الفجيرة اليوم- جمعت الدورة السنوية الثانية لمؤتمر “الحرب على السرطان في الشرق الأوسط 2019” من “إيكونوميست إيفينتس”، والتي استضافتها دبي أمس الثلاثاء 12 مارس، نخبة من القيادات العالمية في مجال الرعاية الصحية وصنّاع السياسات والمفكرين البارزين لاستكشاف استراتيجيات التصدّي لمشكلة تزايد معدلات الإصابة بالسرطان في المنطقة.

وركّزت المناقشات التي جرت في المؤتمر هذا العام على مسار رعاية مرضى السرطان من حيث كيفية التصميم والتمويل والتنفيذ في أنحاء منطقة الشرق الأوسط. كما ناقش المعنيون بقطاع الرعاية الصحية الخطوات المطلوبة لتحسين الوقاية والفحوصات والكشف المبكر والمعالجة، بالإضافة إلى طرق توعية الناس بخيارات نمط الحياة الصحي.

وفي هذه المناسبة قال الدكتور يونس محمد أمين كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للرعاية الصحية: “تتحول دبي تدريجياً إلى مركز سكاني كبير في الإمارات العربية المتحدة، فهي تؤوي حوالي 29 بالمئة من سكان الدولة. .

وأردف الدكتور يونس: “نحن نبذل جهدنا لتحسين مستوى الرعاية الصحية لمرضى السرطان في دبي والارتقاء بها إلى المستويات العالمية، من أجل خدمة المرضى الإماراتيين والوافدين، والزائرين خصيصاً من أجل العلاج. ولتوفير الرعاية الصحية المطلوبة بأقل التكاليف المالية الممكنة بالنسبة للمرضى علينا أن نزيد تعاوننا مع القطاع الخاص، وهذا يساعد في تقليل أعداد مرضى السرطان الذين يذهبون للخارج من أجل العلاج، ويمكّننا من استخدام المبالغ الموفرة في تقديم خدمات رعاية صحية محلية أفضل، بتكاليف مقبولة”.

وضمن كلمتها في المؤتمر، قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة دينا مرعد، رئيسة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان (UICC): “نحن بحاجة لنظم رعاية صحية قوية تركّز على توعية الناس وخدمتهم، وتهدف إلى تمكين الجميع أفراداً ومجتمعات. ولتحقيق ذلك، علينا أن نتصدى للمحدّدات الاجتماعية للصحة والتي تتسبب في تباينات كبيرة على صعيد إمكانية الوصول إلى المعالجة والرعاية المناسبة لمرضى السرطان. كما أننا نحتاج إلى تبني نهج شامل لكيفية التعامل مع المجتمع تتعاون فيه الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتنفيذ حلول مبتكرة ومستدامة ووافية الموارد من أجل إنقاذ حياة مرضى السرطان”.

ومن جهته، قال الدكتور طريف يوسف الأعمى، وكيل وزارة الصحة للخدمات العلاجية في المملكة العربية السعودية: “إنّ الوعي والتوعية هي مسؤولية المجتمع بكامله، ولا بد لنا من بدء حوار شامل ومستمر، إذ تعاني منطقة الشرق الأوسط من عدة عوامل ترفع خطر الإصابة بالسرطان، مثل البدانة والتدخين والأمراض الإنتانية والعوامل الوراثية. لكنّ الأمر الطيب هو أنّ العديد من تلك العوامل يمكن عكسها أو حتى منعها، والسبيل إلى ذلك هو توافر سياسات ومبادرات قوية في مجال الصحة العامة”.

وضمن مؤتمر “الحرب على السرطان في الشرق الأوسط 2019” الذي تنظمه “إيكونوميست إيفينتس” عرضت وحدة “إيكونوميست إنتيليجنس” موجزاً عن نتائج دراسة مؤشر التأهب للسرطان. وقال آلان لوفيل، مدير أول السياسات الصحية والأدلة السريرية بوحدة “إيكونوميست إنتيليجنس” إنّ “المكافحة الفعالة لمرض السرطان تتم في سياق أوسع لرعاية صحية بمستوى جيد وتشمل الجميع في الحالة المثالية، حيث يحتاج التخطيط والاستثمار المتعلق بمكافحة السرطان إلى توفير الموارد العامة وتضمين تدخّلات الوقاية والتشخيص والعلاج والمعالجة اللاحقة ضمن النطاق الأوسع للرعاية الصحية الأولية والثانوية والثالثية. ومن الأدوات المهمة في ذلك بناء قاعدة معلوماتية من خلال إنشاء سجلات محكمة لمرض السرطان تستند إلى المجموعات السكانية في المنطقة. كما يمكن أن يوفر الاستخدام المبتكر للعدد المتزايد من مصادر البيانات الإضافية مزيداً من المعلومات المفيدة”.

ويحظى مؤتمر “الحرب على السرطان الشرق الأوسط 2019” بدعم من مستشفى “سانت جود” لأبحاث الأطفال. وتضم قائمة الشركات الداعمة للحدث كلاً من: الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان (UICC)، وغرفة التجارة الأميركية أبوظبي، ومجموعة الأعمال البريطانية في دبي والإمارات الشمالية، والجمعية الأوروبية لأبحاث السرطان، ووحدة “إيكونوميست إنتيليجنس” للرعاية الصحية.