تكثف قوات سوريا الديموقراطية، اليوم الخميس، عمليات التمشيط في قرية الباغوز، آخر جيب لتنظيم داعش الإرهابي في شرق سوريا، قبل الإعلان الرسمي عن هزيمة التنظيم.
وبدعم جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، سيطرت قوات سوريا الديموقراطية هذا الأسبوع على المخيم العشوائي الذي لجأ إليه آخر الإرهابيين في قرية الباغوز الواقعة على الحدود الشرقية لسوريا.
وتعني الخسارة الكاملة لهذا المربع الذي يسيطر عليه الإرهابيون نهاية سيطرة التنظيم المتطرف في سوريا، بعد هزيمته في العراق عام 2017.
وقال قائد العمليات، في بيان مقتضب أرسله للصحافيين، “ما زالت عمليات التمشيط جارية في مخيم الباغوز” في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
وقال مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي للصحافيين “فور الانتهاء منها، سنعلن التحرير”.
وفي أعقاب خسارة الإرهابيين للمخيم، الثلاثاء، بدا بالي حذراً وأكد أن هذا “ليس إعلاناً للنصر ولكنه تقدم مهم في القتال ضد داعش”.
واضطرت قوات سوريا الديموقراطية، صباح اليوم الخميس، لنفي المعلومات الواردة من بعض وسائل الإعلام والتي أفادت عن سقوط آخر جيب للتنظيم المتطرف في المنطقة بالكامل.
وأكد القائد “لا صحة لتحرير البلدة بشكل كامل”.
من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس إلى “عمليات تمشيط متواصلة تنفذها قوات سوريا الديموقراطية في ما تبقى من أنفاق وخنادق (…) بحثاً عن متوارين” من التنظيم.
وشاهد فريق من الصحفيين مساء أمس الأربعاء شاحنات تقل أشخاصاً، وخصوصاً نساء وأطفالا، من الباغوز.
وتم إجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين خلال الأسابيع الماضية من آخر جيب للتنظيم.
وعلى وقع تقدمها العسكري، أحصت هذه القوات خروج أكثر من 67 ألف شخص من جيب التنظيم منذ مطلع العام، بينهم خمسة آلاف إرهابي تم توقيفهم بعد استسلامهم، بحسب هذه القوات، ونحو 24 ألفاً من أفراد عائلاتهم. كما أفادت عن اعتقال “520 إرهابياً في عمليات خاصة”.
ستعلن “الهزيمة النهائية” لتنظيم داعش المتشدد “في غضون أيام” من قبل قوات سوريا الديموقراطية أو التحالف الدولي، بحسب ما أعلن أمس الأربعاء وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، الذي تشارك بلاده في عمليات التحالف الدولي لمحاربة التنظيم.
وبانتظار النهاية الرسمية للعملية التي أطلقت في 10 سبتمبر الماضي ضد آخر معقل للإرهابيين، يقبع الخارجون من آخر جيب في مخيم للنازحين.
وتم نقل أغلبهم نحو مخيم “الهول” (شمال شرق) حيث يتجمع أكثر من 72 ألف شخص بينهم أكثر من 40 ألف طفل، بحسب لجنة الإنقاذ الدولية.
ويضم المخيم نحو ألفي نازح جديد أغلبهم من النساء والأطفال الذي وصلوا الأربعاء، بحسب المصدر نفسه.
وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، بالتقدّم المحرز في الحرب ضدّ تنظيم داعش الإرهابي، مشيراً إلى أنّ سقوط الدولة أعلنها التنظيم بات وشيكاً.
وأوضح، كاشفا خريطةً صغيرة تُمثّل سوريا، “هناك نقطة صغيرة، وقد تختفي هذه الليلة”.
في ديسمبر، أعلن ترامب -على نحو مفاجئ- سحب زهاء ألفي جندي أميركي تمّ نشرهم في سوريا، وبرّر وقتذاك قراره بالقول “لقد انتصرنا على تنظيم داعش، وحان وقت العودة”. غير أنّه أعلن الأربعاء أنّ نحو 400 جندي سيبقون في نهاية المطاف منتشرين على الأرض “لبعض الوقت”.

الاتحاد