الفجيرة اليوم  /   لم تهدأ مدينة الموصل منذ غرق العبارة في نهر دجلة ومقتل نحو 120 شخصا من ركابها، فالمدينة التي حررتها القوات الأمنية العراقية بإسناد من التحالف الدولي في 10 يوليو/تموز من عام 2017 تشهد مظاهرات واحتجاجات شعبية تطالب بوقف التدخلات الإيرانية التي نهبت مقدرات المدينة ومحاسبة المسؤولين عن الحادثة والفاسدين في الموصل. وبدأ الآلاف من أهالي الموصل التظاهر أمام بوابة الجزيرة السياحية عقب غرق إحدى عباراتها في نهر دجلة ومقتل غالبية ركابها في 21 مارس/آذار الجاري.

وتشرف النقابات والجمعيات المهنية على قيادة المظاهرات التي يشارك فيها كل فئات المجتمع الموصلي، ومن بينهم ذوو ضحايا العبارة، وتزامنت المظاهرات مع إضراب عام للأسواق بدأه التجار وأصحاب المحلات التجارية احتجاجا على حادثة غرق العبارة.

وقال محمود ذنون، أحد منظمي المظاهرات في الموصل: “لن نتوقف عن الاحتجاج إلا بإقالة المحافظ نوفل العاكوب وجميع المسؤولين المتورطين في الفساد وفي حادثة غرق العبارة بالموصل”.

وأضاف في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن “هذه الاحتجاجات ستتواصل وتستمر حتى نيل الحقوق وتنظيف الموصل من الفاسدين”، مشددا على أن “الانتفاضة ضد الفاسدين بدأت من نينوى ولن تتوقف إلا بالقضاء على الفساد المستشري في جميع مؤسسات الدولة العراقية”.

تدخلات إيران ونهبها ثروات الموصل

وسيطرت مليشيا الحشد الشعبي التابعة لإيران على محافظة نينوى بعد تحريرها من داعش عام 2017، وبدأت بنهب المدينة وأهلها من خلال فرض الإتاوات والاستيلاء على الأراضي وسرقة النفط والآثار وتهريبها إلى إيران من خلال المكاتب الاقتصادية التي تحتضن، إلى جانب مسلحي المليشيا، ضباطا في مليشيا فيلق القدس الإيراني الجناح الخارجي لمليشيات الحرس الثوري الإيرانية الإرهابية.

ولم تقف المليشيات عند هذا الحد بل تجاوزته في تأييد المسؤولين المتورطين في قضايا الفساد في الموصل مقابل حصول قادة هذه المليشيات على نسب من صفقات الفساد التي تشهدها المدينة التي دمرت الحرب أكثر من ٨٠٪ من بنيتها التحتية، وتفتقر إلى أبسط الخدمات وما زالت الكوارث الناجمة عن الفساد الإداري تحصد أرواح أبنائها يوميا.

إرهاب مليشيات إيران

من جهته، أوضح حميد صبري، أحد أهالي الموصل المشاركين في المظاهرات أن “الموصل تشهد منذ شهور عمليات إرهابية وحوادث، إلى جانب عمليات الخطف التي تنفذها مليشيات إيران، وفي الوقت ذاته لم تنطلق أي عمليات إعادة إعمار وما زالت المدينة مدمرة والحكومة المحلية مقصرة”.

وأضاف لـ”العين الإخبارية” أن “المحافظ متورط بصفقات فساد لكنه ما زال في منصبه، ومشاكل أخرى كثيرة، لذلك قررنا أن نخرج في مظاهرات سلمية لحين تصحيح الأوضاع في المدينة التي تتوالى عليها الكوارث بسبب هؤلاء الفاسدين في العراق”.

وتابع: “نطالب الحكومة بتحويل هؤلاء المسؤولين إلى المحاكمة لينالوا جزاءهم على الجرائم التي اقترفوها، وإلا فإننا سنطالب بإسقاط الحكومة أيضا لأنها ستكون شريكة في جرائم الفاسدين”.

ويعقد مجلس النواب العراقي، الأحد، جلسته الاعتيادية التي تتضمن في جدول أعمالها بحث التوصيات التي رفعتها لجنة تقصي الحقائق النيابية عن الأوضاع في الموصل وتداعياتها إلى رئاسة البرلمان وللحكومة العراقية.

العين الأخبارية