الكتب التي تتماشى مع مصادر معرفتهم المعتمدة على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع التي تدعم سطحية كل شيء”.
وشددت الكاتبة المصرية على أن زيادة عدد نوادي الكتب تدفع لتشجيع عملية القراءة، كما أن وجود نوادٍ للكتب على منصات التواصل أمر مشجع على القراءة بفضل سهولة التسويق لها عبر المنصات الإلكترونية، فضلًا عن جود أنشطة سواء بدعم من الدولة أو المجتمع المدني تعتمد على نصوص مطبوعة كتقديم مسرحيات، أو ورش أدبية وفنية، إلى جانب تقديم محتوى مقروء وقوائم بكتب.
وأضافت سلطان: “نحتاج إلى اعتماد مفاهيم تسويقية لترويج الكتب وعمل برامج للقراءة، وهذا أمر بالغ الأهمية في ظل تدافع الآلاف نحو كتب تقدم محتوى لا يخلق أي تراكم معرفي، بل يسعى إلى تغييب الوعي”.
وتابعت: “علينا تقديم أنشطة تعتمد على الكتب كحالة من الوصل والاتصال والجذب للقراءة، وإعداد برامج لأنشطة محددة لفئات بعينها كطلبة الجامعات أو حديثي التخرج أو الناشئة، فضلا عن إعداد برامج للأنشطة وفق الهدف والفئة العمرية المستهدفة، ما يساعد في تحقيق معدلات قراءة مرتفعة، ويسهم في توجيه القراء نحو موضوعات بعينها أو مستويات معرفية أكثر عمقًا وتميزًا”.
عزة سلطان كاتبة مصرية ولدت في 2 أغسطس/آب 1974، درست علوم المكتبات والمعلومات وحصلت على ليسانس المكتبات والمعلومات من جامعة المنوفية عام 1997، ونشرت مؤلفات قصصية وروائية وكتابات للأطفال عدة، تناولها نقاد عديدون أبرزهم الدكتور صلاح فضل.
عملت سلطان أخصائي مكتبات ومعلومات في عدد من الجهات، آخرها جامعة حلوان، وحصلت على جائزة عبدالحي أديب في سيناريو الفيلم الطويل من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي.
كما أنتجت عشرات الأبحاث والأوراق العلمية في تخصص المكتبات والمعلومات، ثقافة الطفل، والنقد الأدبي والسينمائي، منها: “دليل المسرح البيئي” 1999، حصتي في المكتبة (للناشئة) 2008، والدليل الشامل لأنشطة المكتبات 2008، ولها أبحاث عدة عن القراءة والمكتبات منها: دراسة عن التخطيط لتطوير الخدمة المكتبية للفئات الخاصة.
العين الأخبارية