الفجيرة اليوم / شتائم بسيطة، يتداولها أزواج وأصدقاء بشكل اعتيادي في حياتهم اليومية بنوع من المزاح، أو أثناء نوبة غضب، يمكن أن تمرّ بهدوء، وتفقد تأثيرها خلال دقائق أو أقلّ.. لكنها تتحول إلى كوابيس لأصحابها بعد انتقالها إلى تطبيقات الدردشة، وتحديداً «واتس أب».
عدد كبير من القضايا تناولته محاكم الدولة لأشخاص لم يدخل معظمهم مركز شرطة من قبل، بسبب عبارة مازحة أو صورة أو مقطع فيديو، أبرزها حالة زوج أحيل إلى القضاء بسبب رسالة نصية وصف فيها زوجته بـ«البلهاء»، وامرأة انتقدت سلوكيات زوجها، وسبت أمه في رسالة أخرى، بسبب غضبها من رد فعله معها في أحد المواقف، فلم يحتمل كلماتها وجرها إلى القضاء.
وتعود قضية بارزة تنظرها محكمة الجنايات في دبي، إلى طالبة خليجية، تبلغ 21 عاماً، إذ أبلغت الشرطة ضد شقيقها بسبب رسالة نصية بعث بها إليها، وصفها فيها بـ«الحيوانة»، وهدّد بذبحها، بسبب سفرها دون استئذان الأسرة، واستئجارها شقة في دبي.
وقالت المجني عليها في تحقيقات النيابة العامة إنها تلقت رسالة نصية وصوتية من شقيقها، يهددها فيها بالذبح، وإنه وصفها بـ«الحيوانة» في رسالة أخرى، فبادرت بالإبلاغ عنه.
كما باشرت المحكمة النظر في اتهام طاهٍ آسيوي بتهديد شخص يعمل «نائب مدير» في إحدى الشركات، بالقتل، إذا لم يترك زوجته في حالها. كما وجهت إليه النيابة ارتكاب جنحة السب باستخدام شبكة معلوماتية، إذ أرسل إلى المجني عليه رسائل سبّ له ولأمه، عبر تطبيق «واتس أب».
وأفاد المجني عليه بأن عبارات التهديد التي وجهها إليه المتهم أصابته بالذعر والخوف، لشعوره بجدية التهديد.
وأحالت النيابة العامة في دبي، أخيراً، رجل أعمال آسيوياً هدّد – عبر «واتس» أيضاً – رجلاً عربياً بارتكاب الفاحشة به، إذا لم يتنازل عن بلاغ حرره الأخير ضده لدى الشرطة، ووجهت إليه النيابة ارتكاب جناية التهديد بإسناد أمور خادشة للشرف والاعتبار باستخدام وسيلة من وسائل تقنية المعلومات، إضافة إلى جنحة السب.
وأفاد المجني عليه، وهو كاتب حسابات، بأنه باع مركبة من نوع «بورش كايين» للمتهم، بمبلغ 300 ألف درهم، وبعد ثلاثة أيام فوجئ باتصال من المتهم يسبه فيه. كما أرسل له عبارات سب وتهديد عن طريق تطبيق «واتس أب»، فقرر اتخاذ إجراء قضائي ضده.
من جانبه، أكد المحامي محمد العوامي المنصوري لـ«الإمارات اليوم»، أن كثيراً من الأشخاص لا يدركون خطورة ما يتداولونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً تطبيقات الدردشة، لأنهم يكتبون ما يقولونه عادة، غير مدركين أنهم يوثقون أدلة إدانتهم بأنفسهم، ويحدث ذلك في نوبات الغضب أو المزاح، لافتاً إلى أنه تعامل مع قضايا عدة كان طرفاها زوجين أو صديقين تربطهما علاقة قوية، وفجأة انقلب أحدهما على الآخر مستغلاً رسالة كانت عادية بالأمس وصارت دليل إدانة اليوم.
ويضيف أن إحدى أبرز القضايا التي تعامل معها تعود لموظف رفيع المستوى، كانت تربطه علاقة صداقة وعمل بأحد الأشخاص، إذ طلب منه شيئاً، فمازحه برسالة نصية تحتوي لفظاً بذيئاً يتداوله كثير من الأصدقاء عادة. لكنه فوجئ لاحقاً بصديقه يحرك دعوى قضائية ضده، بسبب هذا اللفظ.
وتابع المنصوري أن «الموظف عاش كابوساً حقيقياً، وتأزم الموقف أكثر حين حكم عليه بالحبس ثلاثة أشهر، لكنه استطاع الحصول على حكم بالغرامة فقط من محكمة الاستئناف. والواقع أن كثيرين حكم عليهم بالسجن في قضايا من هذا النوع».
الإمارات اليوم