الفجيرة اليوم / طالب المدير التنفيذي لـ«جمعية ساعد»، جمال العامري، بدراسة السلوك الاجتماعي للسائقين الذين يرتكبون مخالفات مرورية تعود عليهم بغرامات مالية كبيرة، يتجاوز مجموعها مليون درهم، من أجل تحديد الأسباب والظروف التي تحيطهم قبل ارتكابهم هذا النوع من المخالفات «غير المنطقية»، وفق تعبيره.
فيما، عزا أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة رأس الخيمة، ومستشار الأمراض النفسية في مستشفى راك، الدكتور طلعت مطر، ارتكاب سائقين مخالفات مرورية كبيرة القيمة، إلى إصابتهم بثلاثة أمراض نفسية، هي: اللامبالاة، والتشتت الفكري، وفرط الحركة.
ورصدت «الإمارات اليوم» تراكم غرامات مالية على سائقين مخالفين لقانون السير والمرور في رأس الخيمة، تجاوز بعضها مليون درهم، نتيجة قيادة مركباتهم بسرعات جنونية، إذ ارتكب سائق خليجي، يبلغ 23 عاماً، 1200 مخالفة مرورية خلال عامين، بقيمة مليون و158 ألف درهم. كما ارتكبت سائقة عربية 1551 مخالفة مرورية، خلال أربع سنوات، بقيمة تصل إلى مليون درهم تقريباً. وارتكب سائقان العام الماضي مخالفات مرورية وصلت غرامتها المالية إلى مليون درهم للسائق الأول، و250 ألف درهم للسائق الثاني.
وقال جمال العامري إن السائقين الذين يرتكبون مخالفات مرورية بغرامات تصل إلى مليون درهم يصلون إلى مرحلة العجز عن سداد قيمة مخالفاتهم، عازياً ذلك إلى أن «ارتكابهم المخالفات المرورية الكبيرة، ناتج في الأصل عن ضعف حسهم بالمسؤولية القانونية والاجتماعية والمالية».
وأضاف أن «بعض السائقين يرتكبون مخالفات مرورية بمركبات منتهية الترخيص والتأمين، وهذا في حد ذاته مخالفة مرورية صريحة. ناهيك عن أن المركبة ليست على ملكية السائق، بل مسجلة بملكية الأب أو الأم، وبالتالي فإنه يقود مركبة تعود ملكيتها إلى أسرته، لذلك يضعف لديه الإحساس بالمسؤولية، ويختفي شعوره بخطورة التبعات القانونية التي ستقع عليه لاحقاً في حال مخالفته قواعد السير والمرور».
وأوضح أن «السائق الذي يرتكب مخالفات متعددة، بغرامات مالية كبيرة، يشكل خطراً على سلامته وسلامة مستخدمي الطريق، وستطبق عليه أحكام المواد القانونية في جدول الغرامات من قانون السير والمرور».
بدوره، أكد الدكتور طلعت مطر، وجود ثلاثة أمراض نفسية تتحكم في سلوك السائقين الذين يرتكبون مخالفات ذات قيم مالية كبيرة، من دون أن تترك لهم الفرصة لمحاسبة أنفسهم على ما ارتكبوه من أخطاء أو ما تسببوا فيه من خسائر، أولها: مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، إذ يصاب السائق بنوبات من الهوس تجعل أفكاره وحركاته سريعة، ما يؤدي به إلى قيادة مركبته بسرعات جنونية تتجاوز السرعات القانونية على الطريق، إلى حدود السرعات القصوى. كما يمكن أن يؤدي المرض إلى فقدان السائق التركيز أثناء القيادة، ما يجعله يقود مركبته بطريقة متهورة، دون شعور أو تقدير لعواقب المخالفات التي يرتكبها.
وتابع مطر أن المرض النفسي الثاني يسمى مرض «تشتت الانتباه وفرط الحركة»، إذ يتسبب في إصابة السائق بضعف في الانتباه، ما يؤدي به إلى قيادة مركبته بسرعة زائدة على السرعات القانونية، ودون النظر إلى ارتكابه عدداً من المخالفات المرورية.
أمّا المرض النفسي الثالث – حسب مطر – فهو «اللامبالاة»، إذ يكون السائق غير مبالٍ بالقانون، ويتعمد ارتكاب المخالفات المرورية أثناء القيادة لأنه يعتمد على الآخرين ومعارفه في تجاوز الأمر.
وأكد مطر «يجب إحالة السائقين الذين يرتكبون مخالفات مرورية باهظة إلى لجنة طبية للتأكد من حالتهم النفسية»، لافتاً إلى أنه في حال تبين أنهم مرضى نفسيون، فيجب منعهم من القيادة إلى حين تحسن حالتهم النفسية».
الإمارات اليوم