الفجيرة اليوم- دشنت بلدية الفجيرة امس المرحلة الأولى من مشروع “الأنف الإلكتروني” بحضور المهندس محمد سيف الافخم مدير عام بلدية الفجيرة و احمد أبو طالب عمدة مدينة روتردام الهولندية وهو تقنية تكنولوجية لقياس جودة الهواء في جميع مناطق الإمارة ومراقبة أي انبعاثات من الغازات التي تضر بالصحة العامة، خاصة وان الفجيرة تعد مركز عالميا لتزويد السفن بالوقود وتخزين النفط ومشتقاته، ووقع الأفخم امس اتفاقية مع احمد أبو طالب عمدة مدينة روتردام الهولندية لإنجاز المرحلة الثانية من المشروع بتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم . وأشار الأفخم الى ان المرحلة الثانية للمشروع الابتكاري تضمن تركيب 90 جهاز اجديدا، لتشكل إضافة متميزة للمرحلة الاولي من المشروع التي تم تدشينها بالأمس والتي شملت تركيب 86 جهازاً حساساً للروائح والانبعاثات في الاعمدة بالشوارع الرئيسة بمناطق قدفع ومربح والقرية والفجيرة اثنان منهم متحركة لضمان ضبط الانبعاثات وروائح الغاز المنبعثة من الشركات البترولية .
وقدم الافخم خلال تدشين المرحلة الأولى شرحا لكيفية مشروع عمل الأنف الإلكتروني وقال: أن المشروع يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، حيث يتم ربط الحساسات التي تم تركيبها بشبكة متصلة “بغرفة عمليات بالبلدية ” تعطي إشارات واضحة في حال أي تغير في الروائح بالمناطق الصناعية، من خلال درجات اللون الأخضر، وتدرجاته من الأصفر للبرتقالي، ثم للأحمر، وهنا يتم الاتصال بالشركة أو المصنع لوقف العملية، خصوصاً إذا كانت هذه الروائح تصل للمناطق السكنية القريبة من هذه المصانع.
وأكد أنه في حال لم يكن لهذه الروائح إي ضرر على صحة الإنسان يتم الطلب من الشركات بتخفيفها، منوهاً الى أن عمل الحساسات سيحل مشاكل كثيرة كان يشكوا منها سكان المناطق القريبة من المنطقة البترولية بالفجيرة.
ولفت إلى أن مشروع الانف الالكتروني كان ثمرة اتفاقية توأمة وقعتها البلدية عام 2017 مع عمدة مدينة روتردام، تم تفعيلها وبدء المرحلة الأولى للمشروع العام الماضي لتطابق جغرافية مدينة الفجيرة بمدينة روتردام حيث تحتضن المدينتان منشآت نفطية قريبة من التجمعات السكنية، مؤكدا ان المشروع تم تنفيذه للحفاظ على البيئة في الامارة التي تضم العديد من الاستثمارات الدولية في مجال النفط المختلفة، باستخدام التكنولوجيا لمعالجة جودة الهواء بتتبع أصل الروائح والانبعاثات الغازية.
من جانبه قال أحمد أبوطالب عمدة مدينة روتردام بهولندا: تم توقيع اتفاقية تعاون بين امارة الفجيرة ومدينة روتردام في نظام الحفاظ على البيئة متضمنه هندسة الموانئ والدفاع المدني إذ تتشابه مدينة روتردام بمعطيات إمارة الفجيرة من ناحية الميناء البترولي.
وأشار إلى أن ميناء روتردام يعد من أكبر الموانئ بالمنطقة الغربية في أوروبا ، وان 30%من السلع التي يتم معالجتها في المدينة سلع نفطية ومواد بتروكيميائية، لها تأثير على الطبيعة و على جودة الهواء في المناطق المجاورة ، وبعد ان تزايدت شكاوى السكان من الروائح الصادرة منها، تم ابتكار جهاز الأنف الإلكتروني ،الذي يقوم باستنشاق رائح المواد المسمومة في الهواء الطلق ويقوم بتحديد الجهة والمصنع المسؤول عن هذه الرائحة والانبعاثات وبالتالي يتم تحذير والضغط على هذه الشركات لتفادي هذه الإشكالية مستقبلاً ومعالجتها خلال عمليات صناعة المواد الكيماوية والبتروكيماوية في الميناء ، مشيرا إلى أنه تم تدريب فريق في امارة الفجيرة على كيفية العمل على الجهاز لتفادي أي تلوث بيئي.