أوصى مجلس النواب الأردني، أمس، في ختام جلسة صاخبة خصصت لمناقشة «الاعتداءات الإسرائيلية» في المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، الحكومة الأردنية بطرد السفير الإسرائيلي من عمان، وسحب السفير الأردني من تل أبيب.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية: «إن مجلس النواب أوصى (في ختام جلسته) الحكومة بسحب السفير الأردني من إسرائيل، وطرد السفير الإسرائيلي من عمان، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المقدسات في مدينة القدس المحتلة». ودعا النواب خلال الجلسة، التي ترأسها رئيس المجلس عاطف الطراونة، وحضرها رئيس الوزراء عمر الرزاز، وشهدت مشاجرة ومشادات كلامية، الحكومة إلى مخاطبة مجلس الأمن الدولي «لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني».
وطالب النواب الحكومة بإعلان تفاصيل ما يسمى بـ«صفقة القرن»، وإعلام المجلس بذلك، والإجراءات المتخذة حيالها، في إشارة إلى خطّة سلام وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالكشف عنها لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وأشار الطراونة إلى أن «اتفاقية وادي عربة منظورة حالياً أمام اللجنة القانونية النيابية».
وأشار الطراونة إلى أن «لجنة الطاقة ستنظر قريباً في موضوع «اتفاقية الغاز» مع إسرائيل لاتخاذ القرار المناسب بشأنها».
وقال الطراونة: «إن القضية الفلسطينية هي قضية وطنية أردنية شاء من شاء وأبى من أبى، وإن من يرى أنه بعيد عنا، عليه أن يغادر الجلسة». وقال وزير الخارجية أيمن الصفدي: «إن القدس فوق السيادة وفوق الخلافات، ولا تهاون أو قبول لأي فعل يحاول المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم».
من جهته، قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، عبدالناصر أبو البصل: «إن المسجد الأقصى حق مقدس للمسلمين، وغير قابل للتقسيم المكاني والزماني».
وقد وقع شجار بين نائبين أردنيين خلال الجلسة، ما أدى إلى تعليق الجلسة لوقت قصير.
وحاول النائب خالد الفناطسة ضرب زميله محمد هديب بعد كلمة ألقاها الأخير أثارت استياء الحضور، بينما تدافع النواب للفصل بين الاثنين، ومنعهما من الاشتباك بالأيدي، ما دفع رئيس المجلس لتعليق الجلسة لفترة قصيرة.
ووقع الشجار على خلفية كلمة ألقاها النائب هديب، قال فيها: «إن هذه الحكومة، والتي سبقتها والتي ستأتي، وهذا المجلس ومن سبقه ومن سيأتي، لن يستطيع أن يستدعي سفيرنا (من إسرائيل)، ولا أن يطرد سفير الكيان (إسرائيل)» من عمان».
وأضاف: «رسالة للشعب الفلسطيني لن يكون أحد معكم إلا الله، للأقصى رب يحميه»، مشيراً إلى أن «الوصاية الهاشمية تحتضر». أثار هذا الكلام غضب بعض النواب لما اعتبروه انتقاصاً للجهود الأردنية، كما قاطعه رئيس المجلس عاطف الطراونة قائلاً: «كلامك خطأ، ويفترض أن لا تكون نائباً أردنياً، أنت لا تخدم القضية (الفلسطينية)، وأنت مدسوس لتخلق فتنة بين النواب». وأضاف: «جئت لتستفز الحضور»، داعياً المجلس «لأن يتخذ قراراً بعضوية هذا الرجل»، قبل أن يتدافع النواب، وتحدث المشاجرة.

الاتحاد