الفجيرة اليوم  /    يُدشن، الجمعة، في مانهاتن مجمّع هادسون ياردز، مشروع عقاري خاص يعد الأكبر من نوعه في التاريخ الأمريكي، رغم الجدل المرافق لإنشائه في أوج مرحلة طفرة العقارات في نيويورك.

واستغرق إنجاز هذا المجمع الذي يضم مركزا للفنون ومتاجر فاخرة وشققا باهظة الأسعار، 7 سنوات بكلفة 16 مليار دولار.

وأنشئ المشروع على لوح خرساني عملاق يعود إلى مخزن قديم لسكك الحديد وهو يجسد اتجاهات جديدة في التخطيط المدني لمدينة نيويورك التي تعتبر سوقها العقارية مقصدا مهما للمستثمرين.

وستصل أسعار بعض الشقق في هذا المجمع الجديد إلى 30 مليون دولار.

وأصبحت هذه المنطقة التي تقع بين الجادتين الـ10 والـ12 وبين الشارعين الـ30 والـ40، جاهزة للترحيب بسكان نيويورك والسياح بعد إعادة تأهيلها.

ولم تسجل الأبراج الـ6 التي يضمّها هذا المجمع الجديد، والتي صممها مهندسون معماريون مرموقون في العقد الماضي، رقما قياسيا في الارتفاع، إلا أنها تزخر بالابتكارات التقنية.

ويضم المجمع منشأة خاصة لمعالجة النفايات ونظاما لتوليد الكهرباء وأبوابا أوتوماتيكية تحت الأرض لحماية المعدات الحساسة من ارتفاع منسوب المياه نتيجة الاحترار المناخي.

يكمن هدف المشروع ليس فقط في استخدام مساحة شاغرة في مدينة معروفة بكثافتها السكانية وازدحامها، بل دمج ذلك الحي بالمدينة، وفق دوجلاس وودوارد أستاذ الهندسة المعمارية في جامعة كولومبيا الذي شارك في التصميم الرئيسي للمجمع.

ويريد ستيفن روس البالغ 78 عاما ومستثمر العقارات الذي يقف وراء المشروع أن يكون هادسون ياردز “أكبر منطقة جاذبة للسياح ورمزا لمدينة نيويورك”.

ورغم المجازفة المادية في مثل هذا الاستثمار الضخم وفي وقت لا تزال عقارات عدة متاحة للإيجار بينها شقق مؤلفة من غرفة واحدة بـ5 آلاف دولار شهريا، يبدو قطب العقارات السبعيني الذي سينتقل قريبا إلى شقة في هادسون ياردز، واثقا من نجاح المشروع.

وأوضح خلال جولة في الموقع: “ما نفعله هنا فريد من نوعه” ما يجعل “السكان يريدون أن يكونوا هنا”، مضيفا: “يريد الناس أن يعيشوا في مكان تتوفر فيه كل حاجاتهم”.

وأشار إلى أن هذا المجمع “يمثل بيئة مناسبة للعيش والعمل واللعب، وفي الوقت نفسه أنت في المدينة! وهذا الأمر لم يعد موجودا”.

لكن ليس الكل متحمسا لهذا المجمّع، فقد شبّه جاستن ديفيدسون الناقد المتخصص في الهندسة المعمارية في مجلة “نيويورك” في فبراير/شباط الماضي هذا المجمع بأنه نسخة من نيويورك الحقيقية المتّسمة بالفوضوية أنتجت في أستوديو، مضيفا: “كل شيء فيها نظيف جدا ومسطّح جدا”.

ووصف ديفيدسون المجمّع بأنه موقع “بلا تاريخ وبلا شخصية” و”بلا بؤرة معاناة ومن دون غرابة أو مفارقات عند السكان”.

وفي وقت يتزايد فيه الغضب من الإعفاءات الضريبية الممنوحة للشركات الكبرى مثل “أمازون”، يشعر البعض بالنقمة إزاء الدعم الممنوح للمشروع الذي نال إعفاءات ضريبية تقدر بحوالي 6 مليارات دولار.

ومن مناطق الجذب في هادسون ياردز أيضا، منصة مراقبة على ارتفاع أكثر من 300 متر عن الأرض، وستفتتح في العام 2020. كما أن المرحلة الثانية للمشروع على وشك أن تبدأ، وسيبنى خلالها حي سكني آخر على الجانب الغربي من مخزن السكك الحديدية، وسيتضمن مدرسة ومناطق خضراء.

Agence France-Press