الفجيرة اليوم  /   أعلن موقع فيسبوك الأربعاء أنه سيحظر تأييد القومية البيضاء والإشادة بها، وكذلك نزعة الانفصاليين البيض، كجزء من تصعيد حملته ضد خطاب الكراهية. وفرض الحظر تقرر له أن يبدأ من الأسبوع المقبل على منصة التواصل الاجتماعي الأولى في العالم، وتطبيق الصور الواسع الانتشار “انستقرام”. وقال الموقع الأزرق في بيان “من الواضح أن هذه المفاهيم متصلة بشكل عميق مع جماعات الكراهية المنظمة، ولا مكان لها على مواقعنا”.

وسبق لسياسات فيسبوك أن حظرت منشورات تدعم سيادة العنصر الأبيض كجزء من الجهد لوقف قذف الناس بالكراهية، تبعا للعرق والدين. ولن يتم تطبيق الحظر على بعض المنشورات كونها تعبر عن مفاهيم أوسع للقومية أو الاستقلالية السياسية، وفق فيسبوك.

وقال فيسبوك “في حين أن الناس سيظلون قادرين على إظهار اعتزازهم بتراثهم العرقي، لن نتسامح مع الثناء أو دعم القومية والانفصالية البيضاء”. وأضاف أن الأشخاص الذين يدخلون مصطلحات بحث مرتبطة بسيادة العرق الأبيض سيحصلون على نتائج تحيلهم إلى مواقع مثل “الحياة بعد الكراهية”، الذي يركز على مساعدة الناس في الابتعاد عن هذه الجماعات.

ووسط ضغوط من حكومات في جميع أنحاء العالم عزز فيسبوك في السنوات القليلة الماضية آليات الذكاء الاصطناعي، للعثور على المحتوى الذي يدعم الكراهية وإزالته مع الإبقاء على الانفتاح على حرية التعبير. وأشار بيان فيسبوك إلى أنه “للأسف سوف يكون هناك دائما أشخاص يحاولون التلاعب بأنظمتنا لنشر الكراهية”

وأوضح أن “التحدي الماثل أمامنا هو أن نبقى في المقدمة عبر الاستمرار في تحسين تقنياتنا، وتطوير سياساتنا، والعمل مع الخبراء الذين بإمكانهم تعزيز جهودنا”. وأكد موقع فيسبوك أن الحظر الجديد لن يطبق على مواضيع مثل الافتخار الأمريكي والانفصاليين الباسك كونها “جزءا مهما من هوية الشعوب”.

حظر صعب التطبيق

من جهته، أعرب مارك بوتوك من “مركز تحليل اليمين المتطرف عن اعتقاده أن الحظر الجديد لـ”فيسبوك” يمكن أن يحد من انتشار خطاب القوميين البيض، لكنه يشكك في أنه سيخلّص العالم من هذه الأيديولوجية.

وأضاف متسائلا “سنرى أن كانوا قادرين على فرض الحظر”. وقال “هناك الآلاف من المنشورات للقوميين البيض يوميا على فيسبوك لم يتمكنوا من إيقاف فيديو كرايستشيرش، لذلك سيكون تنفيذ الحظر نوعا من التحدي”، في إشارة إلى الهجمات على المسجدين في نيوزيلندا. وأظهرت مجزرة نيوزيلندا النطاق العالمي الواسع لحركة القومية البيضاء، التي تبشر بمُثُل متخيلة “أوروبية” ترفض الهجرة وتتشارك في أحيان كثيرة نشر تهديدات عبر الإنترنت. ويعتبر بعض المحللين أن هذه الحركة متماسكة ومترابطة عبر الإنترنت وتمتد عبر أوروبا إلى روسيا، وتتمتع كذلك بعمق كبير في الولايات المتحدة وكندا. ويقولون إنها تشكل تهديدا دوليا يوازي التطرف الإسلامي، وربما أكثر من ذلك في الولايات المتحدة، حيث تفوقت هجمات القوميين البيض على تلك التي ارتكبها إرهابيون لسنوات.

وما يشجع القوميين البيض -وفق بعض الباحثين- هو ظهور سياسيين وأحزاب تتبنى الآراء التقليدية، وتتبع خطا متشددة تجاه الهجرة، من مارين لوبن في فرنسا إلى فيكتور أوربان في المجر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحزب استقلال بريطانيا.

وينطبق الشيء نفسه في الولايات المتحدة، حيث ارتكزت حملة الرئيس دونالد ترامب للوصول إلى البيت الأبيض على خطاب مناهضة الهجرة وقاعدة ناخبين غالبيتهم الساحقة من البيض.

العين الأخبارية