الفجيرة اليوم / اتهمت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب”، بالترويج للعنف ونشر الكراهية، وذلك بعد حادث إطلاق النار على مسجدين في نيوزيلندا، أمس الجمعة.
وكان إرهابي أسترالي يدعى برينتون تارانت قد نفذ هجوماً بالرصاص على مسجدين في وسط مدينة كرايستشيرتش في نيوزيلندا، والذي أسفر عن مقتل 49 شخصاً وإصابة آخرين. ونشر تارانت بياناً من 74 صفحة على الإنترنت يشرح فيه دوافعه قبل أن يظهر في بث حي وهو يطلق النار على المصلين داخل مسجد النور.
وقالت “واشنطن بوست” إن مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من كونها ضمن أغنى الشركات وأكثرها تقدماً من الناحية التكنولوجية، إلا أنها فشلت في منع انتشار المحتوى الصادم بشكل سريع بمجرد نشره عبر منصاتها، ما يعد صوراً مروعة لمستخدمي الإنترنت في جميع أنحاء العالم.
وأوضحت الصحيفة أن مقاطع الفيديو التي نشرها تارانت على موقع “يوتيوب” قبل يومين من الحادث ظلت على الموقع حتى وقت متأخر من الجمعة. وبعد عدة ساعات من تنفيذ الجريمة واعتقال المنفذ، كان بعض مستخدمي الإنترنت لا يزالون ينشرون ويعيدون نشر الفيديو على موقع “يوتيوب” ومنصات أخرى.
وجاءت كلمات متعلقة بالحادث مثل “نيوزيلندا”، على رأس قائمة بحث طويلة من الفيديوهات التي يحتوي الكثير منها على مشاهد غير خاضعة للرقابة.
وقالت “واشنطن بوست” إن الانتشار شبه اللحظي لصور الهجوم على الإنترنت يؤكد مدى تشابك منصات التواصل الاجتماعي، لدرجة أن المستخدمين ينقلون المحتوى عبر المنصات أسرع من تفاعل المنصات ذاتها معه.
وأضافت الصحيفة أن الحادث كان بمثابة تذكير لـ”يوتيوب”، أكبر موقع فيديو في العالم، بعجزه المتكرر عن الكشف عن المحتوى العنيف وإزالته.
وقال النائب عن ولاية فيرجينيا مارك وارنر، للصحيفة، إن “الانتشار السريع والواسع النطاق لهذا المحتوى الكريه، الذي يتم بثه مباشرة على فيسبوك وتحميله على يوتيوب، يظهر مدى سهولة إساءة استخدام المنصات الكبرى”.
وأضاف: “أصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن يوتيوب، على وجه الخصوص، لم يتصدَ للدور الذي لعبه في تسهيل التطرف”.
وكتب موقع “يوتيوب” تغريدة على حسابه على موقع “تويتر”: “قلوبنا محطمة بسبب الحادث المأساوي الذي وقع اليوم في نيوزيلندا. يرجى العلم أننا نعمل بيقظة على إزالة أي لقطات عنيفة”. وقالت شركة “تويتر” إنها علقت حساب أحد المشتبه بهم، وأنها تعمل على إزالة فيديو الواقعة من شبكتها.
وأوضحت الصحيفة أن مذبحة الجمعة في نيوزيلندا هي ثالث مرة يستخدم فيها موقع “فيسبوك” في بث فيديو لجريمة قتل. ففي عام 2015، حمل رجل مسلح فيديو مصور بهاتف ذكي يظهر فيه وهو يطلق النار على صحفيين في محطة رونوك بولاية فيرجينيا. وفي عام 2017، نشر مسلح فيديو له وهو يطلق النار على أحد المارة في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو.
Washington Post