نددت دول عربية، الاثنين، بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتل.
فقد استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الاثنين، “بأشد العبارات” إعلان الرئيس الأميركي. وأكد في بيان أن إعلان ترمب “باطلٌ شكلاً وموضوعاً، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحاً ونصاً تخصم من مكانة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، بل في العالم”.
وقال أبو الغيط إن “هذا الإعلان الأميركي لا يغير من وضعية الجولان القانونية شيئاً. الجولان أرضٌ سورية محتلة، ولا تعترف بسيادة إسرائيل عليها أية دولة، وهناك قرارات من مجلس الأمن صدرت بالإجماع لتأكيد هذا المعنى، أهمها القرار 497 لعام 1981 الذي أشار بصورة لا لبس فيها إلى عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري”، داعياً إسرائيل إلى إلغاء قرار ضم الجولان.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن “الجامعة تقف بقوة وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، وهو موقفٌ يحظى بإجماع عربي واضح وكامل، وستعكسه القرارات الصادرة عن القمة المُرتقبة في تونس مطلع الأسبوع القادم”.
البرلمان العربي
من جهته، أكد البرلمان العربي رفضه القاطع للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، محذراً من النتائج الوخيمة للقرار على أمن واستقرار المنطقة.
واعتبر مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي قرار الرئيس الأميركي أنه يضرب بعرض الحائط قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم (242) لعام 1967م بشأن انسحاب القوات الإسرائيلية المحتلة من الأراضي التي احتلت عام 1967، ومن بينها الجولان، والقرار رقم (497) لعام 1981 الصادر بالإجماع وبموافقة الولايات المتحدة الأميركية بشأن عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري.
وشدد رئيس البرلمان العربي على أن القرار الأميركي يعد باطلا ولا يترتب عليه أي أثر قانونيّ، ويؤسس بإملاء وإرادة منفردة لتغيير وضع قانوني قائم للجولان باعتباره أرضاً محتلة، كما يعد خرقا صارخا للقانون الدولي وانتهاكا خطيرا للاتفاقات الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
الكويت
وأعرب نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، مساء الاثنين، عن أسفه لاعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية، واصفا الخطوة بالمؤسفة وقال “إذ كنا نتوقع ونتمنى أن تكون هناك خطوات تسهم في احتواء الاحتقان بالمنطقة”.
وقال الجارالله ، في تصريح للصحفيين اليوم عقب مشاركته في حفل العيد الوطني لسفارة اليونان، إن هذا الاعتراف سيؤدي إلى مزيد من التوتر وتدهور عملية السلام المتعثرة أصلا.
وأوضح الجارالله أن الكويت تنظر لمرتفعات الجولان أنها أراض سورية، مشددا على أن تلك الخطوة تأتي تجاوزا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وخصوصا القرار رقم 497 والذي يدعو إسرائيل إلى إلغاء ضم مرتفعات الجولان.
وأشار نائب وزير الخارجية الكويتي إلى أن هذا الاعتراف سيحدث إخلالا بدور الولايات المتحدة الأمريكية كراع ووسيط لعملية السلام، داعيا الأصدقاء في الولايات المتحدة إلى العودة عن هذه الخطوة التي ستثير تداعيات وردود فعل سلبية كبيرة.
لبنان
إلى ذلك، قال لبنان إن قرار ترمب بشأن الجولان يقوض أي جهود تهدف للتوصل لسلام عادل ويزيد من عزلة إسرائيل.
وذكرت الخارجية اللبنانية الاثنين أن هضبة الجولان أرض ” سورية عربية” ولا يمكن لأحد أن يزيف التاريخ بنقل السيادة على ارض من دولة لدولة أخرى.
الأردن
كما عبر الأردن الاثنين عن رفضه قرار ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، مؤكدا أن ذلك “لا يغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية”.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في بيان إن “موقف المملكة ثابت وواضح في رفض ضم إسرائيل الجولان المحتل وفي رفض أي قرار يعترف بهذا الضم”.
وأضاف أن القرار الأميركي “أحادي سيزيد التوتر في المنطقة، ولا يغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية، يتطلب تحقيق السلام الشامل والدائم إنهاء احتلالها وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
موريتانيا
وأعربت موريتانيا عن أسفها واستغرابها الشديدين باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري المحتل.
وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون صدر مساء الاثنين، أن موريتانيا متمسكة بوحدة الأراضي السورية كافة، وفقا لمقتضيات القانون وقرارات الشرعية الدولية، ووقوفها الكامل وراء الحق السوري، وفقا للموقف العربي المشترك الذي عبرت عنه جامعة الدول العربية.
وقالت وزارة الخارجية الموريتانية إن قرار ترامب تضمن انتهاكا لعموم المبادئ الناظمة للقانون، ومن خرق لقرارات الشرعية الدولية، وبخاصة القرار 497 لسنة 1981 ولما يترتب عليه من زعزعة للأمن والاستقرار في عموم المنطقة وفي العالم أجمع.
ووقّع ترمب الاثنين اعلانا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية التي احتلتها الدولة العبرية عام 1967 وضمتها العام 1981 في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان بـ”التاريخي”، وقال إن مرتفعات الجولان ستظل إلى الأبد تحت السيطرة الإسرائيلية. وأكد “لن نتخلى عنها أبداً”.
وحذّرت موسكو الإثنين من “موجة توترات جديدة” في الشرق الأوسط بعد القرار الأميركي” بشأن الجولان.
البيان