قامت الروائية النيجيرية أدوابي تريشيا نواباني بزيارة زعيم تقليدي صاحب نفوذ واسع، والذي عادة ما يستبدل الزي الملكي بحذاء العمل والجاروف ليشجع رعيته على الإقبال على الزراعة.وعندما توفي أمير كيفي في ولاية ناساراوا بشمال وسط نيجيريا عام 2015 حل نجله الأكبر البالغ من العمر 52 عاما مكان أبيه.ولم يرث شيهو عثمان ياموسى الثالث مسؤوليات والده التي تولاها لـ 37 عاما فقط، بل ورث أيضا طاقما كبيرا من العاملين الذين يعتمدون في حياتهم على القصر.ويشمل الطاقم حرسا وموسيقيين وسائقين وطباخين وعمال نظافة وعاملي حظائر يرعون نحو 25 حصانا.

الخيول والأبقار

وتعد الخيول رمز النفوذ والتي استخدمت يوما للتوسع وهي حاليا وسيلة الأمير للتنقل في المهرجانات الإسلامية أو عندما يتجول في كيفي للتواصل مع رعيته وسماع آرائهم.كما يمتطي اللاعبون هذه الجياد خلال دورتي البولو النصف سنوية في كيفي، في يوليو/تموز وديسمبر/كانون أول من كل عام حيث يأتي زوار من جنوب افريقيا والأرجنتين وبريطانيا.وبالإضافة للخيول يمتلك الأمير أبقارا.ويأتي نحو 60 من العاملين في القصر في الثامنة صباحا وينصرفون في السادسة مساء بينما يعيش الباقين في القصر.ويقول أمير كيفي :”إن من يعيشون في القصر يصل عددهم لنحو مئة.”

إفطار،غذاء،عشاء

ويقيم أمير كيفي مآدب لأقاربه الذين يحيطون به طوال اليوم وينضمون إليه في إفطاره وغذائه وعشائه، فضلا عن أن العشرات من جيرانه، الذين يعيشون في مبان مجاورة للقصر، ينضمون إليه لتناول الطعام.وقال أمير كيفي: “أشعر بالسعادة عند تقديم الطعام للناس.”ويتلقى كل أمير في نيجيريا مرتبا ومخصصات لإمارته من الحكومة وكان الأمير السابق يطعم حاشيته والعاملين لديه من هذه المخصصات ولكن الأمير الحالي لديه فكرة أفضل.ويقول ياموسا الثالث: ” بعد أن أصبحت أميرا قررت إطعام الحاشية والعاملين من مزارعي.”وقبل اعتلاء العرش بوصفه الأمير رقم 15 لكيفي درس ياموسا الثالث القانون في جامعة ولاية ناساراوا.كما درس أيضا في بريطانيا وحصل على الدكتوراه في قانون الطاقة، وله زوجتان وخمسة أبناء.وكان يتطلع للمزيد من التقدم الدراسي، وقد سافر لإلقاء ورقة بحثية في الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول عام 2015 عندما توفي والده فجأة لاعتلال صحته.وتعد كيفي واحدة من أقدم الإمارات في نيجيريا حيث تأسست عام 1798 حتى قبل إعلان عثمان دان فوديو الجهاد في أوائل القرن التاسع عشر عندما اجتاح شمال نيجيريا ونشر الإسلام.وتاريخيا خلف أمير كيفي شقيقه الأصغر قبل إعطاء الفرصة لابنه للحكم، وكان على ياموسا الثالث اتخاذ قرار سريع وتغيير مساره عندما أعرب عمه عن عدم اهتمامه بالمنصب.

الاهتمام بالزراعة

وكان اهتمامه بالزراعة قد بدأ منذ كان طالبا صغيرا عندما كان يذهب لمزرعة والده خلال العطلات.وكان والده قد منحه 70 هكتارا من الأراضي الزراعية قبل وفاته بخمس سنوات.وقد استطاع شراء تذاكر للسفر إلى الخارج وحضور منتديات دولية من بيع محاصيل الذرة والأرز.وعندما أصبح أميرا قام بشراء المزيد من الأراضي الزراعية ووسع مزرعته لتصل مساحتها لنحو 100 هكتار يخصص 40 منها لزراعة الأرز والباقي للذرة.كما بدأ أيضافي زراعة الخضروات مثل الكرنب والقرع العسلي وأقام 10 صوبات زجاجية يزرع فيها الفلفل والطماطم والخيار والفلفل الأصفر والأحمر.وقال :”أنتج في العام نحو 300 جوال من الذرة ونحو 200 من الأرز، وكل شهر أنتقي إحدى البقرات وأذبحها لذلك لا نشتري لحوما.”ويستهلك القصر نحو 5 جوالات من الأرز شهريا أي نحو 60 سنويا، ويقدم الأمير هدايا من محصول الأرز، ويبيع الباقي في العاصمة أبوجا.ويقول بفخر: “محصول الفلفل الأخضر الخاص بي من الأفضل في المنطقة الشمالية الوسطى، فهو فريد حيث أنني لا أستخدم الكيماويات كثيرا حيث أعتمد على الأسمدة العضوية.”ورغم كمية الإنتاج الكبيرة فإن الأمير يصف نفسه بالمزارع حيث تتم جميع عمليات الزراعة والحصاد يدويا.ويقول: “حاليا ستشاهد نحو 100 شخص يعملون في مزرعتي، ولكنني سأقوم بشراء جرار العام الجاري، وأفكر في توسيع المزرعة لـ 200 هكتار.”